منذ انطلاق دورته الأولى العام الماضي، نجح مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة في أن يكون منصة لتسليط الضوء على قضايا المرأة، وأن يكون جسراً مع جمهور الجنوب حيث تقع مدينة أسوان. وتتواصل اليوم التحضيرات والعمل على قدم وساق استعداداً لانعقاد الدورة الثانية من المهرجان في الفترة بين 20 إلى 26 شباط (فبراير) المقبل، تحت رعاية وزارتي الثقافة والسياحة والمجلس القومي للمرأة، وبرئاسة السيناريست محمد عبدالخالق، وإدارة الكاتب حسن أبوالعلا. وتحمل هذه الدورة اسم المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد التي اختيرت لتكون ضيفة شرف المهرجان، وكانت السينما المصرية قدمت عام 1958 فيلماً عن جميلة بوحيرد بطولة الفنانة ماجدة وزهرة العلا وأحمد مظهر وإخراج يوسف شاهين. ينظم المهرجان هذا العام احتفاء خاصاً بالمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين، لمناسبة مرور 10 سنوات على رحيله. لاسيما أن المرأة لعبت دوراً محورياً في أفلامه منذ بدايته، وحتى في رباعية سيرته الذاتية «إسكندرية ليه» و «حدوتة مصرية» و «إسكندرية كمان وكمان» و «إسكندرية نيويورك». وستقام ندوة بعنوان «المرأة في سينما يوسف شاهين» تناقش اهتمام الراحل بالمرأة وقضاياها في غالبية أفلامه، كما ستتضمن شهادات من بعض المقربين من يوسف شاهين أو الذين عملوا معه خلف الكاميرا وأمامها. وبينهم المنتج غابي خوري والمخرجون يسري نصرالله وخالد يوسف وشريف مندور. واختارت إدارة المهرجان ثلاثاً من صانعات السينما المصرية لتكريمهن في الدورة الثانية للمهرجان، وهن المخرجة عطيات الأبنودي، والمخرجة والمنتجة ماريان خوري، ومصممة الملابس ناهد نصرالله. وجاء اختيارهن «نظراً الى عطائهن في السينما المصرية وإثرائهن الشاشة الفضية بعدد من الأفلام المهمة، سواء كانت أفلاماً تسجيلية أو روائية، كما عبّرن بصدق عن قضايا المرأة المصرية»، فيما تكرم الفنانة منى زكي عن مجمل أعمالها. ندوة عن سمير فريد وينظم مهرجان أسوان ندوة عن الناقد الراحل سمير فريد، تتضمن شهادات من بعض أصدقائه ودراسات من بعض النقاد المصريين والعرب عن كتاباته. كما تتضمن الندوة عرض الفيلم التسجيلي «عالم سمير فريد» إخراج أحمد حسونة، وإنتاج مهرجان أسوان بدعم من شركة سمارت فيجن والمنتج شريف مندور. ونُوّه بأن إدارة المهرجان ستعلن عن إطلاق موقع إلكتروني للناقد الراحل سمير فريد، يضم مقالاته وبعض مؤلفاته، موضحة أن الموقع يطلقه المهرجان بالتعاون مع شركة سمارت فيجن برئاسة الدكتورة هالة فاروق. وكشف مدير المهرجان حسن أبو العلا لـ «الحياة» أن الأفلام المشاركة في مسابقة الفيلم الطويل تبلغ 14 فيلماً بينها فيلمان من مصر، بينما يشارك نحو 20 عملاً في مسابقة الفيلم القصير، لافتاً إلى أن المهرجان يضم قسماً رسمياً «خارج المسابقة». وثمة عدد من الأفلام سيتم عرضها خلال الفاعليات ضمن هذا القسم وبينها أفلام المكرمين، أو تلك الأعمال التي لم يتسن لها المشاركة ضمن المسابقة نظراً الى عدم انطباق لائحة المهرجان عليها، وهي أفلام ذات مستوى فني جيد». وأشار أبوالعلا إلى أن هناك عدداً من الدول تشارك للمرة الأولى في المهرجان وبينها طاجيكستان وبولندا والنيجر. وكشف أبو العلا لـ «الحياة» أن المهرجان ينظم هذا العام خمس ورش سينمائية لشباب محافظة أسوان من عمر 16 وحتى 45 عاماً، ستنعقد على مدار أيام المهرجان، يحاضر فيها عدد من السينمائيين ومنها ورشة حول صناعة السيناريو يحاضر فيها السيناريست ناصر عبدالرحمن، وأخرى في الرسوم المتحركة يحاضر فيها أستاذ الرسوم المتحركة في كلية الفنون الجميلة الدكتور أشرف فهمي، وورشة في صناعة الفيلم التسجيلي تحاضر فيها المخرجة عايدة رضوان الكاشف وورشتان أخريان في «صناعة الفيلم لسينمائيين أجانب». من سن 16 حتى 45 عاماً. وحول جديد هذه الدورة، قال مدير المهرجان حسن أبو العلا لـ «الحياة»: «قمنا بدعوة شركة «نيتفليكس» الى عقد لقاءات مع المنتجين وصناع الأفلام في محاولة لتسويق الفيلم المصري، كما سيُعقد على هامش المهرجان لقاء مع مديرة مؤسسة السينما في تترستان ميلياوشا ايتوجانوفا، وهي إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية من أجل فتح سوق للفيلم المصري في كازان، وفتح الأفق لعلاقات أوسع مع السينمائيين الروس، وباقي الجمهوريات الإسلامية في روسيا لاسيما أن الفيلم المصري من الممكن أن يجد هناك مكاناً له بحكم طبيعة الثقافة». عروض لجمهور شلاتين ونوّه أبو العلا بأن «صالون» المنتجين سيستمر في مناقشة «قضية تصوير الأفلام الأجنبية في مصر والصعوبات والمعوقات التي تواجهها ومحاولة إيجاد حلول لها». وأضاف: «هناك قسم خاص للسينما المصرية سيقام في مسرح فوزي فوزي وهو أحد المسارح المكشوفة تُعرض خلاله مجموعة من الأفلام المصرية الحديثة، كما تقام عروض جماهيرية لأهالي أسوان لعرض مجموعة من أفلام المهرجان في بعض الجمعيات الأهلية، إذ نسعى الى الذهاب إلى الجمهور وألا ننتظره أن يأتي إلينا، كما سنذهب بالعروض إلى مدينة شلاتين (تقع أقصى الجنوب المصري)، حيث ستكون هناك وحدة متنقلة مهمتها عرض الأفلام لجمهور شلاتين وذلك بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة برئاسة الدكتور أحمد عواض». وأكد أبو العلا حضور المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد والتي جاء إهداء الدورة الثانية من المهرجان إليها «لكونها رمزاً لنضال المرأة العربية من أجل الحرية»، فضلاً عن «المكانة الكبيرة التي تحتلها في قلوب الشعب المصري والعربي حيث ستشارك في فاعليات المهرجان عبر الندوات الثقافية والفنية مع نجوم الفن وسيدات المجتمع الأسواني». واجه المهرجان صعوبات بالغة هذه الدوره وكان مهدداً بعدم الانعقاد وهو ما يؤكده حسن أبو العلا قائلاً: «يدين المهرجان بالفضل لعدد من الجهات الداعمة وعلى رأسها نقابة السينمائيين برئاسة المخرج مسعد فودة الذي لولاه لما نجحنا في تجاوز صعوبات عدة وغالبيتها خاصة بالتمويل، وكذلك المجلس القومي للمرأة برئاسة الدكتورة مايا مرسي، ولا ننسى دعم وزارتي الثقافة والسياحة، إذ تدعمان الجزء الأكبر من المهرجان». وفي المقابل، كشف رئيس المهرجان السيناريست محمد عبدالخالق عن مشاركة الناقد اللبناني إبراهيم العريس ضمن فاعليات الدورة الثانية عبر إلقاء محاضرة بعنوان «المرأة مستقبل السينما العربية». وأضاف عبدالخالق خلال بيان صادر عن إدارة المهرجان أن «وجود ناقد سينمائي بحجم إبراهيم العريس وإلقاءه محاضرة عن المرأة في السينما العربية، مكسب كبير جداً لمهرجان أسوان»، موضحاً أن المهرجان يسعى الى تحقيق نوع من التواصل بين النقاد الكبار والمهتمين بالسينما في محافظة أسوان.
مشاركة :