كان "الفريق المعجزة" النمساوي قد قضى على بواعث التفاؤل الإيطالي. وكان الرأي العام قد حكم على مدرب الأزوري بالاقتصار على الكتابة عن كرة القدم في صحيفة لا ستامبا بدلاً من وضع استراتيجيات للحد من خطورة ماتياس سيندلار ورفاقه. بيد أن فيتوريو بوتزو لم يكن من النوع الذي يستسلم بسهولة. فقد أقنع حارساً متقدماً في السنّ بتأجيل اعتزاله. كما أقنع سكّيراً عاطلاً عن العمل بتغيير قنينة الويسكي ولعبة البوكر بالعمل الجاد لتحسين لياقته البدنية. وطلب من لاعبين اثنين متخاصمين تقاسم غرفة واحدة لمدة شهرين. نستعرض هنا أبرز الإحصائيات المذهلة والمظفرة التي سجلتها إيطاليا في نهائيات كأس العالم FIFA في نسختي 1934 و1938. 210 دقيقة في غضون 24 ساعة هي المدة التي لعبها 7 إيطاليين و4 أسبان في إيطاليا 1934، وهو ما لم يفعله لاعب كرة قدم آخر في تاريخ كأس العالم. استهلّ منتخبا الأزوري ولاروخا مباراة الحسم في الدور ربع النهائي، والتي فاز بها البلد المضيف بنتيجة 1-0، بعد 21 ساعة ونصف فقط من انتهاء المواجهة الأولى (1-1) التي دامت 120 دقيقة. لعب جيامبيرو كومبي، لويجي أليماندي، إرالدو مونزيليو، لويس مونتي، إنريكي جوايتا، رايموندو أورسي وجوزيبي مياتزا كلتا المباراتين مع المنتخب الإيطالي. 33 هدفاً مع إيطاليا هو مجموع ما راكمه مياتزا بعد تسجيل ركلة الجزاء التي حسمت فوز فريقه على البرازيل في الدور قبل النهائي في عام 1938، وهو رقم قياسي بقي صامداً لمدة 35 سنة إلى أن سجّل جيجي ريفا هدفه الـ34. عندما كان إيل باليلا يستعد لتنفيذ تلك الركلة، تمزق مطاط سرواله القصير. وحتى لا يسقط منه، أمسك مياتزا سرواله بيده بينما ركل الكرة ليسجل في مرمى والتر، المتخصص في صدّ ركلات الجزاء. 9 دقائق فقط كانت متبقية قبل أن تخسر إيطاليا نهائي كأس العالم 1934 (وهي أقرب مدة كان فيها منتخب متوّج باللقب العالمي على وشك أن تذهب الكأس من بين يديه). سجّل أورسي في مرمى تشيكوسلوفاكيا في الدقيقة 82، قبل أن يُوقّع أنجيلو سكيافيو هدف الفوز في الوقت الإضافي. 7 انتصارات متتالية في مباريات كأس العالم راكمتها إيطاليا منذ فوزها في مباراة الحسم في الدور ربع النهائي عام 1934 حتى نهائي عام 1938 (رقم قياسي بقي صامداً لمدة 68 سنة إلى أن راكمت البرازيل 11 انتصاراً متتالياً). جدير بالذكر أنه لم يحقق أي بلد آخر أكثر من 6 انتصارات متتالية. 7 لاعبين وُلدوا في بلد آخر فازوا بكأس العالم مع إيطاليا في عام 1934: أتيليو ديماريا، إنريكي جوايتا، لويس مونتي، رايموندو أورسي (كلهم في الأرجنتين)، أنفيلوجينو جواريزي (البرازيل)، فيليس بوريل (فرنسا) وماريو فارلين (النمسا-المجر؛ كرواتيا حالياً). كان المنتخب الوحيد الآخر المتوّج بطلاً للعالم بأكثر من لاعبين اثنين وُلدوا في الخارج هو فرنسا في عام 1998، حيث كان الرباعي يتألف من مارسيل دوسايي (غانا)، كريستيان كاريمبو (كاليدونيا الجديدة)، ليليان تورام (جوادلوبي) وباتريك فييرا (السنغال). 5 من اللاعبين الذين خاضوا مباراة التصفيات الوحيدة لايطاليا في الطريق إلى كأس العالم 1934 -ومباراتها الأخيرة قبل انطلاق البطولة- لم يتم حتى استدعاؤهم للمشاركة في نهائيات كأس العالم، على الرغم من سحقهم اليونان بنتيجة 4-0. قبل أسبوعين من بداية البطولة، تعرّض كارلو سيريسولي لكسر في ذراعه بعد أن حاول صدّ تسديدة بييترو أركاري، مما أجبر بوتزو على المراهنة على جيامبيرو كومبي كحارس مرمى أساسي بعد أن أقنعه بتأجيل اعتزاله. كما فاجأ هذا المدرب الجميع بعدم استدعاء كل من ماريو مونتيسانتو، بييترو سيرانتوني، أوتافيو فانتوني ونيريو روكو (الذي أصبح لاحقاً واحداً من أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم). 5 المركز الخامس: هو المركز الذي احتله جوزيبي مياتزا في التصنيف الذي نشرته مجلة جورين سبورتيفو لأفضل 50 لاعباً في القرن العشرين. بيليه (الأول)، دييجو أرماندو مارادونا (الثاني)، ألفريدو دي ستيفانو (الثالث) ويوهان كرويف (الرابع) هم اللاعبون الوحيدون الذين وضعتهم أقدم مجلة رياضية في العالم قبل مياتزا. 4 أسابيع قبل انطلاق كأس العالم عام 1934، اتخذ بوتزو واحدة من القرارات الأكثر جرأة في تاريخ كرة القدم الإيطالية. كان لويس مونتي وأنجيلو سكيافيو يكرهان بعضهما البعض. ففي عام 1929، كانا على وشك الدخول في عراك بالأيدي خلال جولة نادي بولونيا في أمريكا الجنوبية، وقبل ذلك كانا قد تشابكا مراراً وتكراراً، خصوصاً في مباراة حاسمة للفوز بلقب دوري الدرجة الأولى الايطالي في عام 1932، عندما داس لاعب يوفنتوس الصلب بعنف على ركبة خصمه الملقى على الأرض. وفاز فريق يوفنتوس، الذي بدأ المباراة متأخراً، بتلك المباراة (3-2) ليتوّج بلقب السكوديتو. وعندها وصف سكيافيو مونتي بـ"المجرم" –وهي إهانة كبيرة في ذلك الوقت-. عندما التحق اللاعبان بالمعسكر الإيطالي قبيل انطلاق كأس العالم بمحاذاة جبال الألب الغربية، أعلن بوتزو أمام ذهول الجميع أن مونتي وسكيافو سيتقاسمان الغرفة خلال الشهرين المقبلين! 4 لاعبين فقط -جيوفاني فيراري، جيدو ماسيتي، جوزيبي مياتزا وإيرالدو مونزيجليو- كانوا حاضرين في الفريقين اللذين فازا بكأس العالم مع إيطاليا عامي 1934 و1938. وفي المقابل، 14 من اللاعبين الذين ساعدوا البرازيل على التتويج في عام 1958 حافظوا على مراكزهم في صفوف السيليساو الذي رفع الكأس الأغلى عام 1962. 3 أسابيع قبل الإعلان عن القائمة الأولية لكأس العالم 1934، دخل بوتزو -ضد نصيحة زملائه- حانة كئيبة في روما بحثاً عن أتيليو فيراريس. وكان لاعب خط الوسط الذي يتميز بتدخلاته العنيفة غائباً لم يلعب أي مباراة مع إيطاليا منذ 18 شهراً، وبعد أن فسخ نادي روما العقد الذي يجمعهما في مارس/آذار 1934 لأسباب تأديبية، كان قد ضاع في متاهات إدمان الكحول والقمار. وقال بوتزو لفيراريس دون أي تردد: "ابتعد عن السجائر والمشروبات وجديلة البلياردو على الفور، تعال معي، وسيكون لديك فرصة للعب في كأس العالم." والمثير للدهشة أنه على الرغم من أنه كان في حالة سكر، وافق فيراريس على ما قاله له المدرب وانتقل إلى معسكر إيطاليا قبيل كأس العالم في بحيرة ماجيوري "بأفضل حال من أي لاعب آخر،" حسب بوتزو. 2 مباراتان نهائيتان في كأس العالم لعبهما مع بلدين مختلفين هو إنجاز تاريخي لم يحققه سوى مونتي. خاض لاعب خط الوسط الصلب مع الأرجنتين، مسقط رأسه، المباراة الحاسمة ضد أوروجواي في عام 1930؛ ومع إيطاليا ضد تشيكوسلوفاكيا في عام 1934. 1.3 أهداف في المباراة الواحدة هو متوسط أهداف جينو كولوسي مع ايطاليا في عام 1938 (الرقم القياسي الإيطالي في كأس العالم). في حين سجل زميله سيلفيو بيولا بمتوسط 1.2 هدفاً في المباراة الواحدة. وبعدهما يأتي كريستيان فييري (1.0)، أنجيلو سكيافيو (1.0)، ريكاردو كارابيليزي (1.0)، توتو سكيلاتشي (0.86)، أليساندرو ألتوبيلي (0.71)، باولو روسي (0.64)، رايموندو أورسي (0.60) وروبرتو باجيو (0.56). 1 انتصار واحد في 12 مباراة كانت هذه هي الحصيلة المقلقة التي سجلتها إيطاليا ضد النمسا قبل مباراتهما في الدور قبل النهائي عام 1934. وخصوصا أن "الفريق المعجزة" كان قد سحق نظيره الأزوري في جنوة (0-4)، وفي لقائهما الأخير في فبراير/شباط، بمناسبة كأس أوروبا الوسطى، فاز عليه أيضاً (2-4) في تورينو. ومع ذلك، حققت إيطاليا المفاجأة بالحفاظ على نظافة شباكها وتحقيق النصر بفضل هدف إنريكي جوايتا. 1 نهائي واحد في كأس العالم جمع بين قائدي الفريقين في مركز حراسة المرمى: نهائي نسخة 1934. قاد الحارسان جيامبييرو كومبي وفرانتيسك بلانيكا منتخبي إيطاليا وتشيكوسلوفاكيا توالياً. 0 لم تحتفظ إيطاليا بنظافة شباكها في أي مباراة عام 1938؛ وهو شيء غير مسبوق بالنسبة لبطل العالم. فازت كتيبة الأزوري على النرويج (2-1) وفرنسا (3-1) والبرازيل (2-1) والمجر (4-2).
مشاركة :