باتت الإصلاحات الاجتماعية في المملكة، وبشكلٍ خاصٍّ ما يتعلق منها بالسيدات، حديث العالم بأسره؛ بل إنها أصبحت من الأنماط والنماذج التي يمكن الاقتداء بها على المستوى العالمي، حيث هاجمت الناقدة الرياضية البريطانية كارين برادي، اتحاد كرة القدم في بلادها، بسبب إصراره على تعيين رجل لإدارة فريق كرة القدم النسائي في المملكة. وقالت برادي في مقالها على صحيفة “ذا صن” البريطانية: إنه “في الوقت الذي تم السماح للمرأة في السعودية بحضور مباريات كرة القدم في الملاعب، ومع إتاحة الفرصة لها بمزيدٍ من المشاركة على المستوى الاجتماعي، تتجه بريطانيا وتحديدًا اتحاد كرة القدم نحو قاعدة الرجال أولًا”. وأشارت الكاتبة والناقدة الرياضية في بريطانيا، إلى أن هناك العديد من أوجه التطور الاجتماعي في السعودية التي تتعلق بالمرأة بشكلٍ مباشرٍ؛ ما يعني أن هناك ميلًا واضحًا نحو توسيع نطاق مشاركتها المجتمعية”، مؤكدة أن البريطانيين الذين يمتلكون تاريخًا طويلًا من الاهتمام بكرة القدم النسائية، لم يسيروا على نفس سرعة بعض الدول مثل الولايات المتحدة والصين، وهي الفرق التي استقدمت مديرة فنية لإدارة منتخباتها للسيدات. وأظهرت الكاتبة البريطانية معارضة واضحة لتولي نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي السابق، فيل نيفيل، مهام إدارة منتخب السيدات لكرة القدم في إنجلترا، معلنةً تأييدها الكامل لتولي امرأة هذا المنصب الفني بالفريق؛ إيمانًا منها بأهمية مشاركة المرأة الفعالة والموازية لدور الرجال في البلاد. ومن جانبه، أعرب نيفيل عن سعادته بالمحادثات التي دخلها مع مسؤولي الاتحاد الإنجليزي لإدارة منتخب السيدات، خلفًا لمو مارلي التي تولت مهام الفريق بعد رحيل مارك سامبسون في سبتمبر الماضي. وكانت المؤشرات تصُبّ في صالح استمرار مارلي في مهام منصبها، خاصة بعد أن فتحت الباب أمام إمكانية تولي المرأة الإدارة الفنية للمنتخبات بشكل عام، خاصةً أن هذا العنصر هو الوحيد الذي تغيب عنه السيدات بشكلٍ واضحٍ في كرة القدم، وذلك بعد أن استطاعت شغل مناصب متعددة في منظومة اللعبة بشكل عام، مثل الحكم والإداري والجهاز الطبي والتقني وغيرها. وكانت هيئة الإذاعة البريطانية BBC قد علَّقت على حضور المرأة لمباريات كرة القدم خلال يناير الجاري، بأن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة الإصلاح الاجتماعي التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي تعهَّد بتحويل البلاد إلى برنامج رؤية الحكومة 2030، والذي يهدف إلى إعطاء المزيد من الحرية للمرأة السعودية التي تواجه قواعد صارمة للفصل بين الجنسين، مؤكدة أهمية قرار رفع الحظر المفروض على القيادة في سبتمبر 2017. وخلال الفترة الماضية كان هناك تركيز على توسيع نطاق مشاركة المرأة في السعودية، حيث شهدت الأشهر الماضية السماح للنساء بالمشاركة في احتفالات اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية للمرة الأولى في التاريخ. وفي العام الماضي، أعلنت المملكة أيضًا أنها رفعت الحظر على إقامة دور السينما التجارية، والذي دام لمدة استمرت أكثر من ثلاثة عقود، ومن المتوقع أن تفتتح دور السينما الأولى في مارس من هذا العام.
مشاركة :