قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن أسواق النفط العالمية تتحسن بسرعة مع انخفاض الإمدادات الآتية من فنزويلا والتي سجلت أكبر هبوط غير مخطط له في الإنتاج خلال 2017 وإن تلك الإمدادات قد تتراجع أكثر خلال عام 2018. وتسببت الديون والمشكلات المتعلقة بالبنية التحتية في انخفاض إنتاج فنزويلا خلال ديسمبر إلى 1.61 مليون برميل يومياً، وهو مستوى يقترب من الأدنى في 30 عاماً. ساعد ذلك أسعار النفط على أن تقفز فوق 70 دولاراً للبرميل في أوائل يناير، وهو أعلى مستوى في ثلاث سنوات. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش قوله إن قراراً بشأن تخفيضات إنتاج النفط العالمية قد يُتخذ أواخر الربيع أو أوائل الصيف حالما يتضح مدى استدامة الاتجاه الحالي في أسواق الخام. كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون كبار آخرون بقيادة روسيا اتفقوا على تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية هذا العام بهدف تقليص المخزونات ودعم الأسعار. وستراجع أوبك ما يحققه الاتفاق من تقدم خلال اجتماعها الدوري المقبل في يونيو. وارتفعت الأسعار بمقدار الثلث منذ أوائل عام 2017 بدعم من اتفاق تقليص الإنتاج. وقال دفوركوفيتش «القرار بشأن اتفاق أوبك والمنتجين المستقلين سيُتخذ حالما يتم فهم المعلومات المتعلقة باستدامة الاتجاه. من المبكر الحديث عن هذا» مضيفاً أن قراراً سيتخذ أواخر الربيع أو أوائل الصيف بشأن ما سيتم بعد ذلك. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن مسألة كيفية تحقيق خروج سلس من اتفاق خفض الإنتاج ستخضع للمناقشة من قبل وزراء أوبك والمنتجين من خارجها مطلع الأسبوع المقبل. ونقلت وكالة تاس للأنباء عن دفوركوفيتش قوله أمس إن أسعار النفط، التي بلغت أعلى مستوياتها منذ ديسمبر 2014 في وقت سابق من الأسبوع الجاري عند 70.37 دولاراً للبرميل، قد تنخفض مجدداً. تقرير وقالت وكالة الطاقة الدولية التي تنسق سياسات الطاقة في الدول الصناعية أمس في تقريرها الشهري «التصور العام بأن السوق تتحسن هو بوضوح العنصر المهيمن. وفي إطار هذه الصورة الشاملة، هناك قلق متزايد بشأن إنتاج فنزويلا». أضافت «بالنظر إلى ديون فنزويلا المثيرة للذهول وتدهور شبكة النفط، من المحتمل أن يكون التراجع هذا العام أكبر... العقوبات المالية الأمريكية أيضا تجعل تشغيل قطاع النفط الفنزويلي أكثر صعوبة». وأشارت الوكالة إلى أنه نتيجة لانخفاض إمدادات فنزويلا، هبط إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من الخام خلال ديسمبر إلى 32.23 مليون برميل يومياً. وشهد ديسمبر أيضا مشكلات في الإنتاج في بحر الشمال مما قلص إمدادات النفط العالمية في الشهر نفسه إلى 97.7 مليون برميل يومياً بانخفاض قدره 405 آلاف برميل يومياً بالمقارنة مع نوفمبر. واتفقت أوبك على خفض الإنتاج في 2017 واتفقت على الإبقاء على التخفيضات خلال عام 2018 بالكامل للمساعدة في خفض مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى متوسط خمس سنوات. وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه إذا أبقت أوبك وحلفاؤها من خارج المنظمة على مستوى امتثال جيد باتفاق الإنتاج، فإن أسواق النفط ستتوازن في 2018. إنتاج الولايات المتحدة وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة أن تتجاوز الولايات المتحدة السعودية في إنتاج النفط هذه السنة وتحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد روسيا، مع تكثيف استخراج النفط الصخري بدفع من ارتفاع الأسعار.وقالت وكالة الطاقة الدولية إن تعافي أسعار النفط وانخفاض مخزونات الخام العالمية تلقيا دعماً من النمو القوي في الطلب العالمي خلال عام 2017 لكن ذلك النمو سيتباطأ في 2018. وأبقت الوكالة على تقديراتها لنمو الطلب على النفط لعام 2018 دون تغيير عند 1.3 مليون برميل يومياً انخفاضاً من 1.6 مليون برميل يوميا في 2017 لأسباب على رأسها أثر ارتفاع أسعار النفط العالمية وتغير أنماط استهلاك الخام في الصين.
مشاركة :