فكرة ساذجة مهداة للأمم المتحدة ومجلس الأمن | شريف قنديل

  • 8/31/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

هل يمكن للأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يتوصّلا لآلية جديدة تقتلع الحكام الطغاة سريعاً كنزع السرطان من الجسد؟! هل يمكن للمنظمتين الدوليتين الأكبر في العالم أن يتوصّلا لطريقة تزيح كل طاغية وتضمن للأطفال والنساء بل للكبار والصغار حياة هادئة ووطناً مستقراً؟! قد يبدو هذا الاقتراح ساذجاً للغاية، لكن تجربتيَّ التدخل الأممي في أفغانستان والعراق تستدعي هذا الطرح! وبعبارة أوضح إن عربياً أو مسلماً واحداً لن يقبل أن تتحول سوريا -ما بعد نظام بشار- إلى أفغانستان جديدة، أو حتى إلى عراقٍ جديد.. لكن هذا العربي المسلم هالة ويهوله كل يوم ما يفعله نظام الرئيس بشار الأسد بنفسه وبشعبه وبوطنه العربي وأمته الإسلامية. سيقول لك المنافقون "للأنظمة القمعية طبعاً": إن هؤلاء الرؤساء إنما جاءوا بإرادة شعوبهم، ومن ثم فإن شعوبهم هي الأولى بإزاحتهم.. ولكن كيف تأتي الإزاحة وكل مقدرات وقدرات الدولة تذهب لتسليح هذا النظام أو ذاك بحيث يتحول في لحظة أو في سنة أو في سنوات لطاغية رسمي يقول: "أنا ومن بعدي الطوفان".؟! ولنفترض أن هذا الرئيس الذي كان "حبيب الملايين" والقائد الملهم "والدكتور الرئيس" والمهندس الرئيس و"المشير الرئيس"، و"زعيم الأمة" وقائد القارة جاء بإرادة أو برغبة الشعب ثم أصابه الغرور الذي هو مقدمة للجنون.. فما العمل؟! الشعب كله عاجز عن اقتلاعه والسلاح في يده مهدداً ومتوعداً بالمزيد والمزيد! هنا يبرز السؤال: وما العمل؟! التجربتان في أفغانستان، وفي العراق، بل، وفي ليبيا أيضا كانت من الضرورة بمكان، لكنها لم تتوج حتى الآن بأوطان مستقرة نتمنى أن نراها قريبا.. أتعرفون لماذا؟! لأن الهيئة "الأمم المتحدة" والمجلس "مجلس الأمن" يُفكِّران ويُفكِّران ويتلكآن ويتلكآن.. وأمريكا تستغرق في التفكير شهوراً وسنوات.. وروسيا تستهوي العناد في أمريكا طوال الشهور والسنوات.. وبموازاة ذلك تعبث الدولتان الكبيرتان وغيرهما من دول في حجم بريطانيا وفرنسا وبقية المنظومة المكونة لمجلس الأمن كُلٌّ حسب مزاجه ومصلحته. هذا يلعب مع البشتون وذاك مع الأوزبك.. هذا يلهو مع السنة وذاك مع الشيعة.. هذا يريد السلفيين وذاك يريد الإخوان.. هذا يميل إلى أحرار طرابلس وذاك مع ثوار بنغازي، شيئاً فشيئاً تنمو هذه القوى وتكبر ويحلو "الكرسي" في عينها، فتقول هي الأخرى: "أنا ومن بعدي الطوفان".. يتم إزاحة هذا الطاغية، فتستريح الشعوب وتبدأ في العمل والإنتاج قبل أن يستغل من في نفوسهم مرض؛ الأوضاع الطبيعية التي تلي مرحلة دامية من المعاناة، فيروّجون للتقسيم، وتصبح الفيدرالية هي الحل.. والانفصال هو الحل.. تنشأ جمهوريات ودويلات وإمارات متعددة الأسماء. "كان يا ما كان" شعب عربي يئن من طاغيته وشعوب تتفرج ومجالس عموم تُصوِّت في الخارج، وفضائيات تنقل على الهواء! "كان يا ما كان" جيش عربي قوي في العراق دحرجوه حتى دمروه، وجيش في السودان شغلوه بالحرب في الجنوب حتى ضيّعوه! وجيش في الجزائر أنهكوه في الأحراش والجبال حتى أمرضوه! وجيش في سوريا أداروا وجهته حتى أعموه! وجيش هو الأكبر في مصر يحاولون إغراقه. امتداداً لهذه السذاجة "إن شئت" في الطرح، هل أصبحت إسرائيل من المتقين حتى أنها الآن تُرزق من حيث لا تحتسب؟! أم أنها تحتسب وتحسب وتجمع وتطرح وتضرب في الصميم.. ليس بيدها ولكن بيد الرؤساء الطغاة.. وليس بجيشها وإنما بجيوش الرؤساء الطغاة.. وليس بجنودها، وإنما بجنود الرؤساء الطغاة.. وكأننا منخرطون في المهمة الكبرى، مهمة الحفاظ على أمن إسرائيل.. وجع في قلب إسرائيل! sherif.kandil@al-madina.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :