لا يؤثر تفويت وقت النوم من حين لآخر كثيراً في الصحة، ولكن الضرر الحقيقي يأتي من أن يصبح ذلك عادة أو بمرات متكررة، ويكون الضرر أشد لدى البعض من البعض الآخر.يتسبب عدم أخذ القسط الكافي من النوم في الحوادث المرورية والأخطاء الطبية كحالات عرضية، كما أنه يؤثر في الإصابة ببعض الحالات المرضية كارتفاع ضغط الدم، والسكري، والبدانة، وأمراض السرطان، وتراجع الإدراك؛ ومن خلال الدراسة الحديثة والتي نشرت بمجلة «التقارير العلمية» وجد الباحثون أن قلة النوم يختلف تأثيرها في الإدراك من شخص لآخر وربما يعود الاختلاف إلى التركيبة الجينية للشخص. درس الباحثون المقدرات الإدراكية لعدد 49 شخصاً سليماً متوسط أعمارهم 27 عاماً، منهم 34 لا ينامون لمدة 38 ساعة، بينما شكل الـ15 الآخرون المجموعة الضابطة التي تنام المدة الطبيعية؛ ولاختبار المقدرات الإدراكية طلب منهم القيام بمهارة قبل وبعد مستخدمين الحاسوب والفأرة وكان الغرض من تلك المهارة تقييم التحكم المرن بالانتباه من خلال اختبار مقدرة الشخص على الضغط الصحيح على زر الفأرة الأيسر عندما يشاهدون تركيبة حرف معين على الشاشة والضغط على زر الفأرة الأيمن عندما يشاهدون الأزواج الأخرى من الحرف، وطلب منهم القيام بتلك المهمة بالأداء السريع والدقيق قدر الإمكان.وفي أثناء المهمة يطلب منهم فجأة استخدام الزر الأيسر لحرف آخر، ما جعل البعض يصاب بالتشوش ويضعف أداؤه في المهمة الجديدة؛ وقام الباحثون أيضاً بتحليل النمط الجيني لهم وتقسيم مجموعة قليلي النوم إلى 3 مجموعات فرعية بحسب 3 متغيرات جينية بالجين DRD2 والذي يعد مستقبل دوباميني ينظم معالجة المعلومات بمناطق الدماغ المرتبطة بالمرونة الإدراكية ووجد الباحثون أن المتطوعين الذين لديهم متغير معين بالجين DRD2 كان أداؤهم مشابهاً للمجموعة الضابطة أي أن جيناً معيناً يتحكم في مقدرة الشخص على تغيير الاتجاه عقلياً عند إعطاء معلومات جديدة، وذلك التغير الجيني هو ما يقي البعض من آثار قلة النوم.
مشاركة :