أعلنت رئاسة الأركان التركية، أمس السبت، أن عملية عفرين، شمالي سوريا، بدأت اعتباراً من الساعة الخامسة (14:00 ت.غ) من مساء السبت، تحت اسم «عملية غصن الزيتون». وتزامن الإعلان مع غارات جوية وقصف مدفعي استهدف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، فيما انضم مقاتلون من الجيش الحر المعارض إلى العملية التركية في عفرين.وأوضح بيان صادر عن الأركان التركية أن «عملية غصن الزيتون» تهدف ل«إرساء الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي (بي كا كا/ب ي د/ي ب ك) و(داعش) في مدينة عفرين، وإنقاذ شعب المنطقة من قمع وظلم الإرهابيين».وأكّد البيان أن العملية «تجري في إطار حقوق بلادنا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية». وشددت رئاسة الأركان على أن العملية «تستهدف الإرهابيين فقط، ويجري اتخاذ كل التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين».بدوره أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده أبلغت دمشق بإطلاق عملية «غصن الزيتون» متوقعاً من الحلفاء عدم الوقوف إلى جانب منظمات إرهابية، وأضاف أن الجيش التركي قصف 95 في المئة من الأهداف، ولم يتم سوى استهداف الإرهابيين.وفي وقت سابق أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن العملية العسكرية في منطقة «عفرين» قد بدأت فعلياً على الأرض. وقال إنها ستستمر حتى مدينة منبج السورية على حدود العراق. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن الهدف من العملية، هو «القضاء على الظلم الذي يمارسه مسلحو حزب العمال الكردستاني في المنطقة، وإنهاء هجماتهم من عفرين تجاه منطقة درع الفرات وأراضينا».وأوضحت صحيفة يني شفق التركية أن قيادة العملية أسندت إلى قائد الجيش الثاني الفريق (إسماعيل متين تمل) الذي قالت إن له دوراً بارزاً خلال عملية «درع الفرات»، وبحسب المصدر فإن العملية سيشارك فيها لواءان من القوات الخاصة. وأوضحت الصحيفة أن العملية ستكون «عملية محاصرة» مدعومة جوياً، على خلاف عملية (درع الفرات) التي كانت «عملية تطهير»، وذلك لاختلاف الشروط الجغرافية وطبيعة الأرض في أماكن تنفيذ العمليتين. وأضافت أنه من المخطط أن تتم محاصرة عناصر تنظيم (PYD) غرباً من ولاية هاطاي وشمالاً من كلس، وشرقاً من إعزاز، ومن الجنوب ستتم محاصرتها من تل رفعت وإدلب.واستهدفت المقاتلات الجوية والمدفعية الثقيلة تحصينات ومخابئ تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تبادلاً لإطلاق النيران نشب بين القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية/قسد/. وقال الجيش التركي إنه استهدف مخابئ ومعاقل يستخدمها مقاتلو حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية، بعد أن قصف مسلحون مواقع داخل تركيا.وعززت تركيا قواتها المنتشرة في المنطقة الحدودية بوحدات عسكرية جديدة وذكرت مصادر أن قافلة تعزيزات جديدة وصلت إلى سوريا تضم مركبات وآليات عسكرية استقدمت إلى هطاي من وحدات عسكرية مختلفة. وأضافت أن القافلة أرسلت وسط إجراءات أمنية مكثفة، بهدف تعزيز الوحدات المنتشرة في قضاءي «قريق خان»، و«هاصّا» بهطاي.من جانبها، دعت «قسد» تركيا إلى وقف التهديدات غير المبررة. وأكدت استعدادها لمقاومة الهجوم، معتبرة أن «التهديدات المفاجئة وغير المبررة للعمليات الهجومية التركية تمنح فرصةً لحياة جديدة لداعش، مشيرةً إلى أنها تركز على هزيمة داعش وتحقيق الاستقرار في سوريا».
مشاركة :