نشرت "نيويورك تايمز" تقريرا مطولا، الخميس، تحدثت فيها عن التغييرات التي أحدثها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في جهاز الاستخبارات، وصلة الأمر بالانتخابات الرئاسية القادمة، في آذار/مارس القادم، إلى جانب قضايا أخرى. وكان السيسي قد أمر بتكليف مدير مكتبه، عباس كامل، بتسيير أعمال جهاز المخابرات العامة، بعيد إقالة رئيس المخابرات العامة اللواء خالد فوزي، لحين تعيين رئيس جديد للجهاز. وقالت الصحيفة إن واحدا فقط من أصل ثلاثة مستشارين "وثيقي الصلة" به على رأس عمله اليوم، والحديث عن إقالته لكل فوزي، ومن قبل، الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة. ولم يقدم السيسي، في بيانه المقتضب، سببا لإقالة فوزي، الذي ترأس المخابرات عام 2014، وكان له الفضل في إنعاش الجهاز "بعد فشله في التنبؤ باندلاع انتفاضات الربيع العربي"، بحسب تقرير الصحيفة. اقرأ أيضا: تعرف على التعديل الوزاري الجديد في مصر القرار اُتخذ على عجالة.. كما يشير التقرير إلى أن هناك دلالات على أن القرار اتخذ على عجالة، خاصة بما يتعلق باختيار السيسي مساعده لفترة طويلة، ومدير مكتبه، لشغل المنصب مؤقتا، إلى حين تعيين آخر. من جهة أخرى، يرى التقرير أن هذا التغيير المفاجئ يأتي في مرحلة حساسة بالنسبة للسيسي، إذ من المتوقع أن يعلن ترشحه لفترة ثانية في الرئاسيات التي تبدأ في آذار مارس القادم. علاوة على ذلك، هناك زيارة مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، إذ من المقرر أن يصل السبت إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري. بالنسبة للرئاسيات، تقول الصحيفة أنها لا تشكل مشكلة بالنسبة للسيسي، إذ اشتكى مرشحون عدة من التعرض لضغوط تهدف لدفعهم للانسحاب من السباق الرئاسي، وخشيتهم من ملاحقة قضائية أو تهديدات بمحاكمات في قضايا فساد. وتنوه الصحيفة إلى البيان الذي نشره أنور السادات، ابن شقيق الرئيس المصري السابق، يوم 15 من الشهر الجاري، وأعلن فيه عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية، لأن المناخ العام لا يوحي "بمنافسة نزيهة". أما بالنسبة للسياسة الخارجية، فذلك ما يشكل تحديات كبرى أمام السيسي، إذ يقول التقرير إن لجهاز المخابرات العامة، في ظل رئاسة فوزي، تأثيرا كبيرا في هذا المجال، لدرجة تنحية وزارة الخارجية جانبا بعض الأحيان. ويذكر التقرير بهذا الخصوص رعاية المخابرات لاتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، في تشرين الثاني/أكتوبر من العام الماضي، كما كان للجهاز دور في العلاقات مع الولايات المتحدة.الإقالة.. والتسريب.. ولا يمكن الفصل أيضا بين قرار إقالة فوزي وتسريب مسرب نُسب لضابط استخبارات مصرية، حول وجود جهود مصرية سرية لتوجيه الرأي العام المصري في صالح الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، بعكس الموقف الرسمي المعلن. ونُشر التسجيل في صحيفة "نيويورك تايمز"، ويجري الآن تحقيق جنائي بشأنه، إذ اعترض مسؤولون مصرين على التقرير، واعتبره بعض النواب مؤامرة دولية محرجة لمصر. كما أُثيرت ضجة حول السد الإثيوبي، الذي من المُفترض استكمال بنائه بحلول العام 2019، فيما يخشى خبراء مصريون من أن يقلص السد حصة مصر من مياه النيل. ووفق التقرير، ويمثل كل من النزاع حول حصة مصر من مياه النيل، والجدل حول الموقف من القدس، مصدري إزعاج للسيسي. وبصرف النظر عن سبب إقالة فوزي، تؤكد الإقالة أن الزعيم المصري مستعد لإسقاط أقرب حلفائه أمام مصلحة كبرى. دور محتمل لنجل السيسي.. ويقول أندرو ميلر، من مشروع الديموقراطية في الرشق الأوسط، للصحيفة الأمريكية، وجد بعض المسؤولين الأميركيين صعوبة في التعامل مع فوزي، الذي دعم الإجراءات الصارمة ضد وكالات المساعدات الأجنبية بمصر، إذ اعتبر مشكلات مصر بسببها. أما عباس كامل، مدير المخابرات الجديد، فيعتبر شخصا أكثر اعتدالا، وفق التقرير. وكامل ضابط سابق بالجيش، وعمل مديرا لمكتب السيسي، حين كان الأخير مديرا للمخابرات الحربية، بين عامي 2010 و2012. وبقي كامل مع السيسي بعدما تولى السلطة، عام 2013، لكنه تعرض للحرج بسبب سلسلة من التسريبات الصوتية، يمكن فيها سماع السيسي وجنرالاته وهم يسخرون من البلدان العربية، ويناقشون خططا للتلاعب بالرأي العام. وتختتم الصحيفة تقريرها بالقول، إنه من المحتمل احتفاظ نجل السيسي، محمود، الذي يعمل في جهاز المخابرات العامة، بدور نافذ هناك.
مشاركة :