رواية "الماء العاشق" تجمع بين الفانتازيا والواقعية وتؤسس لنمط كتابي جديد

  • 1/20/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة ـ في جدلية فانتازية بين الماء والتراب يتسرب الماء العاشق (الذي يتجسد في صورة نورانية) إلى شقة عمر ياسين التي تقع في منطقة سيدي بشر بالإسكندرية، وتحديدا أمام بئر مسعود المشهورة. يستدعي الماء العاشق ذكرياته في الكون، ودوره في الحياة، وكيف تعرف على الملكة كليوباترا عندما زارت متخفية بئر زمزم للحصول على جرعات من مائها لصنع عطور ملكية جديدة، فظل في معيتها حتى هروبها من قصرها بعد هزيمتها في معركة أكتيوم البحرية، وانتحار انطونيو. لم تنتحر كليوباترا كما يُشاع، ولكن ماء الثعبان الذي جرى في دمها منحها الخلود والمائية، وتلتقيها جنية البحر في "سيدي بشر" وتدعوها للعيش معها في قصرها الممتد من أسفل صخرة ميامي وحتى بئر مسعود. تقرر كليوباترا منح قوارير عطورها المخبأة لعمر ياسين لأسباب معينة، فترسل له الماء العاشق ليقيم في شقته ويلهمه كيفية العثور على تلك القنينات العطرية الملكية الموجودة في أكثر من مكان في العالم القديم. هنا تبزغ فكرة أن تتعطر زميلته هدى إسماعيل – ذات الرائحة الكريهة - بعطر كليوباترا ربما تزول الرائحة عنها، ويخبره الماء العاشق بوجود إحدى قنينات كليوباترا في تجويف صخري بحمامها بمرسى مطروح، فيذهبان إلى هناك ويعثران على القننية. ولكنّ هناك شروطا لفتح القنينة. ويجدان الحل لدى شيخ مغارة جعيتا في بيروت، فيذهبان إلى هناك، ويفتح الشيخ الزجاجة ويدهن جسم هدى بكامل عريه بقطرات قليلة من ذلك العطر الخطير، فتتحول رائحتها من الكريهة إلى رائحة ملكية مذهلة تخلب لب من يشمها. يتعرف وليم شكري خبير العطور والروائح في الإسكندرية على رائحة هدى، ويجزم أنها رائحة مبهرة غير موجودة في العالم الآن، ويتصل بإحدى الشركات الفرنسية التي عرضت شراء هذا العطر مقابل مبلغ مالي كبير. تسمع الفنانة ليلى علوي من خبير العطور الذي تتعامل معه عن هذا العطر الجديد، فتطلب لقاء هدى إسماعيل للتعرف عليها وعلى عطرها الجديد، ثم تعرض الشراكة مع الشركة الفرنسية في تصنيع العطر الجديد من قطرات القنينة القديمة. يدخل أحد خبراء العطور الإسرائيليين في مفاوضة مع عمر ياسين وهدى إسماعيل (وقد تزوجا) لشراء قنينة العطر الملكي، بعد أن تم أسرهما أثناء الذهاب مرة ثانية إلى بيروت عن طريق النفق البحري الممتد بين بئر مسعود وبيروت لمقابلة شيخ مغارة جعيتا لفتح الزجاجة ثانية بعد أن أغلقها بطريقة لا يستطيع أحد في العالم فتحها غيره. ينجح الإسرائيلي عاتيد بن يامين في شراء القنينة بعد التهديد بأنه سيُعلن عن القبض على إرهابيين مصريين ومعهما جني بحري (مسعود صاحب البئر) تسللوا إلى تل أبيب عن طريق البحر. ترسل جنية البحر – بطريقتها - رسالة إلى عمر تدعوه للنجاة عن طريق بيع الزجاجة لخبير العطور الإسرائيلي مقابل مبلغ مالي أكبر من المبلغ الذي عرضته الشركة الفرنسية. وتكافئه بقنينة أخرى من قنينات كليوباترا موجودة في بئر زمزم بمكة المكرمة. وهناك يقابل عمر ياسين خبير العطور السعودي عبدالصمد المكي. وينجحان – بعد مجهود شاق وحفر عميق بموافقة السلطات السعودية - في الحصول على الزجاجة الثانية التي ستباع للشركة الفرنسية مقابل مبلغ كبير يمكنهما من إنتاج فيلم سينمائي ضخم (مصري/ سعودي مشترك) يحمل عنوان "الماء العاشق" يشارك في بطولته هدى إسماعيل وليلى علوي وعمر ياسين، ومن إخراج خالد يوسف، وينجح الفيلم نجاحا مدويا يؤهله للحصول على كبرى الجوائز العالمية في مهرجان كان السينمائي، خاصة بعد أن تجسدت روح انطونيو في صالة العرض بطريقة لا يعرف مخرج الفيلم كيف تمت. ويظهر عاتيد بن يامين في المهرجان ويطلب من عمر مشاركته في إنتاج فيلم (مصري / اسرئيلي مشترك)، فيرفض عمر ويعود مع هدى إلى الإسكندرية. وتنتهي الرواية بقول المؤلف: "عدنا إلى الإسكندرية. أوحشني الماء العاشق جدا. ذهبتُ إلى بئر مسعود كثيرا، جلست على حافة البئر، الزائرون يرمون عملاتهم المعدنية في قاع البئر، وبعض الشباب ينزلون بعد ذلك للحصول عليها. بعد كل شروق شمس أسبحُ إلى صخرة ميامي، أجلس هناك بعض الوقت، أرى طيور النورس تحلق من بعيد، لا تقترب مني، أبحث عن نبع ماء عذب وسط الصخور الصغيرة الخضراء. لم أجد شيئا. لكني أسمع موسيقى تصدح في سماء القيعان، أسمع صوت مرور الزمان، وأرى شموعا تضيء الممرات والأركان". إنها رواية سينمائية شعرية للكاتب المصري أحمد فضل شبلول (صاحب رواية رئيس التحرير) تجمع بين الفانتازيا والواقعية، وتحاول أن تؤسس لنمط كتابي جديد، وتعبير جمالي تقوم أركانه على قاعدة الرؤية البصرية والشميَّة. صدرت الرواية عن دار غراب للنشر والتوزيع بالقاهرة، ووقعت في 240 صفحة.

مشاركة :