قتل عشرة أشخاص بينهم سبعة مدنيين أمس (السبت)، نتيجة القصف التركي على «وحدات حماية الشعب» الكردية، في عملية جديدة أطلق عليها الأتراك «غصن الزيتون»، في منطقة عفرين شمال سورية، وفق ما أفاد ناطق كردي. وقال الناطق الرسمي باسم «وحدات حماية الشعب» في منطقة عفرين بروسك حسكة: «حصيلة شهدائنا أمس عشرة أشخاص هم سبعة مدنيين، بالاضافة الى مقاتلتين اثنتين من وحدات حماية المرأة الكردية، ومقاتل من وحدات حماية الشعب الكردية». وفتحت تركيا جبهة جديدة في الحرب السورية وشنت ضربات جوية على «وحدات حماية الشعب»، ما أثار احتمال زيادة حدة التوتر بين أنقرة وواشنطن الحليفتين في «حلف شمال الأطلسي». وأعلن الجيش التركي أن الضربات أصابت حوالى 108 أهداف لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية. وأشار مسؤول تركي كبير إلى أن الجيش السوري الحر، يقدم الدعم أيضا لعملية الجيش التركي في عفرين. وأكدت السلطات في منطقة عفرين أن ما لا يقل عن مليون نسمة يعيشون في عفرين. والكثير منهم نزحوا من مناطق أخرى. وقالت رئيسة الهيئة التنفيذية للإدارة الذاتية في عفرين هيفي مصطفى: «غالبية الجرحى مدنيون. هناك اشتباكات وقصف بالمدافع و القذائف. ووحداتنا ترد على هذا الاحتلال بشكل شرس». وقال رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم «يجري إضعاف المنطقة بالمدفعية. المرحلة الأولى نفذتها القوات الجوية، وتم تدمير كل الأهداف تقريبا». وأضاف أن القوات البرية ستبدأ من «اليوم تنفيذ الأنشطة الضرورية»، اعتمادا على التطورات في المنطقة. وقالت «وحدات حماية الشعب» في بيان «سندحر هذا العدوان كما دحرنا غيره من الاعتداءات على قرانا و مدننا». وغادر العسكريون الروس منطقة عفرين، في وقت أعربت موسكو عن قلقها من العملية العسكرية التركية، داعية إلى ضبط النفس. وقالت الوزارة في بيان إن «قيادة القوات الروسية في سورية اتخذت تدابير تهدف إلى ضمان أمن الجنود الروس الذين كانوا منتشرين في منطقة عفرين». وأضافت أنه «تم سحب هذه القوات نحو منطقة خفض التوتر في تل رفعت». وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أنه تم اتخاذ هذه التدابير «لمنع استفزازات محتملة وجعل حياة العسكريين الروس وصحتهم في منأى من أي تهديد». من جهته، حضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأطراف على التركيز بدلاً من ذلك على قتال «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال ناطق باسم البنتاغون «نشجع كل الأطراف على تجنب التصعيد، والتركيز على المهمة الأهم وهي هزيمة داعش». وأشار مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إلى أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحدث مع نظيريه الروسي والتركي، من دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل عن المكالمتين. وذكر مسؤول في «الوحدات» أن الطائرات الحربية قصفت مناطق في عفرين وقرى حولها، بينما لا تزال هناك مناوشات مع القوات التركية وحلفائها من المعارضة السورية المسلحة على مشارف عفرين. وجاءت الهجمات، بعد أسابيع من تهديدات وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته للوحدات في سورية، إذ تعتبر تركيا الوحدات امتدادا لحزب «العمال الكردستاني» المحظور الذي حمل السلاح على مدى ثلاثة عقود في جنوب شرقي تركيا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن عضو لجنة الأمن في البرلمان الروسي قوله إن «موسكو ستطلب في الأمم المتحدة أن توقف تركيا العملية». ونقلت الوكالة عن فرانز كلينتسيفيتش قوله: «ليست سورية فقط من ستطلب وقف هذه العملية. روسيا ستدعم هذا الطلب أيضاً وستقدم الدعم الديبلوماسي لسورية». وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت اليوم إن موسكو «تلقت بقلق أنباء العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين السورية وإنها تدعو الأطراف لضبط النفس». وأضافت الوزارة أن روسيا متمسكة بموقفها في حل الأزمة السورية القائم على حماية وحدة أراضي سورية واحترام سيادتها. ودانت الحكومة السورية «العدوان التركي الغاشم» على مدينة عفرين، وقالت إن «المدينة جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية».
مشاركة :