«بي بي سي» تكافح الأخبار الكاذبة وتعترف بصعوبة المهمة

  • 1/22/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد محمد أمين وسليمة لبال| أكدت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) انها شكلت فريقاً لرصد «الأخبار الكاذبة» لمواجهة الزيادة الملحوظة لمثل هذه الأخبار عبر الإنترنت في الآونة الأخيرة. ووفقاً لتقرير نشرته «الغارديان»، أبلغ جيمس هاردينغ رئيس هيئة قسم الأخبار والقضايا الراهنة في الهيئة، الموظفين، ان المؤسسة سوف تعزز التزامها بالتصدي لـ«الأخبار التي تتعمد التضليل». وقال ان مؤسسة «البحث عن الحقيقة» التي تم استخدامها للتحقق من صحة الأخبار خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركية ستتم الاستعانة بها بصورة دائمة وعلى نحو موسع، بينما يتولى فريق من المحللين التعاطي مع المعلومات الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأضاف ان «مؤسستنا لا تستطيع تغيير الإنترنت، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي ازاء محاولات نشر الأكاذيب». وأضاف: «سوف نقوم بالتحقق من القيم الأكثر شعبية في الفيسبوك وانستغرام وغيرهما، حيث نرى أكاذيب ومحاولات تضليل متنكرة باسم الأخبار، وسوف نقوم بنشر الحقائق». وقد أثار الانتشار السريع للأخبار الكاذبة التي لم يتم التحقق منها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك أخيراً، أسئلة ملحة حول مستقبل هذه الوسائل، وكانت فيسبوك قد كشفت في ديسمبر الماضي، عن تدابير جديدة تتيح للمستخدمين الابلاغ عن قصص يعتقدون انها غير صحيحة. وقد اتهم الرئيس ترامب في مؤتمر صحافي أخيراً «سي ان ان» بانها تنشر أخباراً زائفة ورفض الاجابة عن أسئلة من مراسل القناة. ويقول البروفيسور تشارلي بيكيت من قسم الإعلام والاتصالات في جامعة لندن للاقتصاد، انه في حين ان الخطط الجديدة لهيئة الاذاعة البريطانية تعتبر خطوة ايجابية، فانها لن تكون قادرة على وقف التدفق المستمر للأخبار الزائفة على المدى الطويل. تحوّل استراتيجي ويؤكد «ان مبادرات من هذا القبيل ستكون مفيدة، انها جزء من التحول الاستراتيجي لـ«بي بي سي»، ويفترض ان تحل مشكلة وحدات الأخبار التي يتعين عليها التحقق من صحة الأخبار بنفسها، وقد حاولت القناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني ان تفعل شيئاً مماثلاً، وكذا المؤسسات المبتدئة في هذا المجال، ومن المهم ان تتخذ مختلف وسائل الإعلام إجراءات لمكافحة التضليل». واستطرد بيكيت «ولكن المشكلة مع الأخبار الكاذبة هي ان الكثير من مستخدمي شبكة الإنترنت لا يهمهم ان كانت الأخبار صحيحة أو وهمية، وانهم قد يجدونها مسلية، مما يجعل من الصعب القضاء على هذه الظاهرة تماماً، كل ما يمكنك فعله حقاً هو اعطاء الناس الذين يريدون تجنب الأخبار الكاذبة، الأدوات الصحيحة للقيام بذلك، وتزويدهم بالأخبار الصحيحة، وهذه هي نقطة الانطلاق». وتعتزم «بي بي سي» أيضاً تكليف جهة مختصة بمزيد من التحليل المتعمق وتكريس صحافة قائمة على المعلومات الصحيحة والتي وصفها هاردينغ بـ«الأخبار البطيئة». وأشار إلى ان «القواعد العادية تعطلت بسبب تراجع نمو قطاع الإعلام واختلال توازن الفرص، والابتكار التكنولوجي الذي حفز التغيير السلوكي، وانعدام الأمن الوظيفي، وسياسات الهوية التي حلت محل الأحزاب القديمة وأججت خطاب العزل»، نحن بحاجة أيضاً إلى شرح دوافع الأخبار، نحن بحاجة إلى أخبار باردة، وأخبار أكثر عمقاً، تعتمد على البيانات والتحقيقات والتحليلات والخبرات، لمساعدتنا على فهم العالم الذي نعيش فيه. وتشمل خطط هيئة الاذاعة البريطانية أيضاً إنشاء شبكة خبراء من خلال الاعتماد على الموظفين في مختلف قطاعات المؤسسة وإقامة ما يمكن تسميته بــ«وحدة الاستخبارات» داخل أروقة المؤسسة.

مشاركة :