ربما مرت 32 سنة على حصول "الأهلي" على بطولة الدوري، وربما لايكون النادي الأكثر جماهيرية في السعودية، ولكنه دون شك النادي الأكثر تنظيماً والأوضح رؤية بدليل إنه الوحيد الذي يملك أكاديمية مميزة يشهد لها البعيد قبل القريب، ولذلك يستمر يقيني بأن "الراقي" سيعود بقوة إلى منصات التتويج. بالأمس قدم لنا "الراقي" مفاجأة سارة من العيار الثقيل بتوقيعه عقد رعاية ضخماً جداً من "القطرية" بمبلغ 225 مليون ريال مقسمة على ثلاثة مواسم يضاف لها جوائز مالية كبيرة في حال الفوز بالبطولات، وتلك الأرقام تمثل نقلة نوعية في الاستثمار الرياضي في المنطقة بأسرها، فقد وضع "الأهلي" سقفاً جديداً لطموح الأندية سيزيد من صعوبة تفاوضها مع الرعاة، ولكنه على الجانب الآخر سيزيد من قناعة الآخرين بأهمية الاستثمار في الأندية السعودية طالما أن طيران "القطرية" قد استثمر بهذه الأرقام. ويبقى السؤال الأهم: كيف استطاع الأهلي صياغة وتنفيذ هذه الصفقة المفاجئة لكل الأوساط الاقتصادية والرياضية؟ ولا أملك الجواب، ولكنني أنتظر من مسيري النادي "الراقي" إرشادنا عن الخلطة السريّة التي أدت إلى توقيع هذا العقد العظيم، وربما أبالغ في طموحي فأطلب من الأشقاء في "الأهلي" تنوير الوسط الرياضي عن الآلية التي انتهجوها لإقناع "القطرية" بدفع هذه المبالغ الضخمة مقابل حقوق الرعاية، فالأندية السعودية – وفي مقدمتها الاتحاد – تبحث عن رعاة ترفع مداخيلها في زمن زادت فيه أهمية المال في تحقيق النجاح، ويقيني أن القائمين على "الراقي" مؤمنون بنقل المعرفة وتوسيع دائرة الاستثمار الرياضي ليشمل بقية الأندية السعودية بإذن الله، وسيبقى الوسط الرياضي مديناً لكل من يساهم في تنمية موارد الدخل للرياضة السعودية، ولذلك أنتظر من "الراقي" وضع النقاط على الحروف ليستفيد الجميع. تغريدة tweet: أملي كبير بأن دخول "القطرية" من الباب الكبير سيفتح جميع الأبواب لشركات الطيران والبنوك والسيارات وغيرها لتستثمر في الرياضة السعودية التي تمثل المتنفس الوحيد لشباب الوطن الذين يمثلون ثلثي سكانه، ولعل الخطوط السعودية تبادر لرعاية المنتخب أو اللجنة الأولمبية أو المسابقات المحلية، كما ننتظر من قطاع البنوك التحرك في ذات الاتجاه بضخ الأموال في القطاع الشبابي كنوع من رد الجميل للوطن الذي يوفر لها كل سبل النجاح ومضاعفة الأرباح.. وعلى منصات الاستثمار نلتقي.
مشاركة :