رأس الخيمة - عدنان عكاشة قال عنه أقاربه وأحباؤه: إنه لم يمش إلا في الخير، الذي كان يحبه ويسعى فيه، حتى باتت سيرته حسنة محمودة بين الناس، ولم تكن "الابتسامة" تفارق محياه، الذي تغلب الطيبة والبساطة على قسماته. هو شهيد الإمارات العريف أول (عبد الله محمد أحمد الدهماني)، حوالي 37 عاما، من أبناء بلدة "الحويلات"، المجاورة لبلدة المنيعي، نحو 120 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة رأس الخيمة. الشهيد الشاب، أحد جنود الإمارات البواسل، متزوج، وأب ل 4 أبناء، ولدان (حميد) 13 عاما، و(زايد) 11 عاما، وابنتان هما (حور) 3 أعوام، التي دخلت لتوها "الروضة"، و(المها) عامان. والدة الشهيد (أبو حميد)، الذي ولد عام 1981 م، على قيد الحياة، تعاني المرض والتقدم في العمر، وهي في حالة صحية صعبة، وفق وصف أفراد من العائلة، في حين فارق والده الحياة قبل سنوات، له 9 أشقاء، 8 رجال وبنت واحدة. أحمد الدهماني، الشقيق الأكبر للشهيد، يبلغ 50 عاما، قال: إن (عبد الله) السادس بين أشقائه في العمر، درس حتى الصف الحادي عشر في مدارس منطقة المنيعي وما جاورها من قرى وبلدات صغيرة، وتخرج من مدرسة المنيعي الثانوية للبنين. أحمد الدهماني قال عن شقيقه، الذي استشهد خلال عملية إعادة الأول على الأراضي اليمنية، ضمن صفوف أبطال قواتنا المسلحة: إنه كان مبتسما دائما، يحمل ابتسامته وتفاؤله وطيبته أينما حل وذهب، طيب، رجل خير، بار بوالديه، يتسم بالشهامة والشجاعة ويحب مد يد العون والمساعدة للآخرين. وأكد الدهماني أن شهادة شقيقه دفاعا عن الوطن وكرامته ومكتسباته في ساحات العزة والشرف والكرامة، وسام عز يطوق العائلة بأكملها، جاء في سبيل نصرة الحق والشرعية والدفاع عن المظلوم وطاعة ولي الأمر، لنا الفخر والاعتزاز بشهادته دفاعا عن وطنه، مشددا "لن يزيدنا رحيل شقيقي إلا إصراراً وثباتاً على الحق". وقال: إن شقيقه أقسم ألا يعود الا شهيد أو منتصرا، وهو ما حققه الآن ونال مبتغاه، وبر بقسمه، لينضم إلى "قافلة شهداء الإمارات"، مؤكدا أن وطنا كالإمارات وشعبا كأبنائها وقيادة كقيادتها يستحقون منا كل غال ونفيس، ولا تعز عليهم دماؤنا ولا أرواحنا. وأكد أن كافة أفراد عائلة الشهيد على أهبة الاستعداد لاستكمال مسيرته، هو ورفاقه ممن سبقوه على درب الشهادة والتضحية، ماضون وراء قيادتنا الرشيدة تلبية لواجب الوطن وندائه، دفاعا عن أمنه واستقراره ورخائه. وبين أحمد الدهماني أنه تواصل مع شقيقه الشهيد للمرة الأخيرة عصر اليوم، الذي فارق فيه الحياة شهيدا، بعد أن اتصل الشهيد (عبد الله) ليطمئن على والدته ووضعها الصحي، فيما كان متفائلا جدا. علي بن سعيد الدهماني، مسؤول منطقة المنيعي في رأس الخيمة، قال عن شهيد المنطقة، الذي عرفه عن قرب: إنه من خيرة الشباب من أبناء هذا الوطن الطيب المعطاء، تحلى بسمعة طيبة، عرف وتميز بها بين أهالي القبيلة والمنطقة إجمالا، من أجمل ما فيه احترامه وتوقيره وطاعته للكبار. سعيد عبد الله الدهماني، من جيران "شهيد الحويلات" وأحد أبناء قبيلته، وصفه بصاحب الأخلاق الحميدة، وواحد من أهل الكرم، رجل بمعنى الكلمة، تجده بجانبك في الرخاء والشدة، ولا يتوان عن مساندة أهله وأصدقائه و"ربعه" عند الضيق، مشيرا إلى أن لقاءاته وذكرياته، التي جمعته ب"شهيد الوطن" أعواما طويلة، كانت غالبا في نهاية الأسبوع والإجازات والمناسبات الرسمية، في ربوع منطقتهما "الحويلات"، لاسيما يومي الخميس والجمعة، في ظل عملهما طوال الأسبوع في العاصمة أبوظبي. سعيد الدهماني اختصر طباع وشيم صديقه (عبد الله) بأنه كان مثالا للذوق والاحترام والأخلاق الطيبة، ولم يمش إلا في الخير ومن أجله.
مشاركة :