مفكر صيني يحذر من "حرب باردة" بين بلاده وأمريكا

  • 1/23/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

استضاف مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، البروفيسور يان شويتونج عميد معهد العلاقات الدولية الحديثة في جامعة تشنغهوا الصينية، حيث ألقى محاضرة بعنوان "الصين والنظام العالمي المتغير"، حذر فيها من قيام حرب باردة بين الصين والولايات المتحدة بسبب التنافس وتحدي الصين للنفوذ والقيم الأمريكية. جاء ذلك في إطار فعاليات "الحوار الثقافي السعودي - الصيني"، الذي ينظمه المركز في الرياض خلال شهر يناير الجاري، ويشهد عدداً من الفعاليات الثقافية من محاضرات وحلقات نقاش بمشاركة عدد من المسؤولين والأكاديميين والباحثين والمثقفين ورجال الأعمال من المملكة والصين. وألقيت المحاضرة بحضور عدد كبير من المختصين بالشؤون السياسية والخبراء والأكاديميين وسفراء الدول الأجنبية والشخصيات العامة، في قاعة المحاضرات بمبنى مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض مساء أمس . وقال "شويتونج": الولايات المتحدة بدأت تفقد دورها المهيمن على منطقة الشرق الأوسط، ولكن لا يمكن للقوى الأخرى أن تلعب نفس الدور، فروسيا قدراتها لا تؤهلها إلى قيادة المنطقة حتى وإن تدخلت في سوريا وغيرها، والصين أيضاً لا تملك القدرة على القيادة أو ملء الفراغ العسكري الذي تتركه الولايات المتحدة في منطقة مثل الشرق الأوسط ولا حتى في الشرق الأقصى بدلاً عن اليابان. وأضاف: هناك مشكلة في نظام السلام بالنظام الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، وأعتقد أن أمن المنطقة سيعتمد على القوى الإقليمية مثل السعودية ومصر وتركيا، مع تراجع نفوذ القوى الدولية مثل أمريكا وروسيا والصين. وأردف: النظام العالمي تأثر سلبياً بالعولمة التي أضرت بالبشر، كما أن العولمة أصبحت قوية وتخطت قدرات البشر على مواجهتها، ولها إيجابيات فيما يتعلق بالتجارة الحرة وتحرك الأيدي العاملة ولكن سلبياتها خطيرة في جهة الإرهاب والتطرف والاستقطاب والاحتقان. وتابع: العولمة صارت أسوأ وأسوأ ولا يمكن إيقافها، فمجموعة دول الـ20 تمثل 80% من الاقتصاد العالمي، وهناك تخوف من قيام حرب باردة بين الصين والولايات المتحدة بسبب التنافس وتحدي الصين للنفوذ والقيم الأمريكية. وقال "شويتونج": النظام العالمي لم يتغير منذ الحرب العالمية الثانية، فالدول العظمى هي ذاتها على الساحة الدولية وما يتغير هو الأعراف والمعايير، والحرب الباردة بين روسيا وأمريكا أنشأت نظامًا ثنائي القطبية وبعد انتهائها أصبح العالم رهين القوة الأحادية، ولكن خلال السنوات العشر القادمة ستنتهي الهيمنة الأحادية للولايات المتحدة وسيكون هناك نظام عالمي تقوده قوتان عظمتان هما أمريكا والصين. وأضاف: نظام القوة خاضع للتغيير حالياً والقوى الصاعدة مثل الصين ستكون مؤثرة بشكل أكبر، في حين سينخفض تأثير الولايات المتحدة؛ حيث يعد تراجع نفوذها واقعًا ملموسًا اليوم. وخلال المحاضرة التي أدارها الباحث محمد السديري رئيس وحدة الدراسات الآسيوية بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أردف المفكر الصيني: لا أعتقد أن الصين تخطط لمواجهة الولايات المتحدة، وهي لا ترغب في الاستحواذ على النفوذ الأمريكي، ولكن قوة أمريكا تتراجع وتتناقص بالفعل. وتابع: الصين لا ترغب في أن تحد من قوة اليابان الاقتصادية ونفوذها في منطقة شرق آسيا وإن تراجع الاقتصاد الياباني في الفترة الأخيرة. وقال "شويتونج": الصين لا تسعى لتصدير أو فرض أي أيدولوجية خارج حدودها، لأن هذا لا يسبب إلا الصراعات والحروب، والشواهد كثيرة، بل نحن نشجع التعددية والتنوع الثقافي والسياسي عالمياً، وعلينا فقط تقديم أنفسنا بشكل جيد حتى تكون للصين سلطة أخلاقية. وأضاف: النظام العالمي ينقسم إلى ثلاثة مستويات، وهي السلام أو الحرب ونظام القوة وإعادة توزيع القوة وأخيراً الأعراف، وهذا النظام تحول من الثنائي القطبية إلى الأحادي ومستقبلاً سيعود إلى الثنائية بين الصين وأمريكا، فالصين قوة صاعدة وستحصل على جزء من نفوذ الولايات المتحدة. وأردف: الأعراف التي تمثلها المنظمات والمؤسسات الدولية تتغير بسبب تغير هيكل القوة، فالرئيس الأمريكي "ترامب" انسحب من معاهدة باريس للمناخ واتفاقية التجارة العالمية، وهناك اتجاه لتأسيس أعراف دولية جديدة لنظام عالمي جديد. وتابع: النظام الإقليمي في أوروبا يتجه نحو عدم المركزية لا سيما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما أن ألمانيا وفرنسا تواجهان هذا التحدي في الوقت الحالي والأمر يتطلب وضع أعراف جديدة في القارة الأوروبية. ورفض المفكر الصيني اعتبار منطقة شرق آسيا "منطقة خطر بسبب الدرع النووي"، مشدداً على أنه أكثر المناطق أمنًا حول العالم، وقال: منذ ما يزيد عن 30 عاماً لم تقم أي حروب في المنطقة، وحتى الصراع بين الهند وباكستان تحول إلى نزاع محدود منذ امتلاكهما السلاح النووي بينما اندلعت أربعة حروب في أوروبا خلال هذه الفترة. واختتم بالقول: سيكون هناك توزيع للقوة وأعراف جديدة في المنطقة خلال الفترة القادمة.

مشاركة :