قدمت الجولة 13 من دوري نجوم «QNB» فريقي السد والغرافة بثوب مختلف عن البداية الماضية لهما في القسم الثاني، وذلك بعد أن حققا فوزين مهمين على كل من السيلية وأم صلال، وقد تفوق الأول بنصف دستة من الأهداف على السيلية، فيما تفوق الغرافة على أم صلال ليبدأ الطرق بشدة على أبواب المربع في انتظار الجولة المقبلة.أبقت الجولة على الوضع في المقدمة على ما هو عليه بصدارة للدحيل الذي تفوق على العربي في افتتاح الجولة، في الوقت الذي حافظ فيه الريان على توازنه في السباق، واستعاد السد قوته في التحدي، فيما ركض الأهلي والخور وراء النقاط ولم ينبهما غير نقطة، وهو نفس الركض الذي قام به الملك القطراوي، لكن من أجل الفرار بالنقاط الثلاث أمام المرخية لتمضي المهمة بنجاح بالنسبة للملك. ولم تخف الجولة 13 الصراع المشتعل على جميع الجبهات، جبهة الصدارة التي يتزعمها الدحيل برصيد خال من الهزائم منذ انطلاقة الموسم، وجبهة المربع التي تشهد صراعاً محموماً على المقعد الرابع في ظل احتفاظ كل من السد والريان بمقعدهما، في الوقت الذي يتفرج فيه السيلية على الطوفان القادم لاقتلاع مركزه ويخسر النقاط تلو النقاط، وجبهة أخرى تتمثل في منطقة الأمان، ويتحرك لها ببطء نادي الملك القطراوي والنادي الأهلي الذي توقف في محطة «نقطة أفضل من لا شيء»، وهناك صراع خفي ستكشفه الجولة المقبلة على منطقة الخطر التي يتراجع نحوها فريق الخريطيات بمستوى مغاير للمستوى الذي عرف به الصواعق كفريق يعتبر من ملوك منطقة الأمان منذ أن صعد لدوري النجوم ولم يغادر دوري الأضواء، لكن يبدو أن الفريق دخل في دوامة القلق إثر النتائج المتراجعة له واستقباله للعديد من الأهداف في كل جولة انتفاضة الملك وقدمت الجولة الملك القطراوي منتفضاً وظافراً بمعركة القاع أمام المرخية الذي بقي في مكانه ينتظر الفوز واستخلاص النقاط، في الوقت الذي حلق فيه الملك القطراوي بالانتصار الثاني له في الموسم على حساب منافسه في الهروب من الخطر فريق المرخية، في مباراة جسدت أهمية الصراع على النقاط بالأسلوب التقليدي لكرة القدم أن تسجل هدفاً وتحمي تقدمك بكل قوة وثبات حتى النهاية. جولة تعميق الجراح وعرفت الجولة تعميقاً للجراح لأندية الخريطيات والسيلية وأم صلال والعربي والمرخية، وهي الأندية الخمسة التي تأخرت في اللحاق بالمراكز المطلوبة لكل منهم .. في الوقت الذي كانت فيه الجراح أعمق لنادي السيلية الذي بقي بعيداً عن لغة الانتصارات لثلاث جولات، بدأت بختام القسم الأول عندما تعادل مع الدحيل، ثم تعادل مع العربي، ليسقط في فخ الخسارة الكبيرة أمام السد في الجولة الماضية، ويبدأ الفريق في الدخول في أزمة قد تتطلب منه حلاً مريراً وهو التعديل الكامل في شكل الفريق الذي قد يأتي بنتائج سلبية في حال تعثره. تراجع الطموحات وكشفت الجولة عن تراجع في الطموحات لنادي أم صلال الذي خسر معركة الوصول لبوابة المربع في ظل تراجع السيلية الذي كان يلعب قبله، ولم يستفد من عثرة المنافس بشحذ همته لتحقيق هدفه بالحصول على النقاط الثلاث، ولكن صقور برزان وقعت فريسة لفهود الغرافة وخسرت المعركة، ليتحول الطموح لجولة مقبلة بحثاً عن النقاط. الرهيب يواصل الضغط برباعية عمر باري وضع الريان في مأزق واصل الريان زحفه وتقدمه للضغط على الصدارة، وذلك بتفوق مقنع على الخريطيات بأربعة أهداف مقابل هدفين، وهو تفوق منطقي من واقع حضور الريان ونجاعة لاعبيه في الحسم داخل الملعب، إلى جانب استفاقة أكثر من لاعب في الفريق وتقديمه لأفضل مستوياته الفنية على نحو ما يقوم به محسن متولي وتاباتا وموسى هارون وعبد الرزاق حمدالله العائد بعد غيبة. ويكمن سر تفوق الرهيب في الرغبة الكبيرة للاعبين في تحصيل النقاط، وهي نتاج إحساس كبير للاعبين بالمسؤولية. وقد ظهر ذلك في الشوط الأول للمباراة والذي تفوق فيه الريان بكامله وأهدر العديد من الفرص لدرجة أن الفريق تراجع نتيجة استسلام الخريطيات نوعاً ما، ولكن في الشوط الثاني انقلب الأمر ونجح الخريطيات في الاستفادة من الأخطاء الفردية في صفوف الريان وأبرزها خطأ عمر باري في التعامل مع الكرات داخل منطقته، وتباطئه في الخروج لكرة كلفت الريان اهتزاز الشباك، بالإضافة إلى استخفافه بتسديدة أعلى الزاوية اليمنى لمرماه من قدم محمود سعد لتلج الشباك وسط ذهول رياني أجبر الفريق على رفع درجة التركيز في آخر اللحظات من أجل الفوز بالمباراة والخروج بالعلامة الكاملة، وقد كان له ما أراد في ظل وجود اللاعب الخطير عبد الرزاق حمدالله الذي عالج كل الهموم بلمسة في المرمى ليخرج الريان من فخ وضعه فيه عمر باري باستهتاره. يلعب الكرة دون عبث مع الوقت سنايدر وضع بصمته مع فهود الغرافة وضع الهولندي ويسلي سنايدر بصمته الكاملة على فريقه الفهود، وقاده إلى الفوز الثاني على التوالي بالتفوق على أم صلال الخطير بأربعة أهداف مقابل هدفين في مباراة أظهر فيها الفهود قوة جبارة في الحسم وسرعة متناهية في التمرير دون العبث مع الوقت، وهو أمر جديد على الفريق فرضه المدرب بولنت وفقاً لأدواته الفنية التي تتحرك على حركة الهولندي الخطير، والمعلم في وسط الملعب سنايدر الذي بدأ يرتفع بمستوى العديد من اللاعبين في الفريق على مستوى الزمن في التمرير واللعب باستعداد كامل للحركة في الملعب دون أي تعقيد، وهو ما صور الفريق ككتلة من الفعالية في الفنية في مواجهة أم صلال، وهو الأمر الذي فرض على أم صلال التراجع أمام الزحف الغرفاوي في المباراة فكان للفريق ما أراد، حيث تقدم في المباراة بارتياح حتى وصل إلى هدفه. وتجلت قدرة الفريق على الإحساس بالوقت عندما اقترب أم صلال من معادلة النتيجة، وهي تشير إلى تقدم الغرافة بثلاثة أهداف مقابل هدفين جاء الحسم الغرفاوي وقتل المباراة بهدف رابع، وهو أمر أكد به الغرافة على القدرات الكبيرة للاعبيه في التعامل مع المباريات. الجناح الطائر حامد يعود أكثر قوة قدمت الجولة 13 إضافات فنية متعددة لبعض الفرق، أبرزها فريقا السد والغرافة، حيث شكلت الجولة الظهور المتميز للجناح الطائر حامد إسماعيل، وهي نفس الجولة التي أظهر ياسر أبو بكر بصورة مميزة في وسط الملعب، وقدمت عبد الكريم حسن في ثوب أبيض ناصع، هو شعار السد الذي يعود له عبد الكريم بعد غيبة لنصف موسم قضاها الدولي القطري مع أوبن البلجيكي. وأظهر حامد إسماعيل مستوى مميزاً أعاد للأذهان حامد السريع القوي الذي يدافع بكل قوة ويهاجم كالسيل. ولم تترك الجولة نادي الملك حتى قدمت مهاجمه فابيان بأنياب حادة ونواجذ قوية عضت على نقاط الفوز أمام المرخية، كما أظهرت زميله أسامة أومري بلمسة أنيقة. الخوف من الخسارة فرض التعادل على الفريقين الأهلي والخور.. نقطة أفضل من لا شيء افتتحت الجولة 13 بتعادل مثير بين العميد والخور، وهي المباراة الأولى التي حملت في طياتها السباق نحو النقاط والهروب من الخسارة. وقد دخلها الخور مثقلاً بالخسارة من الريان، وجاءها الأهلي من عثرة أمام الغرافة ليلعب الفريقان مباراة الخوف من الخسارة الثانية قبل أن تكون مباراة البحث عن النقاط، وتأكد ذلك عملياً عندما تقدم بهدف. وقد خشي الخور الخسارة وتراجع لحماية مرماه لينجح الأهلي في اقتناص التعادل وتبدأ المعركة مرة أخرى وينجح الخور في التقدم مرة ثانية، ولكن انتفض بكل قوة مدركاً التعادل في آخر أنفاس المباراة. ولم يسفر أي فريق عن وجه هجومي إلا عندما تهتز شباكه، وقد فعلها الأهلي مرتين وفعلها الخور مرة عندما تعادل الأهلي فخشى الخسارة، ولكنه اقتنع بالنقطة لتكون حداً فاصلاً بين الخسارة في الجولة قبل الماضية والمباريات المقبلة، بينما استفاد الأهلي أيضاً من التعادل وقدم نفسه بأنفاس هادئة قبل لقاء أم صلال في الجولة المقبلة. الزعيم سبّب صداعاً للسيلية بسداسية كشفت مباراة السد والسيلية عن قوة كبيرة يضمها فريق السد في صفوفه، تتمثل في التنظيم العالي للاعبي الفريق في وسط الملعب بقيادة المايسترو تشافي، والماهر حسن الهيدوس، وصاحب القدم اليسرى المهارية علي أسد، بجانب الصاروخ المنطلق من اليمين حامد إسماعيل. وتمكن السد من تحقيق أكبر فوز في الجولة، وهو يدك شباك السيلية بستة أهداف نظيفة في مباراة أكد فيها السد على عودته الكاملة للأداء المميز والسريع والتنظيم العالي .. وقد برع في المباراة المدرب فيريرا، وهو يوظف لاعبي فريقه بطريقة مختلفة، وذلك عندما وضع العائد للزعيم عبد الكريم حسن في مكانه، وحول ياسر أبو بكر للوسط، ورفع من قوة الأداء في الجانب الأيمن مستفيداً من حماس الجناح الطائر حامد إسماعيل في السرعة الهجومية والدفاعية، والقدرة على التسديد ورفع الكرات ليأتي التحكم في المباراة عبر تشافي هيرناديز، الذي نجح في توظيف مهارات جميع اللاعبين في بعض اللمسات السحرية في التمريرات، ليأتي الدور على حمرون في الحركة في منطقة الجزاء. وقد سبب السد صداعاً للسيلية طيلة الدقائق الـ 90 من المباراة، حتى أجبر الفريق على الوقوع في الأخطاء التي كلفته الخسارة القاسية وغير المتوقعة من المتابعين، قياساً على قدرات السيلية الفنية في مواجهة الفرق الكبيرة. تفوق كلاسيكي للملك على المرخية ظفر عبد الله مبارك، مدرب قطر، بمعركته أمام يوسف آدم مدرب المرخية، بأسلوب كلاسيكي مفيد وعملي، وهو التقدم في المباراة والدفاع عن الفوز حتى النهاية، دون اللجوء لمطامع التقدم من جديد، وقد عانى فريق المرخية كثيراً في المباراة من التكتل الدفاعي القطراوي الذي أجبر هجوم المرخية على التوتر والتسرع في التعامل مع الكرات، ليفض الفريقان الشراكة في القاع وينتقل الملك القطراوي لمركز أفضل من القاع، وهو المركز التاسع في الترتيب العام للدوري. وقد قفز الفوز بمعركة القاع بنادي قطر ثلاثة مراكز ليصبح في المركز التاسع، وتعتبر نقاط مباراة الفريق أمام المرخية هي أهم النقاط، لأنها مباراة بثلاثة مراكز. الدحيل استخدم الحلول أمام العربي ظفر الدحيل بنقاط مباراته أمام العربي، ولكن الفريق ظهر بوجه غير الذي عرفه الجمهور والمتابعون لمسيرة دوري هذا الموسم.. فقد استخدم الدحيل ورقة الحلول المتعددة التي تزخر بها صفوف النادي، وهي استخدام لاعب آخر للحسم عندما تصعب الأمور على المهاجمين، وقد كان للفريق ما أراده من المباراة، وهو التفوق بهدف كفل له النقاط الثلاث، وسط معاناة من التكتل الدفاعي العرباوي الذي حول اللقاء إلى تحد بعدم استقبال الأهداف. عندما استعصى الأمر على يوسف المساكني ويوسف العربي ونام تاي هي، كان الحل لدى لاعب الوسط المتميز كريم بوضياف الذي نجح في تأمين النصر للدحيل ليمضي الفريق في طريق الصدارة وبرقم يخص النادي وهو الانتصار في 11 جولة والتعادل مرتين دون التعرض للهزيمة. للخسارة وجوه كثيرة في الجولة جمدت الخسارة، فريق السيلية في منطقته وأرهقت فريق الخريطيات وأزعجت أم صلال كثيراً في بحثه عن المربع، ولكن الخسارة نفسها أفادت المرخية كثيراً بالوقفة الأخيرة على نقاط القوة قبل التوجه لمباريات حاسمة في الجولة. وتعكس نتائج الجولة 13 من الدوري، درجات من القلق ستكون آثارها متواصلة على الفرق في قادم الجولات، وستكون الجولة المقبلة من أجل تصحيح المسار وتحسين الأوضاع في ترتيب جدول الدوري. أهم أهداف الجولة بتوقيع 4 لاعبين أسفرت الجولة 13 من الدوري، عن أهم الأهداف للفرق التي سجلت في توقيت مهم، وعلى رأسها هدف محسن اليزيدي، لاعب الأهلي، الذي أفلت الأهلي من الخسارة أمام الخور في الدقيقة الأخيرة من المباراة بالتعادل 2/2، تلاه هدف عبد الرازق حمدالله مع الريان في شباك الخريطيات، وهو الهدف الذي فلّ عزيمة الخريطيات في العودة للمباراة لتنتهي 4-2، وهو نفس الهدف الذي سجله لاعب الغرافة عمرو سراج في توقيت مشابه تماماً لتوقيت هدف حمدالله، ليقتل فرصة العودة في نفوس لاعب أم صلال وتنتهي المباراة بفوز الغرافة 4-2. ويبقى الهدف المهم في الجولة يحمل توقيع لاعب الوسط كريم بوضياف، وهو الذي قاد الدحيل للفوز على العربي والتأمين على الصدارة.;
مشاركة :