منذ سنوات وأنا أتردد على سوق الخضار والفواكه وسوق السمك بالدمام، وبالتقريب منذ ما يزيد على عشرين عامًا وخلال هذه الأعوام انقطع عنها فترات وأتردد كثيرًا مرات أخرى ومع ذلك لم يتغير هناك أي شيء! لا في توزيع المحلات، ولا في نظافة الأسواق، ولا في مستوى النظافة، وهذا أمر يثير العجب! ولا أدري لماذا هذا الإهمال الشديد في أهم الأسواق التي نشتري منها ما نأكل؟ وفي الوقت الذي تغيرت حولها أشياء وأماكن كثيرة ظلت هي على حالها. الممر الذي يفصل بين الباعة ليعبر المشتري لا أظن أن أرضه عرفت الماء والصابون يومًا، فهي شديدة القذارة، وما خلف الباعة لا تراه من كثرة ما يتراكم فيه من البضاعة الجديدة والقديمة ولو حاولت أن تنظر إليه من الخلف فستجد ما لا يرضيك. ناهيك عن الأغطية التي يضعها الباعة على مناضدهم ولا أدري لماذا توضع في الأصل تلك الملاءات الخضراء التي تحول بعضها إلى الأسود!! ثم من قال ان سوق الخضار لابد أن يكون مفتوحًا فيتعرض الباعة وبضاعتهم للحر الشديد وموجات الغبار!! أليس من حقهم وحقنا أن ننعم بجو بارد مكيف في تلك الأجواء؟! أليس من الأفضل أن نحمي ما نأكله من الغبار أو الفساد الذي يتسبب به الحر والرطوبة؟! ألا يمر على أولئك شهر رمضان وهم مضطرون للبيع في ذلك الهجير مع الصيام؟! بلى بالتأكيد هم يستحقون ونحن نستحق أن نشتري ما نريد على نظافة وجو مريح، ولكن كيف؟ ومن يفعل ذلك؟ ومن يتابع مستوى النظافة؟ ورغم مساحة السوق الكبيرة إلا أنها مصممة بشكل سيئ قد يتسبب في خسارة الباعة الذين يضعون بضاعتهم في آخر الممر؛ لأن السوق عبارة عن ممر طويل فإذا اشتريت حاجتي من أول السوق فلن أصل لآخره. وحتى مداخل ومخارج السيارات مزعجة وفوضوية. إن المكان بحاجة لإعادة نظر وبحاجة لمتابعة مستمرة. أما سوق السمك فحدث ولا حرج عن عمالة زائدة عن الحاجة لا أدري إن كانت حملات المخالفة وصلت إليهم أم لا! ولا أدري من الذي يشرف على الأسعار المبالغ فيها رغم الوفرة في المعروض، فهل يعقل أن يكون الكيلو الواحد من سمك الكنعد بسبعين ريالًا رغم أنه موجود في كل المحلات!! وهم جميعا اتفقوا على التسعيرة نفسها ويخاطبونك بنبرة الفتوة المسيطر خذه بهذا السعر أو اتركه، هذا عدا عن التلاعب في مصدر الأسماك فيقول بانها من الجبيل وهي من عمان أو الكويت أو باكستان أو غيرها وهذا ما يعرفه هواة الصيد من أبنائنا الذين يعرفون تماما تلاعب الباعة في سوق السمك الذي من الواضح أنه بعيد عن كل التنظيمات. مرات عديدة رأيت الناس متوسطة الحال تفكر ألف مرة لتشتري نوعًا سعر الكيلو منه لا يتجاوز الثلاثين ريالًا فكيف بالسبعين!! هذا عدا عن مستوى النظافة العجيب و(طرطشة المياه) بلا سبب مما يجعل المكان مرتعًا خصبًا للبكتيريا وبخاصة مع عدم غسل الأرضيات ولهذا تثبت الروائح في المكان فكل ما يفعله أصحاب بعض المحلات هو الإمساك بالممسحة ودفع المياه القذرة إلى المجرى! في كل مرة أذهب فيها لتلك الأسواق أقف متأملة تلك الفوضى وأتخيل بأني مسؤولة عنها لأفعل بها ما يجب وأنقلها من حال إلى حال في النظافة والتوزيع والعمالة لتكون أسواقًا تشتهي أن تزورها بدلا من التهرب منها إلى المحلات الصغيرة في الأحياء والتي لا تختلف عن سابقتها كثيرًا، فالعمالة واحدة والتلاعب واحد والمتفرج واحد!!
مشاركة :