موقف أردني ثابت من الوضع القانوني والتاريخي للقدس

  • 1/21/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عمان - أعرب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال مباحثات أجراها في عمان مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الأحد عن قلق بلاده من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وكان بنس الذي ترافقه زوجته كارين، وصل مساء السبت الى العاصمة الأردنية عمان المحطة الثانية في جولته الشرق الأوسطية، آتيا من القاهرة حيث التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وقال الملك عبدالله لبنس عند بدء الاجتماع الذي أعقبه غداء عمل في قصر الحسينية، إن الزيارة "تأتي في لحظة حرجة جدا على منطقتنا. مناقشاتنا الواسعة اليوم أعتقد أنها جاءت في الوقت المناسب وكما هو الحال دائما كصديق وشريك، سنكون صريحين مع بعضنا البعض". وأضاف "إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي - بالنسبة للأردن وللمنطقة - يعتبر مصدرا رئيسيا لعدم الاستقرار. وهذا ما جعلنا نشعر بالتشجيع من التزام الرئيس بإيجاد حل لهذا الصراع المستمر منذ عقود". وأوضح "مرة أخرى بالنسبة لنا فإن القدس هي مفتاح للمسلمين والمسيحيين كما هو الحال بالنسبة لليهود. وهي مفتاح السلام في المنطقة ومفتاح لتمكين المسلمين من محاربة بعض أسباب جذور التطرف بشكل فعال". وقال "أنا واثق بأن زيارتك هذه هي من أجل إعادة بناء الثقة والالتزام، ليس فقط حول كيفية المضي قدما في حل الدولتين على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة ولكن أيضا من أجل أن نعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل آمنة ومعترف بها وفقا للقوانين الدولية ومبادرة السلام". وتابع "نحن نفهم التحديات ونأمل أن تصل الولايات المتحدة وتجد الطريق الصحيح للمضي قدما في هذه الظروف الصعبة" مشيرا إلى وجود إمكانية لتحقيق ذلك. وشدد العاهل الأردني على "صداقة الولايات المتحدة التاريخية مع الأردن والتي كانت شريكا وقفت دائما مع بلدنا في أوقات صعبة للغاية". ويخيم على جولة نائب الرئيس الأميركي قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهي زيارة تأجلت بعد رفض قادة عرب لقاءه في ظل الغضب الذي أثاره القرار حول القدس لا سيما في الأردن الذي يشهد منذ أسابيع تظاهرات ونشاطات احتجاجية متفاوتة بحجمها ووتيرتها. واعتبرت الحكومة الأردنية قرار ترامب "خرقا للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة اللذين يؤكدان أن وضع القدس يتقرر بالتفاوض وجميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض لاغية وباطلة". وكانت القدس الشرقية تتبع المملكة إداريا قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967. وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في المدينة. وكان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس قد أكد السبت خلال لقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة أن الولايات المتحدة ستدعم حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين إذا وافق الطرفان وذلك في مسعى لطمأنة حليف عربي رئيسي بشأن القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ويعد بنس أكبر مسؤول أميركي يزور المنطقة منذ ديسمبر/كانون الأول 2017 حين اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في خطوة عارضها الزعماء العرب ومن بينهم السيسي. وقال بنس للصحفيين "أصغينا باهتمام للرئيس السيسي"، مضيفا أن الزعيم المصري وصف اعتراضه على قرار ترامب بأنه "خلاف بين أصدقاء". وقال بنس إنه طمأن السيسي بأن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة بالحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس وأنها لم تصل بعد إلى قرار نهائي إزاء الحدود بين الطرفين، مضيفا "تصوري أنه اطمأن لهذه الرسالة". وذكر بيان صادر عن الرئاسة المصرية أن السيسي أشار إلى أن "تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لن تتحقق سوى من خلال المفاوضات القائمة على أساس حل الدولتين، مؤكدا أن مصر لن تدخر جهدا لدعم هذه التسوية". وقال بنس أيضا إنه ناقش مع السيسي قضية أميركيين اثنين مسجونين في مصر منذ 2013 بالإضافة إلى إصلاح القوانين المصرية التي تفرض قيودا في ما يتعلق بالمنظمات غير الحكومية. وتعهد بنس خلال اجتماعه مع السيسي بدعم الولايات المتحدة الحازم لمصر في حربها ضد المتشددين الإسلاميين. وقال إن العلاقات بين البلدين صارت في أقوى حالاتها بعدما شهدت فترة من الفتور. وقال بنس للسيسي "نتكاتف معك في مصر في الحرب ضد الإرهاب". وتواجه مصر مشكلات أمنية ومنها هجمات يشنها تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء. ووضع ترامب الحرب ضد هذا التنظيم على قائمة أولوياته. ويختتم بنس جولته بزيارة إسرائيل حيث من المتوقع أن يُقابل بحفاوة بعد قرار ترامب. ويعتزم بنس لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإلقاء كلمة أمام الكنيست وزيارة الحائط الغربي. وليس من المقرر أن يلتقي بنس مع الزعماء الفلسطينيين الذين أغضبهم بشدة قرار ترامب الذي أنهى الموقف المعلن للولايات المتحدة منذ فترة طويلة بضرورة تحديد وضع القدس من خلال مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال بنس للصحفيين "الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بقوة باستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط". وأثار قرار إدارة ترامب يوم الخميس الماضي بوقف نحو نصف المساعدات المخصصة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تساؤلات بشأن جهود الولايات المتحدة لاستئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية وأدى إلى زيادة تقويض عدم ثقة العرب في إمكان قيام الولايات المتحدة بدور الوسيط غير المنحاز. ويعتزم بنس أيضا تفقد قوات أميركية أثناء وجوده في المنطقة.

مشاركة :