تواصل – فريق التحرير: تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النَبَوِيّ الشيخ عبدالباري الثبيتي عن نعمة البركة التي أنعم بها الله على عباده، وعن نفعها فِي المال والولد والوقت والعلم والعمل والجوارح. وحث فضيلته فِي خطبة الْجُمُعَة التي ألقاها فِي المسجد النَبَوِيّ المسلمين بتقوى الله سبحانه حق التقوى؛ لِأنَّ النعيم فِي الهدى، والشقاء فِي موافقة الهوى. وقال إن الله تعالى قد جعل الأرض مُسْتَقِرّاً لحياة العباد وبارك فيها واصطفى أنبياءه وأنعم عليهم بالبركة فِي حياتهم وأَعْمَالهم، وثبتت بركة النبي صلى عليه وسلم ورآها الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم بأعينهم، وللقُرْآن بركة فِي اتباعه والعمل به قَالَ تعالى: (هَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). وأَوْضَحَ أن البركة تعني النمو والازدهار إذا حلت فِي قليل كثرته، وَإِذَا قرت فِي مكان ظهر أثرها وفاض خيرها وعم نفعها المال والولد والوقت والعلم والعمل والجوارح، وجعل الله تعالى البركة فِي البيت العتيق وطيبة الطيبة والمسجد الأقْصَى وما حوله قَالَ تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ). وأَضَافَ الشيخ الثبيتي أن الله سبحانه وتعالى بارك فِي أمة النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنمت وازدهرت حتى سبقت كل الأمم، فالمسلم يتحرى البركة أين مَا حل لتغمر جسده وحياته وأولاده وكل مَا حوله. ولفت الانتباه إِلَى أن على المسلم أن يستجلب البركة لبيته بدوام ذكر الله وقراءة سورة البقرة، مستشهداً بقول الرسول صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة)، وتستجلب البركة بملازمة الاستغفار، وتستجلب بحرص المسلم على صلاة الفجر مع الجماعة، وبطلب البركة بالدعاء لله عَزَّ وَجَلَّ فهو خير جالب لفضلها ومدر لنعيمها، وتحقق البركة بلزوم تحية الإسلام التي هي من خصائص الإسلام ومن خصائص هذه الأمة المباركة وتستجلب فِي التجارة بالصدق والبيان وصلة الرحم، وتزيد فِي العمر وتبارك فِي الرزق والتآلف والاجتماع، وعدم الفرقة مدعاة لحصول البركة وحلولها. وبين أن البركة إذا حلت فِي حياة المسلم فإن اللهَّ تَعَالَى قد رزقه عقلاً ناضجاً بالفقه، وقلباً حياً بالعلم والإيمان، وتظهر البركة فِي حياة المسلم بأن يوفق لإِنْتَاج غزير وإنجاز مترادف خيراته فِي زمن يسير بجهد يسير، وهذا عون خاص يمد به المرء، ويكون قوة له على الطاعة والعمل. وَأَشَارَ فضيلة إمام وخطيب المسجد النَبَوِيّ إِلَى أن طول العمر مع صلاح القول والعمل من صور البركة التي يمنحها الله تعلى للموفقين من عباده، وأن إفاضة الله عَزَّ وَجَلَّ على العبد بالمال الوفير للإنْفَاق فِي وجوه الخير والإحسان بركة ظاهرة، وتزيد البركة بركة بتطهيره من الشوائب.
مشاركة :