منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق النووي الإيراني مهلة أخيرة لكنه طالب حلفاءه الأوروبيين والكونجرس بالعمل معه من أجل إصلاح «عيوب مروعة» في الاتفاق وإلا فإن بلاده ستنسحب منه. وقال ترامب إنه سيمدد تعليق العقوبات النووية على إيران لكن فقط بوصفها «فرصة أخيرة» لن يكررها. وسوف تشكل المهلة ضغطاً على الأوروبيين، الداعمين الرئيسين وأطراف الاتفاق الدولي الموقع في 2015، لإرضاء ترامب الذي وصف الاتفاق بأنه «الأسوأ على الإطلاق». ويريد ترامب تشديد الاتفاق النووي بإبرام اتفاق ملحق خلال 120 يوماً وإلا ستنسحب الولايات المتحدة بشكل فردي من الاتفاق الدولي، وحذر قائلًا: «لا يجب أن يشكك أحد في كلامي». وعبر ترامب في أحاديث خاصة عن استيائه من اضطراره لتمديد تعليق العقوبات مرة أخرى على دولة يعتبر أنها تشكل تهديداً متزايداً في الشرق الأوسط. وقال ترامب في بيان: «هذه فرصة أخيرة». وأضاف: «في غياب اتفاق كهذا، لن تعلق الولايات المتحدة مرة أخرى العقوبات من أجل البقاء في اتفاق إيران النووي. وإذا رأيت في أي وقت من الأوقات أن مثل هذا الاتفاق بعيد المنال فسوف أنسحب على الفور». وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إنه أحيط علماً بقرار ترامب وسيقيم آثاره. وفي تأكيد على الصعوبة التي يواجهها الأوروبيون حالياً، قال دبلوماسي أوروبي طلب عدم نشر اسمه «إنقاذ الاتفاق سيكون مسألة معقدة بعد هذا».. وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية أطلعوا الصحفيين على القرار إن ترامب سيعمل الآن مع شركاء أوروبيين للتوصل لاتفاق ملحق يتضمن حدوداً واضحة لا يمكن للنظام الإيراني تخطيها تتعلق بالصواريخ الباليستية. وقال مسؤول كبير بالإدارة إن ترامب سيكون منفتحاً على فكرة البقاء في اتفاق معدل إذا ما أصبحت التعديلات دائمة. وقال ترامب في البيان: «أدعو الدول الأوروبية الرئيسية للانضمام للولايات المتحدة في إصلاح عيوب جسيمة في الاتفاق لمواجهة الاعتداء الإيراني ولدعم الشعب الإيراني... إذا فشلت الدول الأخرى في التحرك خلال تلك المدة فسوف أنهي الاتفاق مع إيران». وحدد الرئيس عدداً من الشروط لإصلاح الاتفاق لتبقى الولايات المتحدة فيه. وقال إن على إيران السماح «بالتفتيش الفوري لكل مواقعها التي طلبها المفتشون الدوليون»، وأضاف أيضاً أن البنود التي تمنع إيران من امتلاك سلاح نووي يجب أن تكون دائمة. وقال ترامب إن على القانون الأمريكي أن يربط بين برنامجي الأسلحة النووية والصواريخ بعيدة المدى ليجعل إجراء طهران لاختبارات صواريخ سبباً في فرض «عقوبات صارمة».. وقال مسؤول أمريكي بارز إن ترامب قال وراء الكواليس إن الاتفاق النووي يجعل الولايات المتحدة تبدو ضعيفة، وأضاف أن حجة البقاء فيه كانت قائمة على إتاحة وقت لتشديد بنود الاتفاق. وكان من شأن إعادة فرض العقوبات أن تنهي عملياً الاتفاق الذي يحد من برنامج إيران النووي. والأطراف الموقعة على الاتفاق في 2015 مع إيران هي الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي. وليس من المرجح أن تنضم هذه الدول للولايات المتحدة حال إعادة فرضها للعقوبات. وتقول إيران إنها ستلتزم بالاتفاق مادامت الدول الموقعة عليه تحترمه لكنها «ستمزق» الاتفاق إذا انسحبت واشنطن. وقال دبلوماسيان في الاتحاد الأوروبي إن وزراء خارجية الاتحاد سيناقشون ما يجب القيام به في اجتماعهم الدوري المقبل يوم 22 يناير كانون الثاني في بروكسل.
مشاركة :