يجري تصويت جديد غداً، على الأرجح في مجلس الشيوخ الأمريكي للتوصل إلى اتفاق بين الجمهوريين والديموقراطيين حول موازنة الحكومة لإخراجها من الشلل. فبعد عام على تنصيب دونالد ترامب رئيساً، واجه الأخير أمس الأول، مشكلة شلل الحكومة الفيدرالية بسبب المفاوضات حول الموازنة الجارية في الكونجرس. وقال ترامب ساخراً في سلسلة تغريدات: «إنها الذكرى الأولى لرئاستي وأراد الجمهوريون تقديم هدية جميلة لي».بدأ العام الثاني من رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة مع توقف أنشطة الحكومة الأمريكية، في حين اجتمع مشرعون على أمل التوصل لحل وسط يتيح تمويل الوكالات الاتحادية في البلاد. وقالت متحدثة باسم ترامب في بيان، إن الرئيس لن يبدأ مفاوضات بشأن الهجرة لحين موافقة الديمقراطيين على إعادة عمل الحكومة. وقالت سارة ساندرز: «الرئيس لن يتفاوض بشأن إصلاح الهجرة إلى أن يكف الديمقراطيون عن المناورات ويعيدوا فتح الحكومة». وطلب من الموظفين في الدوائر الحكومية البقاء في منازلهم، أو في بعض الحالات العمل من دون أجر لحين إقرار تمويل جديد للمرة الأولى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2013 عندما حدث إغلاق مشابه دام 16 يوماً ولم يبق إلا على عمل الأجهزة الضرورية في الدولة.وأعلن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، مساء السبت، أنه يدعو إلى تصويت جديد بعد فشل تصويت الجمعة الذي أدى إلى شلل الحكومة، وقال في بيان: «أؤكد لكم أن التصويت سينجح اليوم إلا إذا كانت هناك رغبة في أن يتم قبل ذلك». في موازاة ذلك تظاهر مئات آلاف الأشخاص في واشنطن ونيويورك وشيكاغو في إطار «مسيرة النساء» التجمع الذي تحدى ترامب غداة تنصيبه.وفي الوقت الذي اجتمع فيه أعضاء الكونجرس، اعتبر الزعيم الجمهوري لمجلس النواب بول راين أن الديمقراطيين يتحملون وحدهم مسؤولية المأزق السياسي. وقال: «نقوم بأشياء غريبة في واشنطن. لكن ما حصل ضرب من الجنون». وهذا المأزق صعب لترامب الذي اعتبر نفسه ماهراً في التفاوض. وألغى ترامب زيارته المقررة في نهاية الأسبوع إلى ناديه الخاص في فلوريدا، حيث كان يفترض أن يحتفل بالذكرى الأولى لوصوله إلى البيت الأبيض خلال حفلة لجمع الأموال. ويعود الشلل الأخير للحكومة الفيدرالية إلى 2013 في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما ودام 16 يوماً.ويتوقع أن تظهر آثار الشلل، المشهد المتكرر في الحياة السياسية الأمريكية، اعتباراً من الاثنين في حال عدم التوصل إلى حل. وسيؤدي الشلل إلى بطالة تقنية تطال مئات آلاف الموظفين الفيدراليين «غير الأساسيين». وستخفض أنشطة عدة وكالات كخدمة الضرائب، لكن الأجهزة الأمنية لن تتأثر. وسيواصل 1,4 مليون عسكري أمريكي عملياتهم من دون تقاضي راتب.وقالت نويل جول الموظفة الفيدرالية في الخمسين من العمر التي شملتها البطالة التقنية في واشنطن: «لا يمكننا سوى الترقب.. إنه أمر مخيف». وفي نيويورك أقفل تمثال الحرية أمام الجمهور في نهاية الأسبوع. وأعلن نائب الرئيس مايك بينس، خلال محطة في شانون (إيرلندا) حيث التقى جنوداً أمريكيين: «هناك عسكريون أمريكيون يستعدون للتوجه إلى الكويت لستة أشهر وإنهم قلقون لعدم تقاضي رواتبهم على الفور. إنه أمر غير مقبول».ومن الآثار الجانبية الأخرى الممكنة لهذا الشلل، أعلن البيت الأبيض أن مشاركة ترامب في منتدى دافوس الاقتصادي منتصف الأسبوع المقبل غير مؤكدة. وكثف ترامب السبت اتصالاته الهاتفية مع كبار المسؤولين في الكونجرس لكن من دون أن يلوح في الأفق تقدم ملموس.من جهته، سخر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشارك شومر من صعوبة التفاوض مع رئيس «يبدل موقفه باستمرار». ويتهم ترامب المعارضة بتجاهل مصالح البلاد الأساسية، وغرد قائلاً: «الديمقراطيون أكثر قلقاً على المهاجرين غير الشرعيين منه على جيشنا، أو أمننا على حدودنا الجنوبية الخطيرة». ونقطة الخلاف الرئيسية هي مطالبة الديمقراطيين بإحراز تقدم حول تسوية أوضاع مئات آلاف المهاجرين غير الشرعيين الذين أتوا شباباً إلى الولايات المتحدة وألغي في سبتمبر/أيلول وضعهم المؤقت الذي منحته لهم إدارة الرئيس باراك أوباما. وعندما ألغى ترامب هذا البرنامج الذي سمح ل690 ألف شاب أوضاعهم غير شرعية بالعمل والدراسة بصورة شرعية، أمهل الكونجرس حتى مارس/آذار لإيجاد حل دائم لهؤلاء الأفراد. لكن أي خطوة لم تتخذ منذ هذا الوقت. (وكالات)
مشاركة :