اتهمت بكين سفينة حربية أميركية بدخول مياهها الإقليمية من دون إذن، قرب جزر في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، مشيرة إلى أنها ستتخذ «الإجراءات اللازمة» لحماية سيادتها. وأعلنت الخارجية الصينية أن السفينة «يو أس أس هوبر» أبحرت على بعد 12 ميلاً بحرياً من جزيرة «هوانغيان» ليل الأربعاء الماضي من دون إبلاغ بكين، علماً أن «هوانغيان» هي التسمية الصينية لجزر يُطلق عليها «سكاربورو»، تبعد نحو 200 كيلومتر من الفيليبين في بحر الصين الجنوبي ونحو 600 كيلومتر جنوب الصين. وسيطرت بكين على الجزر عام 2012 خلال مواجهة وجيزة مع البحرية الفيليبينية، علماً أن تايوان تطالب أيضاً بالسيادة عليها. وقال ناطق باسم الخارجية الصينية إن السفينة الأميركية «انتهكت سيادة الصين ومصالحها الأمنية»، وعرّضت أمن السفن الصينية المجاورة لـ «تهديد كبير». وأضاف أن البحرية الصينية أمرت السفينة بالتراجع، بعد تحديد هويتها، مشيراً إلى أن بكين «تعارض تماماً» استخدام حرية الملاحة، مبرراً للإضرار بسيادتها، كما حضّ الولايات المتحدة على «إصلاح أخطائها». وشدد على أن الصين ستتخذ «تدابير مناسبة» لحماية سيادتها. أما وزارة الدفاع الصينية فأعلنت أن فرقاطة صينية «اتخذت تدابير فورية للتأكد من السفينة الأميركية، وأبعدتها بعدما حذرتها»، معتبرة أن الإرسال المتكرر للولايات المتحدة لسفن حربية إلى المنطقة «يقوّض السلام والاستقرار الإقليميين» ويؤذي العلاقات الثنائية. وكان الموقع الإلكتروني للبحرية الأميركية أفاد بأن «يو أس أس هوبر» انضمّت أخيراً إلى عمليات الأسطول السابع الأميركي، وتنفذ الآن «عملية انتشار مستقلة». وأضاف أن مهماتها في آسيا تتضمّن «التعاون الأمني وبناء شراكة وتنفيذ عمليات روتينية في المنطقة». ويأتي الحادث بعد إعلان واشنطن استراتيجية دفاعية جديدة، ورد فيها أن الولايات المتحدة تواجه «تهديدات متزايدة» من الصين وروسيا، واللتين اعتبرتهما «قوى رجعية تسعى إلى إقامة عالم يتناسب مع أنظمتها المتسلطة». وأضافت أن الصين «منافس استراتيجي يستخدم تكتيكات اقتصادية مؤذية لترهيب جيرانه، مع العمل على عسكرة بحر الصين». ورفضت وزارة الدفاع الصينية ما ورد في الاستراتيجية الأميركية، مشددة على أن «الوضع في بحر الصين الجنوبي مستقر في شكل ثابت». إلى ذلك، أعلن مسؤولون أن محكمة أميركية في نيويورك أمرت بسجن مطوّر البرامج الصيني شو جياكيانغ 5 سنوات، بعد إدانته بالتجسس وسرقة رمز برنامج كومبيوتر تملكه شركة تكنولوجيا أميركية. وأكدت وزارة العدل الأميركية الحكم من دون ذكر اسم الشركة. وقال المحامي الأميركي جيفري بيرمان»: «كما اعترف سابقاً في محكمة فيديرالية، سرق شو جياكيانغ أسراراً تكنولوجية متعلقة بالتجارة من موظف أميركي، بهدف إفادة الحكومة الصينية». وأقرّ شو عام 2016 بالتهم المتعلقة بالسرقة، علماً أن مسؤولين قالوا إن خطته كان تستهدف إفادة لجنة التخطيط لشؤون الصحة والعائلة الصينية. وأفادت وثائق المحكمة باعتراف شو (32 سنة) بأنه بنى نسخة مشابهة للبرنامج المملوك للشركة، وأخذها معه عند مغادرته الشركة عام 2014. والتقى عميلين متخفيين في فندق في نيويورك عام 2015، وقدّم إليهما البرنامج المعدّل، في محاولة منه لإخفاء أصوله. وأعلنت وزارة العدل أنه قال للعميلين آنذاك إنه أعطى رمز البرنامج ذاته إلى «عدة زبائن». وقالت مساعدة المدعي العام دانا بونتي إن «شو لم يسرق فقط أسراراً تقنية تجارية من شركة أميركية، وهذه جريمة فيديرالية، بل فعل ذلك من أجل منفعته الخاصة وبنيّة إفادة الحكومة الصينية». ويُظهر حساب شو على موقع «لينكد إن» أنه حصل على درجة جامعية في علوم الكومبيوتر من جامعة ديلاور، وعمل في شركة «آي بي أم» في بكين، بين عامَي 2010 و2014. في غضون ذلك، ورد في تقرير سنوي أعدّته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسُلّم إلى الكونغرس، في شأن مدى التزام بكين تعهدات منظمة التجارة العالمية، أن «الولايات المتحدة أخطأت بدعمها دخول الصين المنظمة، بناءً على شروط ثبت عدم فاعليتها في ضمان اعتناق الصين لنظام التجارة المفتوحة الموجّه نحو السوق»، مضيفاً أن «قواعد المنظمة ليست كافية للحدّ من السلوك المقوّض للسوق الذي تنتهجه الصين». يأتي ذلك فيما تفاقمت التوترات التجارية بين أضخم اقتصادَين في العالم، ومع استعداد إدارة ترامب لاتخاذ إجراءات للحدّ من سرقة الصين المزعومة للملكية الفكرية.
مشاركة :