تواصل القصف المدفعي الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2017، على مدينة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا، في حين يبدو الهجوم التركي على هذه المدينة وشيكاً مع زيادة التعزيزات العسكرية التركية على الحدود بين البلدين. وما زاد من حدة التوتر في المنطقة اتهام قوات سوريا الديمقراطية الكردية بقصف مستشفى للأمراض العقلية في مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي. وتقع أعزاز تحت سيطرة فصائل سورية معارضة تدعمها تركيا. وكانت الولايات المتحدة أعلنت الأحد الماضي عزمها تشكيل قوة جديدة في شمال سوريا من نحو ثلاثين ألف مقاتل، نصفهم من المقاتلين الأكراد السوريين في وحدات حماية الشعب الكردية الذين تعتبرهم أنقرة "إرهابيين". وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي في مقابلة مع تلفزيون "الخبر" إن "هذه العملية ستنفذ وسيتم القضاء على الشبكات والعناصر الإرهابية في شمال سوريا. ليس هناك من حل آخر". وأرسلت أنقرة في الأيام الماضية إلى المنطقة الحدودية قوافل مدرعات وقطع مدفعية.- هجوم "الأمر الواقع"- وأمام تزايد التهديدات التركية حاولت الولايات المتحدة تهدئة أنقرة. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن التحالف لا ينوي إنشاء "جيش" كردي، في حين قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن الشرح الذي صاحب فكرة إنشاء هذه القوة كان "سيئاً". إلا أن هذه التطمينات الأميركية لم تقنع المسؤولين الأتراك. فقد أكد وزير الدفاع التركي أن "العملية بدأت بحكم الأمر الواقع" في إشارة إلى القصف المدفعي التركي المتواصل منذ أيام.عشرات العربات وتكثف القصف المدفعي الجمعة حيث أعلنت جريدة حرييت أن الجيش التركي أطلق 40 قذيفة خلال النهار على منطقة عفرين. ومع أن أي موعد لم يحدد لبدء الهجوم التركي، فإن مراسلي فرانس برس شاهدوا عصر الجمعة قافلة من نحو 30 حافلة تقل عناصر بلباس عسكري في محافظة هاتاي متجهة إلى الحدود السورية. وقبل الظهر عبرت نحو 20 حافلة تقل مقاتلين سوريين الحدود من تركيا متوجهة إلى مدينة أعزاز السورية الواقعة على بعد 20 كلم شمال شرق عفرين، حسبما نقلت وسائل إعلام عدة. وتسعى تركيا للاعتماد على فصائل سورية دربها الجيش التركي لشن الهجوم البري، كما حصل عندما توغلت داخل الأراضي السورية عام 2016. وفي أعزاز، التي تسيطر عليها فصائل سورية موالية لأنقرة، أصيب 14 شخصاً بجروح مساء الخميس نتيجة قصف بالهاون استهدف مستشفى للأمراض العقلية في هذه المدينة. واتهمت هذه الفصائل قوات سوريا الديموقراطية بالقصف، الأمر الذي نفته بشدة. وتظاهر مئات الأشخاص الجمعة في أعزاز حاملين صور أردوغان والأعلام التركية تعبيراً عن دعمهم لأي هجوم تركي محتمل، وفقاً لمراسل فرانس برس. وبموازاة الوضع الميداني المتوتر، أوفدت الحكومة التركية الخميس قائد جيشها ورئيس جهاز استخباراتها إلى موسكو للحصول على موافقة روسيا على العملية العسكرية التركية المرتقبة. يشار إلى أن روسيا تنشر قوة مراقبة في عفرين.
مشاركة :