أكد مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء خالد الفريدة أن مهرجان تمور الأحساء المصنعة (ويا التمر أحلى 2018)، الذي تنظمه أمانة الأحساء بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والغرفة التجارية رفع نسبة إشغال مركز الإيواء من فنادق ووحدات سكنية، مشيراً إلى أنه لمس ذلك خلال جولة ميدانية له قبل أيام على عدد من تلك المراكز، معبراً عن سعادته البالغة بوجود مثل الحراك الاقتصادي السياحي المهم. وقال: «إن الإقبال على إشغال الوحدات السكنية يأتي في مقدم أهداف المهرجان وزيادة الزوار للمحافظة، وما خلفه من سمعة اقتصادية وتجارية وسياحية كبيرة، الأمر الذي دفع كثيراً من السياح ورجال الأعمال والتجار للتدفق إلى الأحساء من داخل المملكة وخارجها للتسوق وعقد صفقات داخل المهرجان». ووصف المهرجان بالمتطور جداً، مضيفاً: «هذا يمكن ملاحظته من خلال حجم الإقبال الكبير من الزوار لشراء ما يحتاجون إليه من تمور مصنعة، وهو إضافة في خريطة السياحة في الأحساء، فالكثيرون يزورون الأحساء لشراء التمور مع أسرهم ويزورون المواقع والمعالم السياحية ويقيمون في الفنادق والوحدات السكنية المفروشة». وبين أن مركز الإبداع الحرفي التابع للبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) يشارك هذا العام بأكثر من 20 حرفة لها علاقة بالنخلة وإنتاج صناعات تقدم كهدايا، مؤكداً أن النخلة ليست التمر فقط لذا يحرص (بارع) لتقديم العديد من المنتجات. ولفت الفريدة إلى أن المهرجان انعكس أثره الاقتصادي على شرائح عدة في المجتمع، ومن ذلك الأسر المنتجة، وبائعو التمور، والشباب الذين وجدوا فرص عمل، وسائقو سيارات الأجرة ، فضلاً عن شباب المسرح الذين وجدوا فرصة يقدمون إبداعاتهم وإنتاجهم الفني، مؤكداً أن المهرجان نموذج جميل سياحي متكامل لأهل الأحساء وللقادمين من خارجها. ومن أروقة المهرجان جذبت الفنانة العمانية شيماء أحمد المغيري عدداً كبيراً من جمهور المهرجان بعدما حولت حبات الرمل الساكنة إلى لوحات فنية تعالج عبرها قضايا إنسانية واجتماعية عبر رسومات مستوحاة من تاريخ تراث الأحساء، وبذلك لفتت انتباه زوار «مهرجان تسويق تمور الأحساء المصنعة 2018»، إلى موهبتها في القدرة على رسم وتنفيذ الأعمال الفنية بالرسم بالرمال، إذ تعد أول فنانة عربية وخليجية تمتلك القدرة على الرسم بالرمل، وذلك عبر ورشة عمل قدمها معرض «عبير الأحساء للفنون التشكيلية» والذي يأتي بإشراف مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية ومتابعة الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي آل سعود. وتتمتع شيماء المغيري التي لم يتجاوز عمرها (23 عاماً)، بموهبة الرسم على الرمل، وتمارسها منذ نحو سبع سنوات، سعياً منها إلى بثّ روح الأمل في نفوس الناس، كما اتخذت نوعاً خاصاً من الفن التشكيلي اختلفت عمن سبقها في ميدان الرسم، فاتخذت من حبات الرمل كل زادها في رسم لوحات بديعة يثريها الخيال والثقافة، طامحة إلى أن تبتكر طريقة خاصة تضمن الحفاظ على رسومها، راجعه سبب اختيار الرمل الذي هو جزء لا يتجزأ من التراث العربي. وقالت المغيري: «موهبتي أتاحت لي فرصة طرح العديد من القضايا والمواضيع الإنسانية، وإيصال رسائل فنية هادفة، ففي كل عرض أقدمه توجد قصة وهدف ورسالة للجمهور، فالعنصر الأساسي الجميل في موهبتي هو الرسم على الرمل، الذي يعتبر جزءاً من بيئة الوطن العربي وتضاريسه». وعن كيفية وتوقيت اكتشاف موهبتها قالت شيماء «بدأت موهبتي في وقت مبكر، كان عمري حينها 12 سنة في الإمارات، ورأت معلمتي للتربية الفنية في المدرسة موهبة الرسم على الرمل في الإنترنت، وطرحت علي الأمر، فتحمست كثيراً، لأنني أحب الرسم كثيراً». وزادت: «أحببت أن أتقدم في موهبة الرسم، لكن بشكل آخر، وبفكرة مختلفة، أحببت الدخول في مجال ليس معروفاً، وليس موجوداً في دول الخليج، وأحمد الله أنني نجحت وأبدعت في هذا المجال وتعلمت هذا الفن بمفردي من الإنترنت، فلا يوجد معلمون ولا معاهد مختصة في تعليم فن الرسم على الرمل».
مشاركة :