إنشاء مراكز لأبحاث النقل والمرور ظل مطلبا ملحا للعديد من الباحثين والدارسين في الجامعات السعودية حتى تقوم هذه المراكز بتقديم العديد من الدراسات الهادفة للحد من الحوادث المرورية. وقد أوصت دراسة علمية بضرورة إنشاء مراكز ومعاهد لأبحاث النقل والمرور في الجامعات السعودية لتقوم بعمل الأبحاث والدراسات العملية في مجال النقل، لمواجهة الحوادث المرورية. وشددت الدراسة على أهمية وضع استمارة بيانات أمنية مرورية وتوحيدها في جميع مناطق المملكة حتى يسهل جمع البيانات المطلوبة وعمل الدراسات المرورية ذات العلاقة، وإجراء دراسات مرورية بشكل مستمر في مختلف المجالات الهندسية والتعليمية والتنفيذية واقتراح الحلول المناسبة لها. بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين خبراء هندسة النقل أو هندسة المرور الموجودين في العديد من الجامعات السعودية وإدارات المرور المختلفة في إجراء الدراسات العلمية التي تهدف إلى تقليص نسبة الحوادث المرورية. وقدمت الدراسة التي أجريت بجامعة الملك عبدالعزيز لصالح مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية حول الآثار الاقتصادية المترتبة على الحوادث المرورية وسبل تقليصها، وهذه التوصيات ضمن توصيات أخرى تخص عدة جهات. وأشارت الدراسة إلى أن المصابين بسبب الحوادث المرورية يعانون بدرجة كبيرة مشكلات كثيرة يأتي في مقدمتها معاناة استعادة المصاب الذكريات الأليمة للحادث، والمعاناة من الاكتتاب والقلق، وعدم قدرة المصاب على التكيف مع المجتمع. مبينة أن هذه الأمور توضح بجلاء فداحة آثار الحوادث المرورية وضرورة تلافيها أو تقليصها على أقل تقدير، وتتسبب الحوادث سنوياً في إصابات لنحو 40 ألف شخص، بينما تسجل إعاقات متعددة تصل إلى 30% من عدد المصابين. وأظهرت نتائج الدراسة أن نحو 97% من الذين تعرضوا للحادث تطلبت إصابتهم نقلهم إلى المستشفى، ووفق الدراسة فإن ذلك يتطلب إجراء العديد من الفحوصات والمعالجات التي تكون لها تكاليف مالية باهظة يتكبدها المصاب أو أفراد أسرته أو الدولة، وعلى الجانب الآخر، وجد أن 3% فقط لم يتم نقلهم إلى المستشفى. مبينة أن أخطر ساعات اليوم بالنسبة لقائدي المركبات بين الساعة 12 ظهراً والسادسة مساء، على اعتبار أن 36% من الحوادث المرروية القاتلة تقع خلالها، ويعتقد أن سبب ذلك يعود إلى ارتفاع وتيرة حركة السير خلال هذه الفترة، خاصة أنها تصادف عودة الموظفين من أعمالهم إلى المنازل. وأوضحت الدراسة أن الشريحة الأكبر من الحوادث المرورية البسيطة بنسبة 43.5% وهي خلال الفترة من 6 صباحا إلى ما قبل 12 ظهراً، وتميل النسبة للانخفاض في الفترات الزمنية التالية حتى تصل الى أدناها خلال الفترة من 12 ليلاً إلى ما قبل 6 صباحاً، لكن الدراسة اكتشفت أيضاً أن الشريحة الأكبر من الحوادث المرورية لعينة المصابين 36.6% كانت خلال الفترة من 12 ظهراً إلى ما قبل 6 مساء وتليها الفترة 6 مساء إلى ما قبل12 ليلاً بنسبة قدرها 27.3% . يذكر أن شركة أرامكو السعودية كانت صاحبة المبادرة بإنشائها ورعايتها كرسيا خاصا بالسلامة المرورية بجامعة الدمام، الذي قام بعدد من الدراسات المعمقة في مجال السلامة المرورية منذ إنشائه عام 2012
مشاركة :