الجديد الذي تطرحه رواية "ذاكرة الجسد" في علاقة الأنا بالآخر هو خروجها عن نموذج الرواية العربية التي طرحت نفس الموضوع، فمنذ "عصفور من الشرق" "لتوفيق الحكيم" مرورا "بالحي اللاتيني" "ليوسف ادريس" ثم "موسم الهجرة إلى الشمال" "للطيب صالح" حيث يشكل فضاء الهناك فضاء التقدم والتعالي ويشكل فضاء الهنا فضاء الدونية التاريخية، والتنقل نحو فضاء الهناك معناه التنقل نحو فضاء الآخر المتقدم، فإن "أحلام مستغانمي" لم تلتفت إلى هذه المفاضلة، ولم تجعل من خالد ذلك البطل المنبهر بالغرب كما أبطال الروايات السابقة. وإذا كان "مصطفى سعيد" هاجر إلى الغرب "لإثبات فحولة الشرق أمام أنوثة الغرب"، فإن رواية "ذاكرة الجسد" تقلب المعادلة، فـ "خالد"، يرحل إلى فرنسا لا ليمتلك الغرب جنسيا، ولكن ليمتلك الأنا العربي في شخص "حياة" في فضاء الهناك. د. أحمد بوغربي – ناقد مغربي
مشاركة :