عوارض تنشق غازات سامة تصيب 21 مدنيا بعد قصف لقوات النظام قرب دمشق

  • 1/22/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أصيب 21 مدنياً بينهم أطفال اليوم الإثنين، بعوارض اختناق وضيق تنفس بعد قصف لقوات النظام على مدينة دوما المحاصرة شرق دمشق، رجحت مصادر طبية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن يكون ذلك ناجما عن غازات سامة احتوتها الصواريخ. وقتل تسعة مدنيين الإثنين جراء قذائف مصدرها الغوطة الشرقية، استهدفت موقفا للحافلات في حي باب توما، وفق الإعلام السوري الرسمي. في الغوطة الشرقية، أوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»، «أدى قصف صاروخي شنته قوات النظام على القسم الغربي من مدينة دوما، إلى انتشار دخان أبيض، تسبب بإصابة 21 مدنيا بحالات اختناق»، بينهم ستة أطفال وست نساء. ونقل المرصد عن السكان ومصادر طبية محلية، أن ظهور تلك الأعراض ناجم عن تنشق غاز الكلور السام، من دون أن يتمكن من تأكيد ذلك. وفي مستشفى نقل إليه المصابون، شاهد مراسل «فرانس برس»، عددا من الأهالي وأطفال يحملون رضعا ملفوفين بأغطية ويضعون لهم أقنعة أوكسيجين للتنفس، وكان بعضهم يبكي. وتوزع عدد من الفتيات الصغار والرجال من أعمار مختلفة داخل المشفى وهم يضعون أقنعة الأوكسيجين من أن يتمكنوا من كتمان سعالهم. وقال رئيس قسم الإسعاف في مستشفى ريف دمشق، وهو طبيب عرف عن نفسه باسم باسل، لـ«فرانس برس»، إن المصابين «يعانون من تهيج قصبي وضيق في التنفس واحمرار العينين». وأضاف، «ظهرت عليهم رائحة تشبه رائحة ماء الجافيل أو الكلور وتم نزع ملابسهم». وأورد المرصد السوري في 13 يناير/ كانون الثاني، أنباء عن هجوم مماثل لقوات النظام على أطراف مدينة دوما، تسبب «بسبع حالات اختناق». وقال المدير التنفيذي لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية كينيث روث تعليقاً على تلك الإصابات قبل أيام خلال مؤتمر صحفي في باريس، «دون أية مفاجأة، استأنف الأسد استخدامه للأسلحة الكيماوية.. تم استخدام غاز الكلور خلال الحصار المطبق على الغوطة الشرقية». وتعيش منطقة الغوطة الشرقية، التي تحاصرها قوات النظام بشكل محكم منذ العام 2013، ويقطنها نحو 400 ألف شخص، أزمة إنسانية خطيرة ويعاني سكانها من نقص يومي حاد في الغذاء والأدوية. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، اتهم محققو الأمم المتحدة مراراً النظام السوري باستخدام غاز الكلور أو غاز السارين في هجماته على المدنيين. وفي أبريل/ نيسان 2017، استهدف هجوم كيميائي بغاز السارين مدينة خان شيخون في ريف إدلب (شمال غرب)، ما أسفر عن مقتل 87 شخصا. واتهمت الأمم المتحدة، النظام بشن الهجوم، لكن دمشق نفت ذلك، مؤكدة تدمير ترسانتها الكيميائية. ودفع هذا الهجوم الولايات المتحدة إلى قصف قاعدة عسكرية سورية لاحقا. كما اتهم النظام باستخدام غاز الكلور في ثلاث بلدات في شمال سوريا عامي 2014 و2015. وحض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مجلس الأمن الدولي الخميس على استئناف الجهود لمعاقبة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية في سوريا بعد استخدام روسيا، حليف النظام، الفيتو في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بشأن مواصلة التحقيقات الدولية. وفي دمشق، أفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» نقلا عن مصدر في قيادة شرطة العاصمة، أن «مجموعات مسلحة تنتشر في عدد من مناطق الغوطة الشرقية استهدفت حي باب توما بالقذائف وسقطت إحداها على موقف للحافلات، ما أدى إلى استشهاد تسعة مدنيين وإصابة 21 آخرين بجروح بعضها بالغة». وغالبا ما تستهدف الفصائل في الغوطة الشرقية أحياء العاصمة بالقذائف. وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه في العام 2011، بمقتل أكثر من 340 ألف شخص، وبدمار كبير في البنى التحتية وفرار وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

مشاركة :