يعود الاختلاف والتباين في تناول القهوة من شخص إلى آخر إلى العوامل الجينية لدى هؤلاء الأشخاص، فيمكن أن يتناول شخص 4 فناجين من القهوة يومياً وآخر لا يتجاوز الفنجان الواحد، هذا ما اكتشفته دراسة بريطانية حديثة واستطاعت تفسير هذا الاختلاف، وأرجعت دراسات سابقة هذا الاختلاف إلى استجابة الجسم لمادة الكافيين دون الكشف عن الآلية التي يحدث بها هذا الاختلاف، ولكن هذه الدراسة الجديدة توصلت إلى هذه الآلية التي تسبب اختلاف الأشخاص في تناول كميات القهوة يومياً.استطاع الباحثون في هذه الرسالة تحليل البيانات الجينية لـ 1300 شخص منهم 900 من مناطق مختلفة عن الأماكن التي تم اختيار آخرين وعددهم 400 شخص، وتوصل الباحثون إلى أن شرب القهوة كان أقل لدى الأشخاص الذين حدث لهم تغير جيني في جين محدد، فكانوا يتناولون في المتوسط حوالي فنجان واحد في على مدار اليوم، وذلك بالمقارنة مع الآخرين الذين لم يحدث لديهم تغير بهذا الجين، وتوصلت دراسة هولندية إلى نفس النتائج بعد القيام بعمل دراسة شملت 1800 شخص، ولكن بعد هذا الاكتشاف أشار الباحثون إلى أن تأثير هذا التغير الجيني ليس بهذه القوة التي تدل على عدم الرغبة في تناول الكثير من القهوة.يرجح الباحثون أن هذا الاخــتلاف يمكن أن يعــود إلى التباين في اختيار الإناء الذي يشـــرب منه القهــوة، مثلا الشعب الإيطالي يفضل تناول القـــهوة في كوب صغير أو فنجان، بينما المواطن الهولندي يلجأ إلى تناول القهوة في كوب كبير، وبالتالي تصبح كمـــية الكافـــيين التي دخلت الجسم أكثر، ولذلك يفســـــر الباحثون الآلية المتوقعة لهذه الحالة بأن التغير في الحمض النووي بهذا الجين المحدد، يقـــلل من قدرة الخــــلية على تحــليل الكافيين بعــد تناول القهـــوة، مما يتسبب في بقاء الكافـــيين المنشط للجسم فترات أطـــول، وبالـــتالي تقل حاجة الشــخـص إلى تناول فناجين أخرى من هذه القهوة.
مشاركة :