«واشنطن بوست» تعود لتزدهر بفضل التكنولوجيا

  • 1/22/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد محمد أمين وسليمة لبال| حققت صحيفة الواشنطن بوست نجاحات باهرة خلال عام 2017، حيث تضاعف عدد مشتركي الطبعة الإلكترونية مرتين في ظرف عام واحد، بينما تضاعف ثلاث مرات منذ 2015، وأما مداخيلها من الإعلانات فقد بلغت مستويات قياسية. وأكدت الإدارة المالية للجريدة ان قطاع الإعلانات الرقمية بات يجلب أكثر من 100 مليون دولار سنويا. وقال تقرير لصحيفة «لوفيغارو» انه وبفضل هذه النتائج الجيدة استفادت «اليومية» التي يملكها جيف بيزوس، الرئيس المدير العام لشركة أمازون، وستواصل الاستثمار. ففي ظرف عام واحد، ارتفع عدد صحافيي الجريدة من 700 إلى 800 صحافي، وستواصل الصحيفة توظيف المزيد من المختصين في التسويق والهندسة. وفي هذا الشأن يقول مدير عام «واشنطن بوست» فريد رايان: «سنقوم بتوسعة مقراتنا حتى نستعد جيدا للنمو القادم». ويبدو هذا مؤشرا قويا جدا في الوقت الذي تعتمد فيه صحيفة نيويورك تايمز الى تفنيش محررين ومصورين وتسعى لتقليص مساحة مكاتبها في منهاتن. ويفسر نجاح الواشنطن بوست بنوعية مقالاتها. فالجريدة فازت بجائزت «البولايترز» نظير تغطيتها لحملة دونالد ترامب، كما كانت ايضا مصدر الكثير من الأخبار الحصرية، لا سيما السبق بشأن تورط الروس في الانتخابات الرئاسية الأميركية. كما أن اليومية تتنافس بشكل صحي مع نيويورك تايمز ما سمح لها بتعزيز شهرتها والفوز بمشتركين جدد. ويقول المدير العام للصحيفة ان صحافيي الواشنطن بوست يظهرون في المعدل 800 مرة شهريا في القنوات الاخبارية. ويشكل هذا دفعا كبيرا للجريدة التي كانت تعاني من مصاعب جمة قبل عشر سنوات. رهان على التكنولوجيا تملك الواشنطن بوست حلا سحريا يكمن في نظام تكنولوجي اعتمدته، وهو أداة نشر متعددة المهمات تقوم بإنشاء صفحات انترنت وإدارة فيديوهات وتطبيقات وأدوات لقياس المقروئية. وقد تم اعتماد هذا النظام في 2013. وأما الهدف المنشود منه فكان تقليص مدة تحميل الموقع حتى يتشجع القارئ لتصفح المزيد من الصفحات والتعرض أكثر للإعلانات. وبعد نجاح التجربة قررت واشنطن بوست تسويق هذا البرنامج لوسائل الاعلام الأخرى، حيث يستخدم حوالي 50 موقعا على الانترنت نظام «آرك بابليشينغ»، من بينها مواقع لصحف كبرى مثل لوس انجلوس تايمز وغلوب اند مايل في كندا وأنفوبي في الارجنتين. وقد لاحظت جميع المواقع ارتفاعا كبيرا في عائداتها الإعلانية بعد استخدام هذا النظام. لم تفصح بعد الواشنطن بوست عن مداخيلها من نظام «آرك»، لكنها تهدف الى جني 100 مليون دولار سنويا على الأقل. ويمكن لمصدر المداخيل هذا، الذي لا تملكه الصحف المنافسة، ان يصبح أحد أعمدة الجريدة بعد أن جفت منابع الإعلانات نسبيا. وكان جيف بيزوس قد أعلن عن هذا الرهان حين اشترى الجريدة في 2013. ففي عهده اصبحت الواشنطن بوست أكثر من جريدة، لقد اصبحت مؤسسة تكنولوجيا.

مشاركة :