تتوالى ردود الفعل الدولية وأغلبها تبدي القلق بخصوص الهجوم التركي على عفرين شمال غرب سوريا فيما تواصل تركيا عملياتها التي أطلقت عليها "غصن الزيتون" مستهدفة وحدات حماية الشعب الكردية حسب ما أعلنت. أعرب وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون اليوم الاثنين (22 كانون الثاني/ يناير 2018) عن "قلقه" إزاء حملة الجيش التركي في شمال سوريا، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس في النزاع. وأدلى تيلرسون بتصريحاته في لندن: وقبل بدء لقاء مع نظيره البريطاني بوريس جونسون صرح تيلرسون أن "الولايات المتحدة في سوريا لدحر داعش". و أضاف "فعلنا ذلك مع ائتلاف شركاء وقوات سوريا الديموقراطية (التي يشكل الأكراد مكونها الرئيسي) لذلك نشعر بالقلق بشأن الحوادث التركية في شمال سوريا". و أضاف تيلرسون أنّه يطالب "الطرفين بضبط النفس" للتقليل من الضحايا المدنيين. وقال "نعترف بالكامل بحق تركيا المشروع في حماية مواطنيها من عناصر إرهابية قد تسعى إلى شن هجمات على المواطنين الأتراك في الأراضي التركية انطلاقا من سوريا". وتابع أنه يتحاور مع أنقرة ومع قيادة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا على أمل "معالجة المخاوف الأمنية المشروعة لدى الأتراك". كما حث البيت الأبيض تركيا على ضبط النفس وحذر من أن الحملة قد تؤدي إلى تفاقم أزمة إنسانية وتؤدي إلى توتر منطقة كانت مستقرة. وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض في إفادة صحفية "نحث تركيا على ضبط النفس في تحركاتها العسكرية وكلامها وضمان أن تكون عملياتها محدودة في النطاق والمدة وضمان استمرار المساعدات الإنسانية وتجنب سقوط ضحايا مدنيين". من جانبه اعتبر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الوضع الراهن "شديد الصعوبة". مضيفاً "من جهة نفهم أن الأكراد لعبوا دورا حيويا في أخذ زمام المعركة من داعش والجميع يقدر ذلك (...) من جهة أخرى، نفهم أن لتركيا مصلحة مشروعة في حماية حدودها". ألمانيا والنمسا من جانبهما، أعلنتا عن قلقهما بشأن الهجوم العسكري التركي على قوات حماية الشعب الكردية في عفرين. جاء ذلك خلال اجتماع على مستوى وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وقال وزير الدولة لشؤون أوروبا بوزارة الخارجية الألمانية ميشائل روت اليوم الاثنين: "لا يسعنا في هذا الشأن سوى مناشدة جميع الأطراف: إننا لسنا بحاجة لتصعيد هنا، لا زلنا بحاجة للحوار"، لافتا إلى أنه لهذا السبب تجري الحكومة الاتحادية حوارا مع الشركاء الأتراك. في نفس السياق، دعت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل أيضا لإجراء مباحثات على طاولة المفاوضات، وقالت إنه لا يمكن حل مثل هذه الأشياء "في ساحة المعركة". أما يوهانس هان مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار فقد أشاد بمبادرة فرنسا التي تهدف لمناقشة الموضوع في مجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة، مؤكداً أنّ من المهم أيضا ضمان إمكانية الوصول إلى منطقة النزاع بالنسبة لمنظمات الإغاثة. وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عبرت بدورها عن "قلقها الشديد" إزاء العملية العسكرية التركية ضد الأكراد في شمال سوريا. وقالت موغيريني خلال مؤتمر صحافي في بروكسل "أنا قلقة جدا"، مضيفة أنّها ستطلب لقاء الوزير التركي للشؤون الأوروبية عمر جيليك "للبحث في المسألة". م.م/ ع.ج (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
مشاركة :