قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين إن المعارك المستمرة منذ ثلاثة أيام في إطار عملية "غصن الزيتون" العسكرية التركية في منطقة عفرين السورية، أدت لمقتل 19 عنصرا من فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا من جهة، و29 عنصرا من الوحدات الكردية من جهة أخرى. أسفرت المعارك المستمرة منذ ثلاثة أيام في منطقة عفرين بشمال سوريا عن مقتل 54 مقاتلا من فصائل المعارضة السورية القريبة من أنقرة من جهة، وأيضا من المقاتلين الأكراد في المقابل، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. ويتوزع القتلى وفق المرصد، بين 19 عنصرا من فصائل المعارضة السورية المشاركة في الهجوم التركي على عفرين قضوا خلال المعارك، مقابل 29 من الوحدات الكردية قتلوا خلال الاشتباكات والغارات التركية. كما أفاد عن وجود جثث لتسعة مقاتلين آخرين مجهولي الهوية. وأعلن الجيش التركي مساء الاثنين مقتل أول جنوده في اليوم الثالث للهجوم الذي يشنه على أهداف كردية في شمال سوريا. وأفاد الجيش في بيان أن "أحد جنودنا الأبطال سقط شهيدا خلال اشتباكات" مع مسلحين أكراد من وحدات حماية الشعب في جنوب شرق مدينة غلبابا الحدودية التركية في منطقة كيليس. ويشن الجيش التركي منذ السبت هجوما جويا وبريا في شمال سوريا ضد فصائل كردية تعتبرها أنقرة "إرهابية"، لكنها حليفة الولايات المتحدة التي تحارب تنظيم "الدولة الإسلامية". وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية فرعا سوريا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض مواجهة مسلحة في جنوب شرق تركيا منذ أكثر من 30 عاما. وتأتي عملية "غصن الزيتون" إثر إعلان التحالف الدولي أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرق سوريا، مشكلة خصوصا من مقاتلين أكراد ما أثار غضب أنقرة. أردوغان: لن نتراجع! وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين "عدم تراجع" بلاده في عمليتها العسكرية على فصيل كردي في منطقة عفرين في شمال سوريا مضيفا أن العملية تجري "بالتوافقمع " موسكو. وصرح أردوغان في اجتماع نقله التلفزيون في أنقرة "نحن مصممون، فمسألة عفرين سيتم حلها، ولن نتراجع.تحادثنا بهذا الشأن مع أصدقائنا الروس، ونحن متفقون". وأكد أردوغان أن "عملية عفرين ليست موجهة ضد إخواننا الأكراد. إنها عملية لمكافحة المنظمات الإرهابية"، مضيفا أن "عملية عفرين ستنتهي ما أن تحقق أهدافها". كما انتقد الولايات المتحدة التي واصلت العلاقات الثنائية معها التدهور في الأشهر الأخيرة. وأضاف أن "أمريكا تقول لنا يجب أن تكون العمليةمحدودة زمنيا، وألا تطول كثيرا (...) كيف تجرؤون على قول ذلك لنا؟"، متابعا "سنغادر بعد نهاية العمل، وليس في نيتنا البقاء". وتأتي هذه التصريحات بعد تعبير عدد من الدول وبينها فرنسا، عن القلق من فتح جبهة جديدة في النزاع السوري. وأعربت روسيا عن "قلقها" حيال بدء هجوم تركيا ودعت إلى "ضبط النفس". "وقالت وزارة الدفاع الروسية إن العسكريين الروس غادروا منطقة عفرين "لمنع استفزازات محتملة وجعل حياة العسكريين الروس في منأى من أي تهديد". الأكراد يعولون على دعم واشنطن! وقالت وحدات حماية الشعب الكردية من جهتها إن "روسيا تتحمل مسؤولية هذه الهجمات، بقدر تحمل تركيا لهذه المسؤولية". ودعت قوات سوريا الديمقراطية التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أبرز داعميها في الحرب ضد الجهاديين، إلى "الاضطلاع بمسؤولياتهبعد الهجوم التركي على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا. وقال المتحدث الرسمي كينو غابرييل في بيان تلاه خلال مؤتمر صحفي عقدته قيادة هذه القوات في مدينة عين عيسى (شرق)إن "التحالف الدولي، شريكنا في مكافحة الإرهاب والذي خضنا سوية معارك مشرفة لدحره(..) وشارف على إعلان النصر النهائي، يعلم بكل جلاء إن التدخل التركي جاء لإفراغ هذا النصر من مضمونه". وشدد على أن "التحالف مدعو للاضطلاع بمسؤولياته تجاه قواتنا وشعبنا في عفرين". وتستهدف الطائرات والمدفعية التركية منذ السبت قرى عدة في منطقة عفرين، ما أدى الى مقتل 22 مدنيا بحسب المرصد، فيما قتل مدنيان اثنان جراء قذائف أطلقها المقاتلون الأكراد على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة قرب أعزاز. لكن أنقرة تؤكد أنها لم تستهدف إلا "إرهابيين "متهمة وحدات حماية الشعب الكردي بممارسة "دعاية بلا معنى وإطلاق أكاذيب لا أساس لها".وتؤكد أنها توقع الخسائر في صفوف المقاتلين الأكراد. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 22/01/2018
مشاركة :