إعداد: إبراهيم باهو الكثير من المغامرين والمستكشفين والباحثين تمكنوا من الوصول إلى مناطق بعيدة في القطب الجنوبي بواسطة كاسحات جليدية خاصة، إلا فريق «إن تو آي» المؤلف من 3 بريطانيين وكندي، كسروا هذه القاعدة وتحدوا كل الصعاب، وتمكنوا في مثل هذا اليوم في عام 2007، من الوصول إلى منتصف القارة القطبية الجنوبية «أنتاركتيكا» وبالتحديد إلى محطة «Pole of Inaccessibility» السوفييتية، سيراً على الأقدام وباستخدام مظلات التزلج الثلجي.قرر الفريق خوض غمار هذه المغامرة المميتة في أبرد بقاع الأرض، في عام 2006 بعد فوز أعضائه الرئيسيين البريطانيين هنري كوكسون، وبريتونز سويت، وروبرت لونجسدون في سباق «تحدي سكوت دان القطبي» في عام 2005، وهو سباق تديره عدة منظمات بريطانية خيرية وغير ربحية منذ عام 2003، ويكون بين 3 فرق، كل منها يتألف من 3 أشخاص يتنافسون على قطع مسافة 350 ميلاً بحرياً أي نحو (650 كم) سيراً على الأقدام وباستخدام مظلات التزلج الثلجي في القطب الجنوبي.خلال التدريبات الشاقة وقبل بدء المغامرة تعرف أعضاء فريق «إن تو آي» على المغامر الكندي بول لاندري الذي انضم إليهم كمرشد طريق. وانطلق الفريق في مغامرته يوم 1 ديسمبر 2006 من محطة الأبحاث الروسية «نوفولازاريفسكايا» على أطراف القطب الجنوبي، وبعد نحو 48 يوماً من التحمل والمعاناة بسبب الرياح القطبية، استطاع الوصول إلى هدفه وهي محطة «Pole of Inaccessibility» أبعد نقطة قطبية جنوبية عن المحيط، بعدما قطع المغامرون الأربعة أكثر من 1759 كيلومتراً حتى وصلوا إلى المحطة السوفييتية، وهناك في المحطة التي تركها السوفييت خلفهم بعد الوصول إليها عام 1958، اكتشفوا بقايا تمثال نصفي لفلاديمير لينين أول رئيس للاتحاد السوفييتى بعد الثوره البلشفية.وتم تسجيل أعضاء الفريق في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كأول أشخاص يستطيعون الوصول إلى منتصف القطب الجنوبي الذي تصل درجة الحرارة فيه لأكثر من 80 تحت الصفر، من دون استخدام أي أدوات ميكانيكية.يعتبر إنجاز الفريق البريطاني استثنائياً، لعدة أسباب منها أن «أنتاركتيكا» عبارة عن صحراء مجمدة، تصل درجة الحرارة في حدها الأدنى من بين 80 و90 تحت الصفر، وفي شهر يوليو من عام 1983 سجلت فيها أبرد درجة حرارة على سطح الأرض وكانت 82.9 تحت الصفر في محطة فوستوك الروسية.
مشاركة :