علاج العادات السيئة للأطفال.. يبدأ من الأمهات

  • 1/21/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تتعرض الأمهات لبعض المواقف والسلوكات الغريبة من الأطفال، التي لا تجيد التصرف معها بالشكل المطلوب، وبالتالي تجتهد قدر الإمكان في التعامل مع الطفل، وفي معظم الحالات تغضب الأمهات، وتنتهج سلوك التعنيف مع الصغير، وهذه الطريقة غير تربوية وخاطئة، وتؤثر في الطفل ونفسيته.تختزن في عقله وتنعكس على انفعالاته وتربيته في فترة لاحقة، فهي تريد أن ترى طفلها في أفضل الحالات والصفات، فمثلاً عندما ترى طفلها لا يأكل جيداً بصفة مستمرة، تبدأ في تعنيفه والصراخ في وجهه؛ من أجل تناول الطعام، وكذلك تعنفه عندما يجلس فترات طويلة من أجل اللعب بالألعاب الإلكترونية، وفي بعض الأحيان يضع الطفل أصابعه في فمه مثلما كان يفعل وهو في سن أصغر، كل هذه الصفات والأفعال، تحتاج ثقافة علمية تربوية؛ من أجل إعادة التصحيح دون حدوث خسائر لدى الصغار، فغالباً ما تكون هذه السلوكات لها أسباب تعرض لها الطفل، وأدت إلى هذا التحول، وانتهاج هذه الأفعال غير المحببة، وفي هذا الموضوع سوف نسوق الكثير من الأفعال الجديدة، التي طرأت على الصغار، ثم نطرح الحلول العملية والتربوية، التي قدمها خبراء وأطباء وأبحاث في هذا المجال؛ من أجل تجنب هؤلاء الأطفال لأي سلوك جديد مكتسب أو ناتج عن تربية خاطئة. الألعاب الإلكترونية تواجه الأمهات مشكلات أخرى، مثل: إدمان الطفل للألعاب الإلكترونية سواء كانت على الحاسب الآلي أو من خلال «التابلت» والتليفون المحمول، وهذه الألعاب لها الكثير من الأضرار البدنية والنفسية، ومن أخطر ما تسببه، إصابة العين بالجفاف؛ نتيجة طول ساعات اللعب على هذه الأجهزة، ما يسبب حالة الجفاف المزمنة، التي يلجأ فيها المصاب إلى استخدام أنواع من العقاقير طوال فترات حياته، وإذا لم يلتفت الآباء والأمهات إلى هذه المشكلة مبكراً فسوف يصاب الطفل بجفاف العين مدى الحياة، ومن الأضرار الأخرى لها، انقطاع الطفل عن العالم الواقعي المحيط به، وانشغاله الدائم بالعالم الافتراضي، ما يسبب له حالة من الانعزال، وفقدان التواصل الاجتماعي الطبيعي، ويصبح شخصاً غير فاعل في محيط مجتمعه في المستقبل، ويصبح عالمه المفضل هو الفضاء الإلكتروني، ويبدأ الطفل إدمان هذه الألعاب منذ نعومة أظافره؛ حيث تقدم له الأم هذه الألعاب؛ من أجل إشغاله خلال فترات العمل أو الوقوف بالمطبخ، وغالب الآباء يقدمون على شراء «التابلت»؛ من أجل تلبية طلب أطفالهم وإرضاء لهم، وهذه من العادات السيئة، التي يجب تجنبها مع الأجيال القادمة، وعند تعود الطفل على هذه الألعاب من الصعوبة تغيير هذا السلوك؛ ومن أجل التخلص من هذه العادة السيئة يجب على الأم أن تجد البديل، الذي يستطيع أن يشغل صغيرها. الخروج والرياضة تقوم الأم بعمل أول خطوة في معالجة إدمان هذه الألعاب، وهي أن تنصحه بترك اللعبة كل 15 دقيقة؛ من أجل صحة عينيه، وأخذ فاصل من الراحة، ثم تمنعه من هذه الألعاب فور قيامه من النوم؛ لأن حدقة العين تكون في أوسع حالتها، والضرر سيكون على العين أكبر، وكذلك نفس الحالة قبل الذهاب إلى النوم، فيجب عدم اللعب بحوالي 30 دقيقة، ثم تجد الأدوات والطرق المناسبة؛ لإشغال هذا الطفل عن هذه الألعاب سواء بالخروج والتنزه، أو الذهاب لممارسة إحدى الألعاب الرياضية بانتظام في الأندية، مثل: الكاراتيه أو كرة القدم والسلة واليد والسباحة، فهناك الكثير من الأنشطة، التي يمكن أن تحل مكان إدمان هذه الألعاب الإلكترونية، وبعد منع الطفل من اللعب بعد قيامه من النوم أو قبل ذهابه إليه، تبدأ الأم في تقليل ساعات اللعب على هذه الأجهزة بالتدريج، فتنقص كل فترة ساعة من الزمن المستغرق في هذه الألعاب، مع إيجاد البديل حتى لا يعود الطفل إليها مرة ثانية، ويجب على الآباء والأمهات أن يتفرغوا في اليوم لساعة أو اثنتين؛ من أجل اللعب مع الطفل؛ لأنه سوف ينصرف بهذه الطريقة عن هذا الإدمان للألعاب الإلكترونية، فهو يحب أن يبقى مع الأب والأم في حالة اللعب والضحك والحركة والنشاط، ومن الضروري أيضاً عدم استخدام الأسلوب العنيف أو الصراخ والعقاب من أجل إيقافه عن هذه العادة، فكل تصرف غير سليم يترك داخل الطفل أثراً نفسياً سيئاً يلازمه فترات طويلة من حياته. رفض الطعام تعاني أمهات عدة، مشكلة ضعف الطفل في تناول الأطعمة أو عدم الأكل بصورة جيدة، وهذه المشكلة ربما تعود إلى أسلوب الأم غير الصحيح في تعويد الصغير على تناول الطعام؛ حيث تقوم بعض الأمهات بإجبار الطفل على تناول كميات كبيرة من الطعام، أو حتى إجباره على تناول الكمية الكافية والمخصصة له؛ وذلك منذ فترات الطعام الأولى، ما يرسخ في ذهن الطفل أن الطعام يمثل نوعاً من العقاب، وكلما شاهد الوجبات المخصصة أصابه نوع من الخوف، وبدأ يأكل كمية بسيطة حتى لا تنفعل الأم، ثم يعزف عن إكمال الطعام؛ فتسارع الأم إلى استعمال أسلوب القوة والإجبار والأمر؛ ليتناول وجبته بالكامل، وهذه الطريقة لا تأتي بنتيجة؛ لأن الطفل سوف يجد حلولاً كثيرة للهروب منها، مثل التظاهر بالتقيؤ؛ لأن معدته قد امتلأت أو أنه وصل لدرجة الشبع، أو سوف يتظاهر بالمرض ووجع البطن، وأن أي كمية إضافية من الطعام سوف تؤذيه، وهكذا سيفعل الطفل، والحل في هذه المشكلة، أن تتوقف الأم عن أسلوب الإجبار على الطعام، أو أي طرق أخرى تحتوي على أي نوع من الضغط وتنفيذ الأوامر على الصغير، ثم تبدأ في انتهاج الطرق التربوية، التي تتمثل في عدم تعرض الطفل لحالات الغضب باستمرار، وتمدح له مميزات تناول الطعام مثل قولها إنه الوسيلة الجيدة للنمو السريع، وتكوين العضلات؛ لتصبح مثل فلان القوي الذي يحبه، وكذلك توضح له أن تناول الوجبة بالكامل يبعد عنه الأمراض والأضرار والمشاكل، التي يعانيها، وتذكر له أنه إن أتم تناول الوجبة كاملة فسوف تقدم له مكافأة، وبالفعل لابد أن تجهز نوعاً من الهدايا كمكافأة حتى يستمر، وألّا تتراجع عن وعدها في هذا الشأن حتى لا يتوقف عن تناول الوجبات بأكملها. المنافسة والتحفيز تستخدم الأم طرقاً مبتكرة لحل هذه المشكلة ومن هذه الأساليب المفيدة، أن توجد الأم حالة من المنافسة أثناء تناول الوجبات، مثل إقامة منافسة مع أخيه الأكبر منه؛ بحيث تذكره بأن من يأكل طعامه وينتهي منه قبل الآخر سيكون الأفضل، أو تقول له: «عندما ينتهي أخوك من طعامه سيلتهم طعامك ويصبح أقوى منك»، وكذلك بعبارات: «من سيأكل الأول قبل الآخر، وينتهي من طعامه سوف أعطيه كذا»، وأيضاً بأسلوب المنافسة مثل «من البطل الذي يستطيع أن يأكل وجبته بالكامل» دون الإشارة له من قريب أو بعيد، ومن الطرق الجيدة لتحفيز الطفل أن يتسابق مع الأم في تناول الطعام، فتقول له «سوف أتناول هذه الطبق الكبير وأنت هذا الطبق الصغير»، وتجلس الأم معه وتطعمه بحنية ولطف وتلح عليه بحب، وتتظاهر بإطعام الأخ أو الأخت الذين يحيطون به ثم تطعمه هو الآخر بنظام ملعقة له وملعقة لأخيه، حتى تشغله عن رفضه للطعام، وتحول التناول إلى لعبة وطريقة ظريفة، ومن أساليب معالجة هذه المشكلة أيضاً، الاهتمام بالطعام وشكله والطريقة التي يحبها الطفل، وتقديم الأنواع التي يفضلها، وإشراكه في اختيار الوجبات والأصناف التي يريد أن تطبخها له الأم، والإضافات التي يحبها وأنواع المأكولات التي تفتح شهيته، ثم تزين الأطباق بالخضار الملون والأشكال الجذابة والأكل المرتب المميز، ويمكن استخدام الفواكه الملونة في تزين الوجبات أيضاً، التي يحبها الطفل ويميل إليها، ويمكن أن تحضر الأم بعض أصحابه من أطفال الجيران؛ ليتناولوا معه الطعام؛ من أجل تشجيعه وتحفيزه وخلق روح جديدة تحببه في تناول وجبته المخصصة، ومن الجدير بالذكر أنه لابد من الالتفات إلى ضرورة عدم زيادة حجم الوجبة بأكثر من المطلوب؛ حيث تفعل بعض الأمهات هذه العادة من أجل تسمين الصغير، فهذه الطريقة سوف تكون أكثر ضرراً، وسوف تسبب إصابة الطفل بالبدانة، وهي أساس الأمراض في المستقبل ولها مضاعفات وتبعات جسيمة على الصحة العامة، فالمطلوب فقط هو تناول الطفل وجبته الغذائية المتنوعة والمفيدة دون أي نقص أو زيادة؛ من أجل الصحة الجيدة والعافية والحيوية وتطور النمو الذي يحتاج إليه في هذا العمر. التدرج سر النجاح تشير دراسة حديثة إلى أنه يجب عدم منع الطفل من الألعاب الإلكترونية بشكل قاطع ومفاجىء، ولكن ينبغي التدرج في تقليل ساعات اللعب بذكاء، فالحرمان المفاجئ يزيد من ارتباط الصغير وشغفه أكثر بهذه الألعاب، ويصبح لديه خلل نفسي من هذا المنع الكلي دون معالجة حبّه لهذه الألعاب، وتخليص تعلقه الشديد بها من خلال بدائل مقنعة تحل مكان ارتباطه بهذه الألعاب، فهو يرى أنه يمارس حقوقه الطبيعية في اللعب، ولا يدري أن ذلك يمكن أن يسبب له الكثير من الأضرار، ويمتلكه شعور أن الأم أو الأب يمنعان عنه أشياء يحبها، ومن الأفضل أن تلجأ الأم إلى أسلوب الحوار والمناقشة ومحاولة إقناعه بطريقته البسيطة وإدراك عقله الذي ما زال ضعيفاً، وستجد الأم نتيجة جيدة حال اتبعت هذه الطرق التربوية السليمة.وتبين دراسة أخرى أن التدرج في تعويد الطفل قليل الأكل على تناول الوجبة كاملة عامل مهم، لأن معدته صغرت نتيجة قلة الأكل، وتحتاج إلى وقت حتى ترجع إلى الحجم المناسب لتناول الوجبات، والذي يمكنه من تناول طعامه بالكمية المطلوبة، ويجب أن تتفهم الأم أسباب عدم إقبال الصغير على الطعام وتحاول حلّها بكل السبل.

مشاركة :