واشنطن/برلين - حث البيت الأبيض تركيا الاثنين على ضبط النفس بعد أن شنت القوات التركية حملة عسكرية في منطقة عفرين السورية وحذر من أن الحملة قد تؤدي إلى تفاقم أزمة إنسانية وتؤدي إلى توتر منطقة كانت مستقرة، فيما أعربت ألمانيا عن قلقها من التداعيات الانسانية للتصعيد التركي. وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض في إفادة صحفية "نحث تركيا على ضبط النفس في تحركاتها العسكرية وكلامها وضمان أن تكون عملياتها محدودة في النطاق والمدة وضمان استمرار المساعدات الإنسانية وتجنب سقوط ضحايا مدنيين". وأجرى وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل اتصالا هاتفيا الاثنين بنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو ليعبر عن القلق من التداعيات الإنسانية المحتلة على المدنيين جراء التصعيد في شمال غرب سوريا. وقال مسؤول بالوزارة إن المسؤولين اتفقا على أن العملية السياسية السورية ينبغي أن تستمر بشكل مكثف. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين، إنه لن يكون هناك "تراجع" عن تحرك تركي جوي وبري عبر الحدود يهدف إلى سحق مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تسيطر على منطقة عفرين. وتعرض غابرييل لانتقادات نواب من المعارضة بسبب عدم تحدثه في وقت مبكر عن ذلك. وقد يكون من شأن المخاوف الألمانية بشأن تقدم تركيا والأنباء المتداولة عن استخدامها دبابات ألمانية الصنع تعقيد تقارب ناشئ بين الحليفين العضوين في حلف شمال الأطلسي، والذي بدأ عندما التقى غابرييل وتشاووش أوغلو في ألمانيا الشهر الحالي. واستأنف البلدان الأسبوع الماضي المشاورات الحكومية الثنائية التي جرى تعليقها بعد اعتقال أنقرة الصحفي الألماني التركي دينيز يوجيل في فبراير/شباط عام 2017، على الرغم من أن قضية يوجيل ما زالت أحد المنغصات الأساسية للعلاقات بين الجانبين. وقالت أجنيشكا بروجر وهي عضو في البرلمان عن حزب الخضر، إن العملية العسكرية التركية تظهر الأثر المدمر الذي قد تسببه مبيعات الأسلحة الألمانية إلى الخارج. وأبلغت صحيفة هايلبرونر شتيمه قائلة "الوقف الفوري لجميع صادرات الأسلحة إلى تركيا تجاوزه الزمن بكثير. هذا الموقف المتفاقم يجب أن يكون صيحة لإيقاظ الحكومة الألمانية". وأكد مسؤولون ألمان الاثنين أن تركيا اشترت أكثر من 750 دبابة من ألمانيا خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي وفي العقد الأول من القرن الحالي لكنهم قالوا إنهم لا يملكون معلومات عن استخدام الدبابات في سوريا غير الصور الفوتوغرافية التي تتداولها وسائل الإعلام. وامتنعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا أديبار عن التعليق على التقرير الذي نشرته مجلة دير شبيغل عن أن ألمانيا تتجه إلى الموافقة على طلب قدمته تركيا لشركة راينميتال لتحديث وتطوير دباباتها من طراز ليوبارد. وأبلغ غابرييل الصحفيين بعد اجتماعه مع تشاووش أوغلو بأن مبيعات الأسلحة الضخمة لتركيا ستظل مقيدة حتى يتم حل قضية يوجيل، لكنه ألمح إلى أن برلين ستراجع طلب أنقرة إضافة معدات حماية للدبابات التي بحوزتها الآن. وتريد تركيا تعزيز قوة دباباتها ضد العبوات الناسفة والألغام وتسعى أيضا للحصول على نظام استشعار لحمايتها من القذائف المضادة للدبابات.
مشاركة :