وصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أمس، إلى القاهرة، في بداية جولة في الشرق الأوسط، يخيّم عليها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وكانت الزيارة مقررة أصلاً في نهاية ديسمبر الماضي، لكنها تأجلت في ظل الغضب الذي أثاره قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإلغاء العديد من الاجتماعات المقررة. وفي القاهرة، اجتمع بنس مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قبل أن يغادرها مساء أمس إلى الأردن، ثم إلى إسرائيل بعد ذلك غداً. وبحث بنس خلال زيارته القاهرة، دعم علاقات التعاون بين مصر والولايات المتحدة، في كل المجالات، إضافة إلى بحث آخر التطورات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها عملية السلام، ومواجهة التنظيمات الإرهابية والأزمات في سورية واليمن وليبيا. وكان البيت الأبيض قد أعلن الشهر الماضي، أن بنس سيتوجه إلى المنطقة في الفترة من 19 إلى 23 يناير المقبل، حيث سيلتقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في العاصمة المصرية القاهرة، ثم سيغادر إلى الأردن، حيث سيلتقي بالملك عبدالله الثاني، وتلي ذلك زيارة إلى إسرائيل تستمر يومين. • مباحثات بنس مع السيسي وعبدالله الثاني ونتنياهو، تتناول آخر التطورات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها عملية السلام. يذكر أن بنس أرجأ زيارته إلى منطقة الشرق الأوسط، التي كانت مقررة في منتصف ديسمبر الماضي، بسبب تصويت مجلس الشيوخ على مشروع قانون الإصلاح الضريبي. لكن زيارة بنس إلى الشرق الأوسط، الأولى له منذ توليه منصب نائب الرئيس، ستراقب عن كثب بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مدينة القدس. وبعد الأردن، الوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس، سيتوجه بنس إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو غداً. وسيلقي كلمة في الكنيست، ويلتقي الرئيس رؤوفين ريفلين، خلال الزيارة التي ستستمر يومين. ويمكن لبنس أن يحظى باستقبال حارّ من سياسيين محليين، بسبب قرار ترامب المتعلق بالقدس، الذي فسّره الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء، بأنه انحياز لإسرائيل في الخلاف بشأن المدينة المقدسة. وفيما هدأت التظاهرات والمواجهات الدامية التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، إلا أن هناك قلقاً بشأن مصير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي جمّدت واشنطن نصف الأموال التي تخصصها لها، أي 65 مليون دولار سنوياً، ما يهدد بجعلها عاجزة عن الاستمرار في تنفيذ قسم كبير من برامج تأمين الغذاء والتعليم والعلاج التي يستفيد منها ملايين اللاجئين الفلسطينيين. وندّدت القيادة الفلسطينية الغاضبة أساساً بالقرار المتعلق بالقدس بالإدارة الأميركية، ورفضت لقاء بنس في ديسمبر. وألغى شيخ الأزهر أحمد الطيب لقاءه مع بنس احتجاجاً على قرار ترامب بشأن القدس. وأعلن بابا الأقباط في مصر تواضروس الثاني، كذلك رفضه لقاء بنس، نظراً للقرار الذي اتخذته الإدارة الأميركية بخصوص القدس، دون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية.
مشاركة :