أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق تظاهرات ضد الغلاء نفذها المصلون عقب صلاة الجمعة في مسجد الأنصار في ضاحية ود نوباوي بأم درمان، وحي بري شرقي وسط الخرطوم، كما في مدينة ربك بولاية النيل الأبيض.وخرج المصلون في مسجد الأنصار في ود نوباوي في تظاهرات عقب صلاة الجمعة وهم يهتفون ضد الغلاء، لكن قوات من الشرطة وجهاز الأمن رابطت منذ وقت مبكر في محيط المسجد، وحاصرت المحتجين، ومنعتهم من الوصول إلى الطرق الرئيسية.وشهدت الشوارع الفرعية والأزقة في حي ود نوباوي مركز ثقل لمنسوبي طائفة الأنصار، وحزب الأمة القومي عمليات كر وفر بين المتظاهرين والقوات الأمنية. واقتحمت عناصر من الأجهزة الأمنية المسجد بعد إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع داخل باحته، وسط مقاومة من المصلين.وفي حي بري، شرقي وسط الخرطوم، تظاهر مواطنون أيضاً ضد الغلاء داخل طرقات الحي العريق، بعد أن طوقت شرطة مكافحة الشغب المنطقة منذ وقت مبكر. وأطلقت الشرطة أيضاً قنابل الغاز المسيل للدموع في وحول «سوق أربعة» السوق الرئيسي في حي بري.واعتقلت قوات الأمن العشرات من المتظاهرين، بينهم عناصر من حزب الأمة القومي، ومراسلون لوكالات أنباء عالمية، ومواطنون عاديون شاركوا في الاحتجاجات المناهضة للغلاء الطاحن. وأدان إمام مسجد الأنصار في خطبته استخدام قوات الأمن للقوة في الأيام الماضية، وطالب بالإفراج عن عشرات المعتقلين، بينهم زعماء أحزاب، ورموز سياسية. وقال مجلس الإعلام الخارجي، إن السلطات السودانية اعتقلت صحافياً يعمل مع وكالة رويترز ومراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية كانا يغطيان التظاهرات. وكان آخر اتصال أجرته رويترز مع مراسلها يوم الأربعاء، قبل أن يتوجه لتغطية التظاهرات التي أدت إلى اشتباكات بين الشرطة ومحتجين. وأكدت وكالة الصحافة الفرنسية القبض على أحد صحفييها. وقالت الوكالة إن إدارتها تدين اعتقاله وتطلب الإفراج عنه فوراً. وقالت لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، إن خمسة صحفيين سودانيين اعتقلوا أيضاً، ودعت إلى إطلاق سراح جميع الصحفيين على الفور.وتتواصل منذ اسبوعين احتجاجات في عدة مدن، بلغت ذروتها يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين بالخرطوم وأم درمان، واسفرت عن مقتل طالب في غرب دارفور. (وكالات)
مشاركة :