بانكوك (أ ف ب) - أعلنت الشرطة التايلاندية الجمعة انها اعتقلت باكستانيا يزور جوازات سفر يعتقد انه باعها لعناصر من تنظيم الدولة الاسلامية ليغلق بذلك أحد فصول الدخول غير الشرعي الى اوروبا. وتم اعتقال محمد اقبال (52 عاما) في 14 كانون الثاني/يناير في احدى ضواحي بانكوك وفي حوزته جوازات سفر مزورة سنغافورية وهندية اضافة الى قوالب ورقائق لتزوير تأشيرات دخول الى فرنسا وايطاليا واسبانيا. وقال رئيس مكتب الهجرة اللفتنانت جنرال سوتيبونغ فونغبينت للصحافيين في بانكوك ان الباكستاني "عمل في تزوير الوثائق لفترة طويلة متخذا من تايلاند مقرا له". وعملية الاعتقال هي الاخيرة في اطار عمليات تستهدف مزوري جوازات السفر في تايلاند، حيث دفعت المخاوف بشأن الامن والهجرة السلطات الى التصدي لصناعة سرية ازدهرت في المملكة لعقود. ووجهت لاقبال، الذي يعتقد انه عمل من تايلاند لأكثر من 10 سنوات، تهم تزوير جوازات سفر وأختام تأشيرات وتهريب جوازات مزورة، بعد ايام قليلة على اعتقاله لدى وصوله الى منزله في بانكوك على دراجة نارية. وفي وقت سابق هذا الاسبوع قال وزير الدفاع براويت ونغسوان ان اقبال مرتبط بمجموعة تقوم ببيع جوازات سفر لتنظيم الدولة الاسلامية. وقال الوزير ان "المشتبه به قام بتزوير تأشيرات وجوازات سفر لتنظيم الدولة الاسلامية بهدف تأمين سفرهم من الشرق الاوسط الى تايلاند" مضيفا ان محاولاته لم تنجح. لكن في المؤتمر الصحافي الجمعة قلل المسؤولون من أهمية علاقات إقبال بتنظيم الدولة الاسلامية وصوروه كرجل اعمال يستقبل جميع الزبائن. وقال سوتيبونغ "تبين من التحقيقات أنه يبيع أي مجموعة، ليس تنظيم الدولة الاسلامية بالتحديد، كان يصنع الجوازات على الطلب". وبحسب مكتب الهجرة يبلغ سعر جواز سفر مزور عادي بضعة مئات من الدولارات فقط. وعادت تايلاند الى الواجهة كبؤرة عالمية لتزوير جوازات السفر في اعقاب اختفاء الطائرة الماليزية ام.اتش-370 في 2014. وكان من بين ركاب الطائرة المنكوبة ايرانيان يحملان جوازي سفر اوروبيين تم شراءهما وتعديلهما في تايلاند. ويسيطر على هذه الصناعة ايرانيون وباكستانيون على درجة عالية من المهارة يخدمون زبائن من جنوب آسيا والشرق الاوسط وغيرهما. وقالت شرطة الهجرة ان اقبال مرتبط بمزور ايراني يعمل في الظل يطلق عليه "الدكتور" يبيع جوازات سفر عالية النوعية للاجئين ومهاجرين لأسباب اقتصادية ومجرمين، من احدى ضواحي بانكوك لنحو 20 عاما. ووصف المحققون اعتقاله في 2016 بأنه انجاز ضخم في الحرب ضد جرائم جوازات السفر - رغم ان مزورين آخرين حلوا مكانه. وطالما قدمت بانكوك المعروفة بانها محطة عبور شاسعة ومتساهلة، ملاذا للاشخاص الذين يريدون التخفي او تغيير هويتهم. وتسمح تايلاند بمرور المسافرين بدون تأشيرات من العديد من الدول، وتتمتع بأفضل مسارات للرحلات الجوية في جنوب شرق آسيا ولها حدود طويلة مع كل من بورما ولاوس وكمبوديا. وهذا يجعلها نقطة جذب لمجرمين عابرين للحدود، يريدون نقل اي شيء بدءا من البشر الى الحيوانات البرية النادرة مرورا بالمخدرات والاسلحة والاحجار الكريمة. © 2018 AFP
مشاركة :