فاطمة المسماري: الصيدلة مهنة العطاء الإنساني

  • 1/19/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: بكر المحاسنة فاطمة المسماري أول إماراتية تحصل على شهادة البورد الأمريكي في الجودة الطبية، وحبّها للعلم والتعلم دفعها لدارسة الصيدلية في الجامعة، وبعد ذلك تابعت المسيرة بحصولها على شهادة الماجستير، فاستحقت الإشادة والتكريم من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، في لفتة تؤكد الترابط القوي بين الشعب والقيادة، وحرص القيادة الرشيدة على دعم أبنائها والشد على أيديهم، لتحقيق النجاحات في جميع المجالات. وللتعرف إلى مسيرتها كان لنا هذا اللقاء. * من هي فاطمة المسماري؟- صيدلانية من بنات هذا الوطن الغالي، ولدت في إمارة الفجيرة؛ زوجة وأم لأربعة أطفال وتقيم حالياً في أبوظبي، درست بكالوريوس طب الصيدلة في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، ثم كبرت طموحاتي حتى نجحت في الحصول على الماجستير في إدارة الرعاية الصحية، ثم نلت البورد الأمريكي في الجودة الطبية، حيث كنت أول إماراتية تحصل على هذا البورد، وهو إنجاز أفتخر وأعتز به كثيراً، وأعمل الآن في الصيدلية الداخلية لمستشفى الكورنيش في أبوظبي. * ما قصة تخصصك في الصيدلة؟- درست الصيدلة لمدة أربع سنوات اعتباراً من عام 2004، أحببت هذا المجال؛ لأنه مجال إنساني قبل أن يكون مهنياً، من خلاله نقدم يد العون للمرضى. فالمريض ينبغي أن يعامل معاملة إنسانية، ومنذ الصغر يستهويني طب الصيدلة والأشياء المتعلقة بهذا المجال من علم الأدوية والأبحاث والفحوص المخبرية، فكان لي اهتمام خاص به، وبعد التخرج من مرحلة الثانوية العامة، اتجهت لدراستها. * ما الهدف الذي تسعين لتحقيقه؟- عندي خطط وأهداف كثيرة، أريد أن أرفع من شأن المرأة الإماراتية ومن راية بلدي، وبالتأكيد مهما فعلنا لن نوفي هذا الوطن حقه، وسأعمل المستحيل لأستمر في دراستي وتحقيق أهدافي بأن أطبّق كل ما تعلمته، و ما سأتعلَّمه في مجال عملي لأطور من نفسي ومن مكان العمل.* لماذا سعيت للحصول على شهادة البورد؟- أنا فخورة لحصولي على هذه الشهادة، حيث أشعر بالثقة في نفسي وعملي، وأدركت كيف يجب علينا تقديم أفضل خدمة لسلامة المرضى وبنفس الوقت كيف نقلل من الخسائر، ونزيد من رضى المرضى ورضى العاملين، كما تعلمت كيف نقلل من الأخطاء الطبية وفي حال ورود أي خطأ طبي، كيف نتصرف بطريقه صحيحة للعلاج، إضافة إلى ذلك أصبحت أكثر خبرة في كيفيه التعامل بروح الفريق الواحد.* ما هي المهام التي تقومين بها خلال عملك؟- عملي يتمثل في صرف الوصفات الطبية بعد التأكد من سلامتها من ناحية تحديد كميات الجرعة، وخلوّها من التضادات الدوائية مع اقتراح البدائل المناسبة، وإعطاء معلومات للطبيب عن الدواء البديل، والقيام بتركيب بعض الأدوية من موادها الخام في الصيدلية حسب الحاجة، إضافة إلى العمل على تأمين جميع الأدوية الضرورية والإسعافية في المستشفى، والتأكد من سلامة تخزينها وطرق تعاطيها في الأقسام، إلى جانب توزيع الأدوية داخل المستشفى، ومراقبة وحفظ الأدوية النفسية والمخدرة بالطرق الصحيحة، حسب تعليمات الوزارة، والتأكد من صحة تعاطيها وخلط الأدوية بالمحاليل والتغذية الوريدية TPN، تحتالظروف المعقمة بالطرق السليمة والمعتمدة، كما أقوم بتحضير أدوية الأمراض السرطانية، و تقديم خدمة الصيدلة الأكلينيكية، وإمداد الفريق الطبي بالمعلومات الدوائية، والإجابة على الاستفسارات فيما يتعلق بالعلاج الدوائي، وتدريب طلاب كلية الصيدلة والمعهد الصحي والفنيين العاملين، وتعليم وتثقيف المرضى فيما يتعلق بالدواء.* ما القيم التي تحملينها وأنت طبيبة صيدلانية؟- أؤمن بأن الكفاءة أساس النجاح وإثبات الذات، وهذا الأمر الذي يجب أن يعتمده الناس في التقييمات الاجتماعية والمجتمعية، دون التفريق بين رجل وامرأة، والحكم على الشخص وعلى أدائه، فيجب أن يعي الناس أن الأفكار المحيطة بهم في تغيّر وتطور كبيرين، ويجب اللحاق بهما. * من الأشخاص الذين وجدت منهم المعاونة؟- مهما تحدثت عن تأثير والدتي على حياتي فلن أوفيها حقها، فهي مدرسة قائمة بذاتها، وكلما احتجت لاتخاذ القرارات الصعبة في الحياة، أعود إلى معجمها وأنهل من إرشاداتها، على الرغم من أن أمي لا تعرف القراءة والكتابة، إلا أنها كانت تحرص على تحفيز أبنائها على العلم والمعرفة والمذاكرة، وكانت تتابعنا بلا كلل وتتصرف معنا كشخص متعلم ومدرك لأهمية الدراسة. ولا أنسى دور إخواني وزوجي في تشجيعي المستمر. * كزوجة وأم كيف توفّقين بين أسرتك وعملك؟- اكتسبت من خلال مهنتي التوازن المعرفي والإداري، وعدم تعقيد الأمور، فأنا أعطي لعملي حقه ولبيتي وأسرتي حقها، فلا أميل لأحدهما وأهمل الآخر، وأنا في النهاية عائلتي هي رقم واحد بالنسبة لي، ومستعدة لأن أضحي بالغالي والنفيس من أجلها. * ما المنصب الذي تحلمين بتوليه؟- أي منصب يساعدني في تحقيق التغيير الذي أرجوه، وهو العناية بالمرضى وبوصفاتهم الطبية بشكل أكبر، من أجل تقديم رعاية متكاملة، خاصة أن الإمارات والحمد لله من الدول المتقدمة في مجال الاهتمام بالمرضى، ولها مكانتها الكبيرة في العالم في كل ما يتعلق بعلوم الطب والصيدلة، وهنا لا بد أن أشكر قيادتنا الحكيمة التي بفضل دعمها اللامحدود وسخائها الكبير، استطعنا نحن أبناء وبنات الوطن أن نصل إلى أعلى درجات العلم.

مشاركة :