قصف تركي مكثف على مواقع الأكراد شمال سورية

  • 1/20/2018
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت أنقرة التمهيد عسكرياً وسياسياً لاجتياح مدينة عفرين التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية شمال سورية، وصعّدت القوات التركية قصفها على المنطقة، فيما احتشد مئات المسلحين من فصائل المعارضة السورية في الجبهات المتاخمة للمدينة. وأعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي أمس، أن تركيا «ستشن فعلاً» هجوماً ضد مدينة عفرين التي تقصفها منذ أيام عدة. وفي مقابلة مع تلفزيون «الخبر» التركي، قال إن «العملية ستقضي على العناصر الإرهابية في شمال سورية»، معتبراً أن «لا حل آخر» في هذه المسألة. وكشف أن العملية «بدأت بحكم الأمر الواقع»، في إشارة إلى القصف المدفعي الذي يشنه الجيش التركي على مواقع الوحدات الكردية، وقال: «لا أريد أن يكون هناك سوء فهم، العملية بدأت من دون عبور الحدود، وتوقيتها مرتبط بإنجازها في الوقت الأكثر فاعليةً ونجاحاً». ورفض جانكلي تصريحات الناطق باسم الخارجية الأميركية التي حضت أنقرة على عدم تنفيذ العملية ضد عفرين، والتركيز على قتال «داعش»، معتبراً أنها «جوفاء وعديمة المعنى، إذ إن داعش انتهى». ولفت إلى أن «هذه التصريحات تعكس أن الولايات المتحدة استخدمت التنظيم الإرهابي وسيلة من أجل أن يصبح لها نفوذ في بعض مناطق سورية». وفي شأن وجود عسكريين روس كمراقبين في عفرين، قال وزير الدفاع التركي إن «المسؤولين الروس أعلنوا رسمياً أنهم سيسحبون قواتهم من المنطقة»، متوقعاً انهيار «الوحدات الكردية سريعاً في المنطقة». وأكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن بلاده «لن تتسامح إطلاقاً مع أي كيان يهدد الأمن القومي لتركيا». واعتبر في كلمة في أنقرة أن هدف بلاده هو «القضاء على الإرهاب، والحيلولة دون أن يتعرض شعب المنطقة الذي يعاني منذ فترة طويلة، إلى مزيد من المعاناة». وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن بلاده ستشن عملية عسكرية في عفرين، رداً على إعلان التحالف الدولي تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف عنصر شمال سورية، نصفهم من «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) التي تشكل «وحدات حماية الشعب» مكونها الرئيس. وعبرت عشرون حافلة تقلّ مسلحين من المعارضة السورية الحدود من تركيا متوجهة إلى مدينة أعزاز، التي تقع على بعد عشرين كيلومتراً شمال شرقي عفرين والخاضعة لسيطرة فصائل مقاتلة مدعومة من أنقرة، كما أفادت وكالة أنباء «دوغان» التركية، فيما أشارت وكالة أنباء «الأناضول» إلى أن مقاتلي المعارضة السورية «في أقصى درجات التأهل» لانطلاق العملية التركية. وتحدثت عن وصول تعزيزات ضمت 10 حافلات أقلت عناصر من القوات الخاصة التركية إلى ولاية هاتاي، وعن تحصينات جديدة حول المخافر الحدودية التركية. وأكد القائد العسكري للفرقة التاسعة التابعة لـ «لجيش السوري الحر» مشاركة الفرقة في معركة عفرين، مشيراً إلى أنها ستبدأ في وقت قريب في المدينة ومناطق أخرى شمال وشرق حلب. وأكدت مصادر متابعة لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن فصائل المعارضة ستكون «رأس الحربة» في المعركة، مشيرةً إلى أن العملية ستنفذ على 10 محاور على الأقل بعد الحشد التركي الكبير من آليات وعتاد وجنود ومدرعات ودبابات. إلى ذلك، كشفت صحيفة «يني شفق» التركية أن العملية العسكرية يقودها قائد الجيش الثاني في القوات التركية إسماعيل متين تامل، الذي لعب دوراً بارزاً خلال عملية درع الفرات في الشمال السوري، ويشارك فيها لواءان من القوات الخاصة إضافة إلى غطاء جوي». وفي إطار التصعيد العسكري، قصفت المدفعية التركية مجدداً مواقع لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين التي شهدت إلى جانب مناطق عدة تحت سيطرة الأكراد شمال سورية، تظاهرات حاشدة أول من أمس، تنديداً بتلويح تركيا بشن هجوم وشيك على عفرين، ردد خلالها المشاركون هتافات وشعارات مناوئة لأنقرة. وأعلنت «وحدات حماية الشعب» أن الجيش التركي أطلق نحو 70 قذيفة على قرى كردية منتصف ليل الخميس– الجمعة. وقال الناطق باسم الوحدات في عفرين روجهات روج في تصريح إلى وكالة «رويترز»، إن القصف هو الأعنف منذ أن صعّدت تركيا تهديداتها بتنفيذ عمل عسكري ضد المنطقة الكردية. وأكد أن وحدات حماية الشعب سترد بقوة على أي هجوم على المنطقة. إلى ذلك، تضاربت الأنباء في شأن انسحاب المراقبين الروس الموجودين في عفرين. وأفادت وكالة «الأناضول» التركية بأن القوات الروسية بدأت الانسحاب من محيط المدينة في اتجاه مناطق سيطرة النظام السوري شمال حلب. وذكرت مصادر مطلعة أن «العشرات من عناصر الشرطة العسكرية الروسية انسحبوا من مواقعهم في محيط قرية كفر جنة شمال عفرين، في اتجاه مدينتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة النظام السوري»، فيما أشارت إلى أن «قسماً من العناصر الروسية ما زال موجوداً في محيط المدينة». ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مصادر أن القوات الروسية لم تنسحب من مناطق انتشارها. وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو التقى مساء أول من أمس، رئيس هيئة الأركان العامة التركي خلوصي آكار، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، في موسكو للبحث في عملية عفرين، في إطار سعي تركي للحصول على ضوء أخضر روسي لبدء المعركة، فيما ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن اللقاء «تم في أجواء بناءة». وأعلنت أنقرة أمس تشغيل المرحلة الأولى من نظام «قايى» للأمن الحدودي المزود بأجهزة استشعار إلكترونية متطورة، على الحدود بين ولاية هاتاي التركية وعفرين. والنظام مزود بمنظومة قادرة على تحديد مكان أي هدف، سواء أكان طائراً أو آلية أو شخصاً يهاجم الأراضي التركية، والبدء بقصفه أوتوماتيكياً بوساطة التحكم من بعد.

مشاركة :