"لولا مجهولو الهوية لكنّا جميعاً مجهولي الهوية". عبارة شهيرة أطلقها ضابط في جيش النظام السوري، عام 2016، في تأبين عدد من القتلى الذين يسقطون دفاعاً عن #بشار_الأسد، إنما "مجهولو الهوية" كما يطلق عليهم نظام الأسد رسمياً. وصاحب هذه العبارة، هو العميد حسن علي أحمد، رئيس فرع التوجيه السياسي التابع لجيش #النظام_السوري، في محافظ حمص. وعادة ما يكون هو في مقدمة مؤبني القتلى مجهولي الهوية، الذين باتت أعدادهم تتزايد في الفترة الأخيرة، في شكل ملحوظ. والعميد السالف، يقرض الشعر في المناسبات التي يتصدرها في شكل دائم، وتحديداً منها التي تتعلق بقتلى جيش الأسد في محافظة حمص. ولم يوضح العميد السالف، المعنى الذي يرمي إليه بالقول إنهم كانوا سيصبحون مجهولي الهوية لولا مجهولو الهوية الذين يسقطون دفاعاً عنهم. إنما فهم منها أنه يعني أن النظام السوري كان سيختفي عن بكرة أبيه، ولا يبقى له أي أثر، لولا قتال مجهولي الهوية، هؤلاء، دفاعاً عنه.3 ترجيحات لحقيقة "مجهولي الهوية" الذين يقتلون لصالح الأسد ووردت عدة ترجيحات حول هوية القتلى، الذين يصفهم نظام الأسد بمجهولي الهوية الذين يسقطون دفاعاً عنه. فترجيح يقول إن الأسد يتكتّم على حقيقة خسائره، عبر دفن عدد كبير من قتلاه، دون تحديد هوياتهم، وذلك تفادياً لانهيار معنويات أنصاره، خاصة أن لديه دفعة عسكرية تقاتل منذ عام 2011، ويرفض تسريحها من صفوفه، علماً أنها تجاوزت الحد الأقصى للخدمة الإلزامية، بمرتين. وقام ذوو هذه الدفعة بإطلاق دعوات على شبكات #التواصل_الاجتماعي، لتسريح أبنائهم من الخدمة التي سيدخلون عامهم الثامن فيها، مع عام 2018. من صحيفة العروبة التابعة لحكومة النظام السوري وترجيح آخر يقول إن تصنيف القتلى بمجهولي الهوية، من طرف النظام، يساعده على إمرار عدد من المعتقلين الذين قتلوا في سجونه، تحت التعذيب، أو إعداماً. إذ أكدت التقارير الدولية أن نظام الأسد أعدم قرابة 13 ألف معتقل بين عامي 2011 و2015. ولم يتم الكشف عن الأمكنة التي دفن فيها هؤلاء، فضلا عن أن نظام الأسد يكذب التقارير الدولية التي تتحدث عن عمليات إعدام المعتقلين التي يقوم بها في سجونه. خصوصاً أنه سبق وتم الكشف عن جثث بأعداد كبيرة و"مجهولة الهوية" في مناطق مطلقة الولاء للنظام، ولا تشهد أي عمليات قتالية، كما حصل في منطقة "كفر دبيل" التابعة لمدينة جبلة اللاذقانية، في يناير من عام 2017. كما أكدت مصادر أهلية من المنطقة. وترجيح آخر، يقول إن من يصفهم نظام الأسد بمجهولي الهوية، هم قتلى الميليشيات الذين ترسلهم #إيران إلى سوريا، وتحديداً من الجنسيتين الأفغانية والباكستانية، ويتم دفنهم، سرياً، في سوريا، دون الإشارة إلى هوياتهم الحقيقية، وذلك لتتفادى إيران الضغط الدولي الذي يلاحقها على تدخلها وإرسالها الميليشيات الطائفية إلى سوريا، تحت عنوان "الدفاع عن المراقد المقدسة". فضلاً عن أن نظام الأسد، لا يستطيع إرسال نعوش هؤلاء القتلى إلى بلدانهم الأصلية للأسباب التالية، بحسب مراقبين: فهم دخلوا سوريا بدون فيزا رسمية من بلدانهم الأصلية. وثانياً، دخلوا سوريا بدون أوراق رسمية صادرة من بلدانهم. وثالثاً، وهو الأهم برأي المراقبين، هو أن هؤلاء القتلى الذين أرسلتهم إيران، يدخلون سوريا بأسماء حَرَكية لا تشير أصلا إلى جنسياتهم، ولا يعرف نظام الأسد هوياتهم الحقيقية، خصوصاً بعدما وضع كل قواته الرديفة وتمويلها وتدريبها، تحت سلطة الحرس الثوري الإيراني، مباشرة. وذلك عبر قرار صادر من وزارة دفاعه عام 2017. فأصبحت إيران هي الجهة الوحيدة التي تعلم حقيقة هويات هؤلاء القتلى الذين يدفنون بصفة مجهولي الهوية، في مقابر تابعة لمناطق شديدة الولاء لنظام الأسد، كمقبرة الفردوس في حمص والتي تشهد بين الفينة والأخرى، دفن أعداد كبيرة منهم.
مشاركة :