أكراد سوريا يعلنون «النفير العام» لمواجهة تركيا

  • 1/24/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت تركيا أمس قصف منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا في اليوم الرابع من عملية «غص الزيتون» لإبعاد خطر تنظيم حزب الاتحاد الديموقراطي، الذي تعتبره أنقرة ذراعا سوريا لحزب العمال الكردستاني، في حين ترأّس الرئيس رجب طيب أردوغان، اجتماعا أمنيا في المجمع الرئاسي، بحضور كبار المسؤولين، للاطلاع على التطورات. وشارك في الاجتماع الذي استمر لأكثر من ساعة، رئيس الوزراء بن علي يلدريم ونائباه، ووزراء الداخلية والخارجية والدفاع، ورئيس الأركان خلوصي أكار، ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان. ونقلت خدمة «ترك برس» عن أردوغان قوله، ردا على الطلب الأميركي لبلاده تحديد نطاق ومدة العملية: إن تركيا «لن تتحرك وفق المطالب الأميركية»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «لم تحدد مهامها في أفغانستان والعراق». ولفت الرئيس التركي إلى أنه سيسحب قواته فور انتهاء مهامها وتحقيق أهدافها، وحين يستطيع 3.5 ملايين لاجئ سوري في تركيا العودة إلى بلادهم سالمين. وفي هذا الإطار، توقّع الأكاديمي التركي، فخر الدين ألتون امتداد عمليات استهداف حزب العمال الكردستاني إلى مناطق أوسع في العراق وسوريا. ورأى أن أميركا «مستاءة جدا من إطلاق القوات تركيا عملية ثانية في الأراضي السورية، بعد عملية درع الفرات. وبينما نقلت قناة «خبر ترك» عن وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو قوله إن بلاده تسعى لتفادي أي اشتباك مع القوات السورية أو الروسية أو الأميركية خلال عمليتها، لكنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمنها، قال المقدم المتقاعد في الجيش الأميركي، ريك فرانكونا، المحلل العسكري لشبكة «سي ان ان»: إن منطقة شمال سوريا مرشحة لتكون موقعا لمواجهة كبيرة بين الولايات المتحدة وتركيا، متسائلا عن مدى قبول واشنطن لإمكانية تدمير الجيش التركي للقوى الكردية التي تدعمها. وحذّرت واشنطن امس من ان المعارك قد تزعزع الاستقرار في منطقة كانت بمنأى نسبيا عن النزاع السوري. وقال وزير الدفاع جيم ماتيس من جاكرتا ان بلاده تأخذ على محمل الجد مخاوف تركيا الأمنية المشروعة (..) لكن العنف في عفرين يحدث بلبلة في المنطقة، بعد كنا وصلنا فعليا إلى مرحلة تتدفّق فيها المساعدات الإنسانية، وكان اللاجئون يعودون.. الهجوم التركي عطّل تلك الجهود، مطالباً انقرة بضبط النفس في عملياتها العسكرية، وكذلك في خطابها، والحرص على أن تكون عملياتها محدودة في الحجم والمدة. سير المعارك وتركّزت المعارك امس على الحدود التركية ــــ السورية، خصوصا في شمال عفرين وجنوب غرب المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «المعارك عنيفة، لكن محاور الجبهة أضيق رقعة مما كانت عليه الاثنين». واستأنف الطيران والمدفعية التركية القصف، في حين اطلق جنود اتراك وحلفاؤهم من الفصائل السورية المقاتلة هجوما جديدا في شمال شرق منطقة عفرين ودخلوا قرية قسطل جندو، بعد ان خسروا هضبة برصايا التي استعادتها وحدات حماية الشعب بعد ساعات من فقدان السيطرة عليها. واكدت الفصائل المساندة لتركيا تراجعها في محور أعزاز الذي فتحته، الاثنين، مؤكدة انها تستعد للعمل على محاور جديدة لا يزال العمل عليها جاريًا وانها فتحت محور بلدة جنديرس (غرب مدينة عفرين)، حيث تقدمت في بلدة الحمام. في وقت قال متحدث باسم وحدات حماية الشعب إن ثلاثة أشخاص قتلوا في قصف المدفعية التركية لبلدة رأس العين السورية، مما يشير الى احتمال توسيع نطاق الأعمال العسكرية على الحدود التركية ـــــ السورية. إعلان النفير من جهتها، أعلنت الادارة الذاتية الكردية في شمال سوريا حالة «النفير العام» دفاعاً عن عفرين. وقالت في بيان صادر عن اقليم الجزيرة (محافظة الحسكة شمال شرق)، «نعلن النفير العام وندعو كل أبناء شعبنا الأبي الى الدفاع عن عفرين وكرامتها». وقال المستشار الاعلامي لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين ريزان حدو لوكالة فرانس برس «اعلان النفير العام يعني دعوة كل الأكراد في سوريا الى حمل السلاح»، دفاعاً عن عفرين. ووفق حدو، يتضمن اعلان النفير العام «دعوة كافة الشباب الذين التحقوا سابقاً بخدمة الدفاع الذاتي الى الالتحاق بمراكزهم، بالاضافة الى جهوزية كل مراكزنا لاستقبال كل من يرغب في الدفاع عن عفرين، وتوفير الأسلحة اللازمة لذلك». (أ.ف.ب، الأناضول، رويترز، سي.إن.إن) مقتل جندي تركي ثانٍ أعلن الجيش التركي امس عن مقتل جندي ثان في العمليات، وبيّن الجيش أن الجندي قُتل في تبادل إطلاق النار مع عناصر اكراد. من جهته، قال وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو في تغريدة على «تويتر»: «فقدنا الضابط اوغوز كان، الذي كان يشارك في عمليات غصن الزيتون في سبيل بقاء دولتنا، ولن نترك دماء هؤلاء الذين سقطوا.. وسنستمر في القتال إلى حين نزع جذور الإرهاب بأكمله». وقُتل اول جندي تركي الاثنين في المعارك ودفن امس في انقرة، بحضور قادة اتراك في مقدمهم الرئيس رجب طيب اردوغان. وقال اردوغان خلال مراسم التشييع: «سنخرج منتصرين، معا مع شعبنا والجيش السوري الحر». ومنذ بدء العملية قتل نحو 60 عنصرا من وحدات حماية الشعب الكردية والفصائل السورية المعارضة المدعومة من انقرة، وكذلك 24 مدنيا، غالبيتهم في القصف التركي، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. (أ.ف.ب، سي.إن.إن)

مشاركة :