المتظاهرون ينددون بالتدخل الدموي لأذرع إيران العسكرية في سوريا ومساهمتها في قتل الشعب السوري، إضافة إلى تدخلها في شؤون اليمن ولبنان سعيا لضرب استقرار المنطقة.العرب [نُشر في 2018/01/22، العدد: 10877، ص(5)]شعارات تنتقد سياسة النظام وتحمله مسؤولية العزلة الإقليمية والدولية لندن – تظاهر المئات من المعارضين الإيرانيين أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية في لندن، احتجاجا على الممارسات التي يرتكبها النظام الإيراني. وردد المحتجون شعارات تنادي بإسقاط النظام في بلادهم، ووضع حد للخروقات التي يتعرض لها المتظاهرون المطالبون بالحرية والكرامة. وأدان المتظاهرون التدخل الدموي لأذرع إيران العسكرية في سوريا ومساهمتها في قتل الشعب السوري، إضافة إلى تدخلها في شؤون اليمن ولبنان، سعيا لضرب استقرار المنطقة. وبدأت المظاهرات في طهران احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار وانتشار الفساد، ما كشف عن حالة الاهتراء التي يسعى النظام السياسي الإيراني إلى إخفائها داخل خطاب شعبوي يتباهى بقوة البلاد ومناعتها. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بأن تكون “إيران أولا” لا غزة لا سوريا ولا اليمن ولا لبنان، حيث أكد مراقبون أن هذه الشعارات ليست مطلبية بل سياسية تنتقد سياسة النظام وتحمله مسؤولية العزلة الإقليمية والدولية التي تبعد إيران والإيرانيين عن التفاعل الطبيعي مع العالم. وسلطت هذه المظاهرات المجهر على حالة الغليان التي تتنامى داخل الشرائح الاجتماعية في إيران، ليس فقط بسبب الحالة الاقتصادية للبلاد، بل بسبب حالة القهر التي يعيشها الإيرانيون بمختلف قومياتهم جراء الاضطهاد الذي تمارسه السلطات بحق أي أصوات معارضة أو إصلاحية أو منتقدة لخيارات طهران السياسية في العالم. ولفت بعض خبراء الشؤون الإيرانية إلى أن التحركات الشعبية التي رفعت شعارات مطلبية تركز على شؤون العمل والأجور ومكافحة البطالة وإيجاد الوظائف، تخفي وراءها حوافز أعمق تتعلق بحراك الأقليات داخل البلاد. ويرى هؤلاء أن طهران ليست قلقة من رفع المتظاهرين للمطالب المعيشية التي يتحرك الناس من أجلها في بلدان العالم، لكن خشيتها تأتي من إدراكها الكامل لحجم الامتعاض الداخلي المتعلق بهيمنة الحرس الثوري الإيراني على مصير البلد بجانبيه الاقتصادي والسياسي.
مشاركة :