أعلنت روسيا، أمس، أنها وجهت دعوات لقائمة المشاركين في مؤتمر حول سوريا في «سوتشي»، بمن فيهم ممثلون عن الأكراد السوريين، على الرغم من الهجوم التركي ضد «وحدات حماية الشعب الكردية» شمالي سوريا، واتهمت واشنطن بتشجيع النزعة الانفصالية للأكراد، فيما جددت الخارجية التركية، تأكيدها رفض مشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في المؤتمر، في حين هاجمت «وحدات حماية الشعب الكردية»، روسيا بشدة، واتهمتها بالخيانة، والقيام بعمل لا أخلاقي؛ بعد سحب قواتها من عفرين، وترك سمائها مفتوحة أمام الطائرات التركية.وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إن «ممثلين من الأكراد هم على لائحة السوريين الذين ستوجه لهم الدعوة للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي ينعقد في «سوتشي» الأسبوع المقبل». ومن المقرر عقد المحادثات في 29 و30 يناير/كانون الثاني. وأضاف لافروف، أن الأكراد السوريين يجب أن يلعبوا دوراً في «العملية السياسية المستقبلية»، في حين أكدت الرئاسة الروسية، أنها تراقب عن كثب العملية العسكرية التركية ضد منطقة عفرين، وقالت، إنها على اتصال بالقيادتين التركية والسورية. وقال لافروف للصحفيين، إنه «يجب ضمان هذا الدور حتماً»، مؤكداً أنه يتعين على جميع المجموعات العرقية احترام سيادة البلاد ووحدة أراضيها.من جهة أخرى، اتهم لافروف، واشنطن بتشجيع النزعة الانفصالية لدى الأكراد. وقال: «إن واشنطن شجعت وتشجع بشكل نشط النزعة الانفصالية لدى الأكراد»، وأضاف: وتتجاهل الطبيعة «الحساسة» للمسألة، وقال: «هذا الأمر هو إما عدم فهم للوضع أو استفزاز عن إدراك تام». ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر في الخارجية التركية قولها: «أكدنا مجدداً رفضنا القاطع لمشاركة تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي/حزب العمال الكردستاني، ومن يمت إليه بصلة في مؤتمر الحوار الوطني السوري بمدينة سوتشي الروسية». ونفى صحة «ادعاءات تفيد بإعطائهم تعهدات لروسيا باقتصار العمليات العسكرية للجيش التركي ضد التنظيمات الإرهابية على منطقة عفرين فقط». ومن جانبها، نقلت وسائل إعلام روسية عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله لوسائل الإعلام: «نتابع عن كثب تطور العملية، ويقوم ممثلون عن روسيا بالاتصال مع كل من القيادة السورية والقيادة التركية، بما في ذلك حول هذه القضية». يأتي هذا بالتزامن مع هجوم حاد شنه القائد العام ل«وحدات حماية الشعب» الكردية السورية سيبان حمو على روسيا؛ حيث قال: «روسيا بسياساتها ووقوفها إلى جانب تركيا، باتت في الخندق المعادي لشعبنا، كانت لدينا بعض الاتفاقات مع روسيا؛ لكن في ليلة وضحاها ضربت روسيا بهذه الاتفاقات عرض الحائط وخانتنا»، في إشارة إلى عدم تدخل روسيا لدى تركيا للحيلولة دون عمليتها العسكرية ضد منطقة عفرين، التي يسيطر عليها المسلحون الأكراد شمالي سوريا. في غضون ذلك، تسلمت مصر، أمس، دعوة رسمية من روسيا لحضور «مؤتمر سوتشي»، وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن مصر تسلمت الدعوة من الجانب الروسي لحضور المؤتمر، المقرر عقده في روسيا نهاية الشهر الجاري. كما أعلنت وزارة الخارجية العراقية، أنها تسلمت دعوة روسية للمشاركة في المؤتمر. إلى ذلك، اعتصم مئات من المواطنين الأكراد، أمس، أمام السفارة الروسية في كورنيش المزرعة، في بيروت احتجاجاً على الدور الروسي في قضية عفرين في سوريا.وتسبب الاعتصام بزحمة سير خانقة، وتحويل السير على خط واحد، وعملت القوى الأمنية على حفظ الأمن والنظام منعاً لحصول أي إشكالات. (وكالات)