أبوظبي: إيمان سرور يحول انتشار الضباب الكثيف هذه الأيام في بعض مناطق أبوظبي وضواحيها، دون وصول حافلات نقل الطلبة إلى مدارسهم في مواعيدها المحددة، ما يؤدي إلى تأخرهم عن دوامهم الدراسي وعدم حضورهم الحصص الأولى، كما يتسبب تأخر الحافلات في الوصول إلى نقاط تجمع الطلبة، إلى عودة بعضهم لمنازلهم والغياب عن الدراسة خاصة صغار السن من الحلقة الأولى الذين يعتقدون أن الحافلات لن تأتي، في حين أن ذلك التأخير جاء بسبب الضباب.وأجازت دائرة التعليم والمعرفة بالتعاون مع المواصلات المدرسية بمؤسسة الإمارات فرع أبوظبي بعدم تحرك الحافلات التي تنقل الطلبة إلى مدارسهم في مثل تلك الظروف المناخية السيئة، بسبب الضباب الكثيف الذي قد يبطئ حركة السير لعدم وضوح الرؤية، حفاظاً على سلامة الأبناء، موجهاً ادارات المدارس بالتعاون مع الطلبة المتأخرين عن حضور الطابور الصباحي والحصص الأولى بالتماس العذر لهم وإعادة شرح الدروس أو تأخير بدء الحصة الدراسية إذا لزم الأمر.ودعت الدائرة، الميدان التربوي في إمارة أبوظبي لاتباع نصائح القيادة الآمنة في الضباب وفقاً لتعليمات وزارة الداخلية وانطلاقاً من الحرص على سلامة الموظفين في ظل الظروف المناخية السائدة هذه الأيام، والتي تتسبب بتشكل الضباب الكثيف في الساعات الأولى من الصباح الباكر، منها الالتزام بتقليل سرعة مركباتهم تدريجياً والقيادة بحذر والحرص على أن يعمل نظام الإنارة بالكامل في المركبة بصورة جيدة، واستخدام ضوء المصابيح المنخفض، والتحلي بالصبر وعدم محاولة التجاوز أو تغيير مساراتهم ومضاعفة مسافة التتابع والنظر والاستماع واليقظة، والاستعداد لأي حوادث أمامهم.وأكد جاسم محمد الشاعر، مدير مركز خدمات المدارس في مواصلات الإمارات التزام المؤسسة بتطبيق أعلى معايير السلامة للطلبة، خلال رحلتهم من وإلى المدرسة بواسطة الحافلة المدرسية، طوال العام الدراسي من خلال توفير عدد من الخدمات من بينها خدمة الإشراف، التي تضمن سلامة وراحة الطالب، مشيراً إلى أن المؤسسة تحرص على اتباع وتطبيق أعلى معايير السلامة خلال عملية نقل الطلبة.وذكر الشاعر أنه قبل اتخاذ قرار عدم تحريك الحافلات المدرسية نقوم بتوزيع منسقي حركة في الميدان للتأكد من تشكل الضباب، بعدها يتم التنبيه على السائقين بعدم التحرك حتى تتضح الرؤية، مشيراً إلى أنه يتم تدريب السائقين من خلال ورش عمل تنظم لهم قبل انطلاق كل فصل دراسي على كيفية التعامل في مثل هذه الحالات وما هي الإجراءات المتبعة.من جانبه أكد عامر جمعة الشحي، مدير المواصلات المدرسية بأبوظبي، تنظيم ورشة عمل توعوية ل 600 سائق حافلة بالمدارس الحكومية في مدينة أبوظبي، حول القيادة الآمنة أثناء تقلبات الطقس، وذلك في إطار الحرص على تعزيز التوعية المرورية لسائقي الحافلات، والتي تقام مع بداية كل فصل دراسي، مشيرا إلى أن ورش عمل أخرى مماثلة ينظمها فرع المؤسسة في أبوظبي لسائقي الحافلات في المدارس الخاصة، إضافة إلى وضع برنامج دوري على مدار العام، لتوفير برامج توعوية.وقال الشحي إن سلامة الطلبة أثناء رحلتهم من وإلى المدرسة لا تختص بها جهة واحدة فحسب، حيث تقوم اللجنة الإعلامية للنقل المدرسي في أبوظبي بالعمل بشكل مشترك مع الجهات الأعضاء كافة وذوي الصلة، مثل المدارس والمشغلين، من أجل تحقيق أقصى درجات الأمن والسلامة في نقل الطلبة، مؤكداً عدم ورود أي ملاحظات إلى غرفة عمليات مواصلات الإمارات خلال حالة الظروف الجوية الصعبة التي شهدتها أبوظبي جراء تشكل الضباب وتدني الرؤية في الأسبوع الماضي، مؤكداً أن حركة حافلات النقل المدرسي كانت سلسة وميسرة. وأعرب أولياء أمور طلبة المدارس الخاصة عن قلقهم واستيائهم من التصرفات اللامسؤولة من قبل بعض مشغلي الحافلات الخاصة، الذين لم يلتزموا بالتوجيهات والإرشادات، حيث عمدوا إلى تشغيل الحافلات في وسط تلك الأحوال الجوية الصعبة معرضين الأبناء للخطر.وقال أدهم عبدالله، (ولي أمر) إن مشغلي الحافلات المدرسية الخاصة ضربوا بعرض الحائط غير مكترثين لسلامة الطلبة بقدر ما يهمهم وسير الدوام المدرسي على حساب أمن وسلامة الأبناء، لافتاً إلى أن ذلك في قمة الاستهتار فأرواح فلذات أكبادنا أمانة في أعناقهم.وقالت عائشة خالد - ولية أمر- إنها لم تسمح لطفلتها ذات الخمس سنوات بالذهاب إلى المدرسة، بسبب عدم التزام الحافلة بتوجيهات دائرة التعليم والمعرفة ومؤسسة مواصلات الإمارات، مشيرة إلى أنها أوصلت ابنتها بسيارتها عقب انقشاع الضباب ووضوح الرؤية وكان قد فات من زمن الدوام المدرسي 3 ساعات.وشكى أولياء أمور من إدارات بعض المدارس الحكومية التي باشرت بشرح الدروس للطلبة الذين تمكنوا من الحضور مبكراً كون الضباب لم يؤثر في تسيير الحافلة ووصولها إلى المدرسة في وقتها المعتاد، مشيرين إلى أنه كان من الأحرى بإدارات المدارس أن تؤخر شرح الحصص الأولى للطلبة المتواجدين وتستغلها في أنشطة أخرى، أو تعيد شرح الدروس للطلبة المتأخرين بعد الدوام الدراسي.وطالب حسن البلوشي - ولي أمر - بضرورة استثناء الأيام التي يتشكل فيها الضباب، وعدم احتساب غياب الطلبة أو تأخرهم فيها، كما أن الحافلات المدرسية تتأخر في الوصول إلى المنزل، وفي بعض الأحيان لا يستطيع الطلبة اللحاق بها لعدم مقدرتهم على رؤية الحافلة، وما إذا كانت ستقلّهم أم لا، مشيرا إلى أن ابنه في بعض الأحيان لا يستطيع اللحاق بطابور الصباح أو بداية الحصة الأولى.وقالت أم عبدالله النقبي - ربة بيت - إن كثافة الضباب خلال هذه الأيام تشكل صعوبة في إيصال أبنائي إلى المدرسة، ولا أستطيع الاعتماد على الحافلة المدرسية، حيث أقوم شخصياً بإيصالهم إلى مدارسهم بسيارتي لأطمئن على سلامة وصولهم في مثل هذه الظروف، مشيرة إلى أن الحوادث تكثر عند تشكّل الضباب في الصباح الباكر، ما يضطرني إلى الانتظار حتى وضوح الرؤية وهذا يؤدي إلى تأخرهم عن حضور طابور الصباح والحصة الأولى.وقال عدد من مديري ومديرات المدارس في ضواحي أبوظبي ل«الخليج» إن المشكلة لا تكمن في تأخر وصول الطلبة فحسب، بل في أحيان كثيرة، غياب البعض منهم، نظراً لاختلال مواعيد وصول الحافلات إلى نقاط تجمعهم، ما يوحي لهؤلاء الطلبة وأولياء أمورهم أن الحافلة لن تأتي بسبب كثافة الضباب، مشيرين إلى أن ظاهرة الحضور المتأخر للأبناء في مثل تلك الظروف أمر لا مفر منه، إلا أنه يتطلب جهداً مضاعفاً من قبل إدارات المدارس والمعلمين لتعويض الطلبة عن الحصص التي فاتتهم.وقال صالح الشحي، مدير مدرسة، إن طلاب المدرسة يأتون من مناطق عدة في أبوظبي منها الشامخة والفلاح والشهامة بحكم أن المدرسة كانت في السابق من مدارس أبوظبي النموذجية، لذلك تصل الباصات متأخرة بعض الشيء خاصة في مثل هذه الأيام التي تشهد انتشاراً للضباب، ناصحاً أولياء أمور الطلبة القاطنين في مناطق تبعد كثيرا عن مدارس أبنائهم بأن يختاروا المدارس الأقرب إلى منازلهم.وأكدت بدرية محمد، وكيلة مدرسة، أن الطالبات اللواتي يستخدمن الحافلات يصلن بين التاسعة والنصف والعاشرة صباحاً في حال وجود الضباب، باستثناء الطالبات اللواتي يتم توصيلهن من قبل أولياء أمورهن بسياراتهم الخاصة، مشيرة إلى أنه تم وضع جدول تحسباً لمثل تلك الظروف، حيث يتم حسم خمس دقائق من كل حصة لتعويض الحصة الأولى التي فاتت على الطالبات وكذلك الاستفادة من حصص الاحتياط والنشاط.وأشارت كلثم محمد، وكيلة مدرسة بمنطقة الباهية، إلى أن معلمات المدرسة لا يبدأن الشرح للطالبات اللواتي تمكن من الوصول بسيارات ذويهن قبل وصول زميلاتهن اللواتي يستخدمن الحافلات، إلا إذا كان العدد أكثر من النصف، لافتة إلى أن بعض أولياء الأمور يشجعون الأبناء الصغار على الغياب في مثل تلك الظروف التي تتأخر فيها الحافلة المدرسية عن المجيء، وقد حذرنا الآباء من أن الغياب سيؤثر في التحصيل الدراسي للطالب وعليهم تشجيع الأبناء على تحمل ساعات انتظار الحافلة في مثل تلك الظروف.وقالت عائشة الشامسي، مديرة ثانوية عائشة بنت أبي بكر، إن إدارة المدرسة بالتنسيق مع المعلمات، تخصص في مثل تلك الظروف جدولاً لشرح الدروس التي قد تفوت على الطالبات المتأخرات في الوصول إلى المدرسة بسبب الضباب، حيث تتم الاستفادة من الفسحة، كما أنه تتم الاستفادة من بعض حصص النشاط.وأكد محمد عبدالرحمن، مدير مدرسة خاصة، أن الاختناق المروري بسبب الزحام والضباب والحوادث يمنع بعض الطلبة من اللحاق بالحصة الأولى، مشيراً إلى أهمية تفهم حالات التأخير الاستثنائية في هذا السياق والتعامل معها بمرونة، مشيراً إلى ان المدرسة وضعت برنامجاً للحالات الخاصة يقضي بجلوس معلم المادة مع الطالب أثناء الفسحة لشرح ما فاته من معلومات، مشترطاً عدم تكرار التأخير يومياً.
مشاركة :