لا بأس من البدء بتذكير في واقعة غالباً ما يجري تجاهلها لأسباب متنوّعة، رافقت عصر الكومبيوتر وشبكة الإنترنت، تتمثّل في انتشار مذهل لطباعة الورق! نعم. مع التوسع المتسارع كالضوء للوسيط الرقمي، وفي ظل أمواج نقاش صاخب عن الصراع مع الورق، سرت ببطء وبهدوء تلك الحقيقة البسيطة المتمثّلة في انتشار أجهزة الطباعة الورقيّة في شكل غير مسبوق تاريخيّاً. لنغمض الأعين قليلاً. لنعد بالذاكرة إلى الوراء لسنوات ليست طويلة. قبل عصر المعلوماتيّة والاتصالات المتطوّرة، كانت أجهزة الطباعة خارج متناول الأفراد، بل حتى المؤسّسات الصغيرة. ومع احتكار الدول والشركات الضخمة للطباعة، فُرِضَ على من يسعى لاقتناء طابعة آليّة استيفاء شروط تجاريّة وأمنية معقّدة، بل كان أمراً محظوراً في دول كثيرة، خصوصاً في العالم العربي. طابعة في كل منزل، ولكل فرد؟ لم يكن ذلك حتى ليخطر في الأحلام. ثم جاء العصر المعلوماتي. وبهدوء، سارت الطابعة بصفتها ملحقاً ضروريّاً ومتواضعاً للكومبيوتر الذي صار من المستلزمات الأساسيّة للحياة اليوميّة. ووصلت أجهزة الطباعة الآلية إلى كل منزل، وصارت في متناول الأفراد كلّهم. ربما يكون لافتاً عدم انتشار النقاش عن ذلك الأمر من وجهة نظر البيئة، بمعنى السؤال عما إذا صار العالم أكثر استهلاكاً للورق مع انتشار الوسيط الرقمي، على رغم كون ذلك مفارقة لأن الوعد الأكثر بديهيّة لعصر الشبكات تمثّل في التخلّص من الورق، وصولاً إلى أوراق النقد! ربما يستوجب الأمر استحضار تلك البديهة، عند النظر إلى آلة الطباعة «كولورادو 1640» التي دفعت بها شركة «كانون» Canon العالميّة إلى الأسواق. وتعتبر الشركة من كبريات صُنّاع الطابعات الذكيّة، إضافة إلى شهرتها التاريخيّة كصانع أضخم للكاميرات بأنواعها كافة. وتحمل «كولورادو» بعداً بصريّاً الأرجح أنّه وصلها من الخبرة الضخمة لـ «كانون» في المعطى البصري. إذ تعطي ألواناً زاهيّة ودقيقة. وبلغ من عمق البعد البصري لـ «كولورادو» أن ركّزت حملتها الترويجيّة على فكرة موجة الورق الضخمة التي تحمل مشهديات كثيفة الألوان. وأعطى الأمر دليلاً على القدرات التقنية لتلك الآلة، خصوصاً امتلاكها تقنيّة «يو في جيل» UVgel المتطوّرة. وجاءت تلك الآلة ضمن مجموعة من 3 طابعات مشابهة أطلقتها «كانون» أخيراً خلال مشاركتها في «معرض الشرق الأوسط للوحات والتصميمات الإعلانيّة» في دبي.
مشاركة :