الأغا: عجز موازنة الأونروا يعود لأسباب سياسية وليست مالية

  • 1/22/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

جدد المتحدثون في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين في الدول العربية المضيفة في دورته ال99 والذى عقد اليوم في مقر الجامعة العربية، تأكيدهم ضرورة تقديم الدعم لتحسين أحوال اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف عنهم، كما أدانوا السياسات الإسرائيلية العدوانية بحق الشعب الفلسطيني.بدأ الاجتماع بقيام مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية المصرية السفير بهاء دسوقي بتسليم الرئاسة لرئيس وفد فلسطين زكريا الآغا، وبالتأكيد على أهمية تقديم الدعم والمؤازرة للاجئين والشعب الفلسطيني.واستعرض الدكتور الأغا في كلمته الافتتاحية أوجه الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتأثير التقليصات في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا على أوضاع اللاجئين في الدول المضيفة، خاصة القرار الذي اتخذته الادارة الأمريكية بتقليص مساهمتها الى حد كبير مما يهدد قدرة الوكالة الدولية على تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، معتبرا تقليص مساهماتها لميزانية الوكالة ووصولها في العام 2018 الى 60 مليون دولار بعد أن كانت في عام 2017 تقدر بأكثر من 350 مليون دولار، يمثل ضربة قاسية لخطط وكالة الغوث ويهدد مستقبل عملها، معربا عن آسفه لهذا الإجراء بالعجز المالي الذي انتهى به عام 2017 بلغ 49 مليون دولار والعجز المتوقع لعام 2018 يقدر بحوالي 150مليون دولار يضاف إليه مبلغ 300 مليون والتي كان من المفروض ان ترسلها الإدارة الأمريكية.وكرر الاغا مناشدته من خلال الجامعة العربية لجميع الإخوة العرب بأهمية الالتزام بتغطية النسبة 7.8% من ميزانيتها وسرعة تنفيذ هذا القرار من أجل إنقاذ الوكالة من الأزمة الخانقة التي تواجهها، مشيرا انه من الواضح ان العجز الذي يتكرر سنويا في موازنة الاونروا يعود لأسباب سياسية وليست مالية وذلك لتصفية الوكالة الدولية التي تمثل الشاهد الدولي على نكبة اللاجئين الفلسطينيين منذ سبعة عقود.وقال الأغا في كلمته، إننا ندعم عملية الإصلاح في وكالة الغوث التي تتضمن عدم اشتراط الممولين لاستثمار تمويلهم في مناطق عمليات أو برامج محددة، وعدم حرمان المستفيدين من برنامج JCP من مباشرة عملهم على الرغم من تعاقدهم لعدم توفر التمويل، وعدم تعطيل برنامج الغذاء بسبب التراجع الأمريكي عن التمويل، وعدم إلغاء الحسابات البنكية لنصف المستفيدين من المساعدات النقدية، وعدم تسريح العاملين دون تعيين آخرين بدلا منهم.وقال إن إقدام الإدارة الأمريكية على اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها غير مقبول لدى المجتمع الدولي لانه يمثل خرقا فاضحا لمبادىء الشرعية الدولية والقانون الدولي خاصة قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية بشأن القدس.وطالب الاغا، الأمم المتحدة خاصة مجلس الأمن بتنفيذ القرارات الخاصة بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي حتى يتسنى إقامة سلام عادل وشامل في المنطقة وضرورة اعادة الاعتبار للشرعية الدولية بتنفيذ إعلانها عدم شرعية القرارات الامريكية المنحازة وتأكيدها على قراراتها السابقة المتعلقة بالقدس والاستيطان واعترافها بفلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة فقد ان الاوان لاستصدار هذا القرار بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/ 19 الصادر في نوفمبر 2012 الذي منح فلسطين مكانة دولة مراقبة بالأمم المتحدة وسنعمل حتى الحصول على العضوية.وأكد أن سنوات الانقسام خلفت واقعا معقدا يتطلب وقتا وجهودا كبيرة للتغلب على الآثار المتراكمة خلالها ورغم العراقيل والتحديات فإننا نعول على إرادة شعبنا التي تصر على ان لا عودة عن إنجاح المصالحة والوحدة الوطنية وتحطيم الحصار الذي يفرضه الاحتلال.وتابع: قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع ومفتاح السلام وتتعرض لمحاولة التهميش وتطرح بعض الدول الغربية حلولا للتوطين تتنافى مع القرار 194، الذي ينص على حقهم بالتعويض والعودة.من جهته، قال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير سعيد أبوعلي، إن هناك تطورات خطيرة وغير مسبوقة تحيط بمنطقتنا العربية ومنها ما تواجهه القضية الفلسطينية من مخاطر جسام من خلال تصعيد حلقات تطويق حقوق الشعب الفلسطيني وخنف حلمه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وابرزها اعلان الرئيس الامريكي ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس وإعتبارها عاصمة لإسرائيل تدميرا ونسفا لآمال تحقيق السلام العادل والشامل.واكد أبوعلي في كلمته، أن قرار الرئيس الأمريكي مثل وأد لفرص تحقيق السلام وانفاذ حل الدولتين الذي تعمل سلطات الاحتلال على انهائه، بدلا من ممارسة دور الراعي والوسيط النزيه لعملية السلام، حيث أكد هذا القرار إنحياز إدارة ترامب التام لسلطة الاحتلال الاسرائيلي في تجاهل واضح وصريح لجميع حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، مؤكدا أنه لا سلام دون القدس عاصمة دولة فلسطين.وشدد أبوعلي، على أن لغة التهديد والابتزاز التي دأبت إدارة ترامب على انتهاجها مع دولة فلسططين ومنها التهديد بغلق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطيني الذي أطلقته الإدارة الأمريكية بتاريخ 12 نوفمبر 2017 لن يزيد الفلسطينيين إلا إصرارا على التمسك بمواقفهم وثوابتهم الوطنية والمضي قدما في نضالهم نحو تحقيق دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وما نصت عليه مبادرة السلام العربية.وأكد الأمين العام المساعد أن جامعة الدول العربية التي تتبنى الموقف الفلسطيني ستواصل عملها المنسق مع دولة فلسطين لحين تحقيق هدف الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية وهدف الأمة العربية جمعاء المتمثل بإقامة دولته المستقلة على خطوط 4 يونيو وعاصمتها القدس الشرقية، وفي هذا الاطار كانت مواجهة القرارات الأمريكية الظالمة وخاصة حيال القدس، مشددا على ضرورة أن تتوالى الجهود والتحركات العربية على كافة المستويات لمتابعة تنفيذ الآليات اللازمة للتصدي للقرارات الأمريكية وإبطال أثارها السياسية والقانونية وتأكيد الحقوق العربية والفلسطينية الثابتة التي أقرتها المواثيق والشرعية الدولية.ومن جانبه قال السفير دسوقي، إن ما تمر به القضية الفلسطينية من تحديات جسام يتمثل أهمها في اتخاذ الرئيس الامريكي ترمب قرار بتقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل الشهر الماضي وهو القرار الذي كان دافعا للحكومة الاسرائيلية لتكثيف ممارستها وسياستها الاستيطانية ومحاولات التغيير الديمغرافي والتاريخي للقدس.وأكد، ضرورة دعم وكالة الاونروا وتأمين سبل ومصادر تمويل مبتكرة لضمان قدرتها على خدمة اللاجئين ورعاية مصالحهم والإبقاء على حق العودة حيّا والتصدي بكافة السبل الى محاولات تصفية عملها والتأكيد على الموقف العربي الرافض لتوطين الاشقاء الفلسطينيين تأكيدا لحقهم في العودة إلى أراضيهم، مشددا ان القدس لها طابع مقدس وديني للمسلمين والمسيحيين ولكافة أتباع الأديان السماوية ولأنها حق لسكانها الأصليين لا يمكن التخلي عنه.وأضاف، أن مصر من خلال عضويتها في مجلس الأمن مساعيها مع كافة الدول للتأكيد على الوضعية القانونية لمدينة القدس وهو التحرك الذي اظهر اجماع دولي واسع النطاق يؤكد على مشروعية وقوة الموقف العربي وكلل الجهود العربية بمشروع قرار مجلس الأمن الذي أيدته 14 دولة وواجه فيتو أمريكي.وأوضح السفير دسوقي أن القضية الفلسطينية تحتل أولوية هامة في السياسة الخارجية المصرية والشعب المصري وان الوصول الى تحقيق حلم الفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو هدف لن تتوانى مصر عن مساعدة أشقائها الفلسطينيين لتحقيقه، مؤكدا أن مصر تؤمن بضرورة بل وحتمية إنهاء الانقسام الفلسطيني داعيا كافة الفصائل الفلسطينية الى تغليب المصلحة الوطنية العليا لإنهاء كافة الخلافات وتخطي المعوقات والعقبات التي تشوب إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وإعادة الوحدة الفلسطينية .يشار إلى أن جدول أعمال هذه الدورة يشمل، الهجمة الإسرائيلية التهويدية الشرسة ضد مدينة القدس وإعلان الرئيس الأمريكي ترمب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها، وقرار تقليص المساعدات الأمريكية لميزانية وكالة الغوث، كما سيبحث المؤتمر قضية اللاجئين الفلسطينيين ونشاطات وكالة الغوث الأونروا والأزمة المالية الخطيرة التي تواجهها، علاوة على مناقشة ملف الاستيطان الإسرائيلي، والهجرة اليهودية، وجدار الفصل العنصري، وموضوع التنمية في الأراضي الفلسطينية، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال.كما يستعرض المشاركون في الاجتماع جهود الأمانة العامة على المستوى الدولي لدعم الموقف الفلسطيني، اضافة الى بحث ومناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وآخر التطورات بشأن قيام الحكومة الاسرائيلية ببيع املاك اللاجئين الفلسطينيين والتصرف فيها.يشارك في هذا الاجتماع ممثلون عن الدول العربية المضيفة للاجئين ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمنظمة العربية للعلوم والثقافة ألكسو، والمنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة "أسيسكو".

مشاركة :