إيمان البحر درويش في العناية المركزة

  • 1/21/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أثار نشر صور إيمان البحر درويش وهو في غرفة العناية المركزة إثر إصابته بجلطة في المخ حالة من الاستياء والرفض، لعدم احترام مرض الفنان وانتهاك خصوصيته، إذ بات السبق هو الهدف من دون أي اعتبار أخلاقي أو إنساني. نشر صور إيمان البحر درويش وهو في حالة صحية صعبة سبقته انتهاكات كثيرة لحياة الفنانين الخاصة، من بينها تداول صورة للفنانة الراحلة شادية وهي في العناية المركزة، لم تتوان مواقع إلكترونية شهيرة عن نشرها، كذلك إطلاق فيديو وصور للفنانة المُعتزلة آمال فريد... والتقطت كلها من دون علم الفنانين أو معرفة ذويهم. ورغم أننا في كل مرة نشهد حالة من الرفض لهذه التعديات، فإن ذلك ينتهي سريعاً، ثم يظهر انتهاك جديد من دون رادع أو مانع. تقول رانيا فريد شوقي إن التعدي على خصوصيات الفنان ونشرها من دون استئذان أو موافقة أصبح الأمر الطبيعي في ظل العشوائية والفوضى التي تحكم الأمور كافة، فلا قانون يُطبق ولا جهة تُحاسب. تضيف: "أصبح البحث عن عدد المتابعين والمشاهدين الهدف الرئيس لكثيرين، وفي سبيل تحقيقه لا مانع من تجاوز أية أخلاقيات أو إنسانيات". وتوضح رانيا أنها تتعرض لمثل هذا الأمر بشكل يومي، "إذ أنشر صورة مع بناتي أو أصدقائي على صفحتي الشخصية لا الرسمية وبعد دقائق تتحول إلى خبر منشور في مواقع عدة من دون موافقتي. بالتأكيد لم أقاض المواقع المجهولة والعشوائية التي لا أعرف كيف ظهرت وطرائق الوصول إليها". "وكتب أحد المواقع الشهيرة خبراً يمس سمعة فريد شوقي وعائلته تحت عنوان "فيلا فريد شوقي تُدار للأعمال المُنافية" من دون اتصال بأي منا، وعندما حاولت التواصل مع المسؤولين تهربوا مني. لذا قررت اللجوء إلى القضاء لوضع حد لهذه المهزلة"، تختم رانيا كلامها. في السياق نفسه يرى المخرج محمد حمدي أن لحياة أي شخص الخاصة حُرمتها التي تكفلها الدساتير والقوانين، «ولكن مع ظهور مواقع التواصل حدث هوس باختراق هذه الحياة سواء للمشاهير أو غيرهم، فأصبحت حياة الجميع مُستباحة وعُرضة في أي وقت لنشر صور لهم في المستشفى أو على البحر... من دون موافقتهم أو علمهم». تابع: "دفع ذلك أوروبا إلى الشروع في إصدار قوانين تحمي الحياة الخاصة للجميع، بمن فيهم المشاهير، وتُعاقب من ينشر صوراً أو تعليقاً لشخص ما دون موافقته وعلمه". حمدي يؤكِّد أهمية هذه القوانين بعد ما وصلنا إليه من تجاوزات أخلاقية وإنسانية من البعض من أجل زيادة عدد متابعيه، ويضيف: «ولكن هذا لا يمنعنا من أن نكون ضد سجن الصحافيين والإعلاميين، ولكن لا بد من العقاب حتى لو كان مادياً لردع أي تجاوز». بدورها تؤكد مادلين طبر أن مواقع التواصل الاجتماعي رفعت سقف المسموح به وأصبحت حياة أي إنسان عُرضة للاختراق، مشيرة إلى أن التعاطي مع أزمة الراحلة شادية ثم إيمان البحر درويش تجاوز كل ما هو أخلاقي وإنساني، وهو أمر مرفوض. تابعت: "ولكن إذا كنا إزاء الاختيار بين حرية النشر والإعلام أو المنع، فـأنا أختار الحرية رغم ما أعانيه من اختراق وتربص لحياتي الخاصة وعدم الاستمتاع بها لإحساسي طوال الوقت بأني تحت الأضواء والمتابعة، وكثيراً ما تُنشر صور لي وأنا أمارس أموري العادية على البحر أو في مطعم وغير مستعدة للتصوير، ولكن هذا جزء من حياة أي فنان له جمهوره. وعلى الشخصيات العامة التعامل مع هذا الأمر السيئ لأنه أصبح للأسف واقعاً فرضته التكنولوجيا". وعن عقوبة من يتجاوز الحدود، تذكر طبر أنه من الصعب تطبيق ذلك لأن التجاوز يكون أحياناً من شخص عادي رأى نجمه المُفضل فقرر التقاط صورة له ونشرها، ومن كثرة التداول ننسى المصدر. رأي النقد رى الناقدة ماجدة خير الله أن انتهاك خصوصية الفنان أمر سيئ ومن يقوم بذلك شخص مريض لا يملك من الأخلاق شيئاً. وأضافت: "أين الجانب الرائع من نشر صورة إيمان البحر درويش وهو في غرفة العناية المركزة؟ يعلم الجميع أن الفنان المصري مريض وأن حالته الصحية غير مستقرة. حتى أن كثيرين يعرفون اسم المستشفى، من ثم لا سبق ولا خبر مجهولاً نتسابق إليه". كذلك أشارت إلى إنزال عقوبة مُغلظة بمن يقوم بهذا الأمر، ولكنها لا تطبّق، فلا يُحاسب المرتكب، موضحة أن "حياة الفنان وإن كانت دائماً تحت الأضواء لأنه شخصية عامة، فأن ثمة حدوداً لا يمكن تجاوزها بحثاً عن السبق لاعتبارات أخلاقية وإنسانية".

مشاركة :