دعا الكولونيل المتقاعد ريتشارد كمب، قائد فريق مكافحة الإرهاب الدولي سابقا في لجنة الاستخبارات المشتركة البريطانية، إلى حظر حزب الله اللبناني بشكل كامل.وفي مقال نشرته صحيفة التايمز على موقعها الإلكتروني، رأى كمب أن "حزب الله" المنظمة الإرهابية الأوفر قوة في العالم، ومع ذلك فإن بريطانيا اكتفت بحظر جزء منها فقط هو جناحها العسكري.ورصد كمب تحرّكًا مزمعا من جانب النائبة جوان ريان، بعد غد الخميس، بقيادة نقاش برلماني يستهدف حظرا كليًا للمنظمة اقتداءً بكل من الولايات المتحدة وكندا وهولندا؛ ورأى كمب أن فُرَص تحقيق ذلك الحظر الكامل ما تزال ضعيفة.وأشار إلى الفيلم السينمائي البريطاني الحديث "داركست أور" للمخرج جو رايت، والذي يحكي ميل الوزراء البريطانيين في حكومة وينستون تشرشل إلى التفاوض مع هتلر النازي بينما كانت دول أوروبا تتساقط واحدة تلو الأخرى أمام قواته، غير أن تشرشل وقف بحزم ضد هذا الميل واختار مقاومة النازية مهما كان الثمن. وقارن كمب بين هذا الموقف من جانب تشرشل وموقف النائبة جوان ريان الآن؛ حيث ثمة ميلٌ في البرلمان البريطاني إلى مهادنة جماعة حزب الله اللبنانية.ونوه كمب، الذي كان قائدا للقوات البريطانية في أفغانستان، عن أن جماعة حزب الله هي صناعة إيرانية ظهرت على المسرح العالمي لأول مرة في بيروت عام 1983، وقتلت 241 من جنود المارينز الأمريكيين و58 من جنود المظلات الفرنسيين في هجوم كان الأسوأ قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر؛ ومنذ ذلك الحين وجماعة حزب الله تنفذ هجمات في كل من أمريكا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط، وتخطط لهجمات في المدى الممتد من قبرص إلى سنغافورة - بحسب الكاتب.ورصد، اتهام السلطات الأمريكية الصيف الماضي لاثنين من عناصر حزب الله بالتخطيط لشن هجمات في نيويورك وبنما؛ وتحارب جماعة حزب الله من أجل إبقاء نظام الأسد في سدة الحكم السوري، وتمتلك الجماعة ترسانة حربية قوامها مائة ألف صاروخ في لبنان موجهة صوب إسرائيل - بحسب الكاتب.ونبه كمب إلى أنه وأثناء الحملتين العسكريتين في العراق وأفغانستان، اشترك حزب الله في عمليات تفجير بتوجيه إيراني قتلت أكثر من ألف جندي بريطاني وأمريكي.وقال الكاتب إنه ورغم ذلك، فإن بإمكان حزب الله استثمار أموال في بريطانيا وبلدان أخرى أوروبية واستخدام تلك الأموال في أنشطتها الإرهابية؛ كما أن مؤيدي الجماعة يستطيعون السير في شوارع أوروبا بحُريّة رافعين أعلام الجماعة وراياتها.وحذّر كمب من أن حزب الله اللبناني لديه خلايا نائمة في بريطانيا تخطط وتستعد في انتظار تعليمات من قادتها لتنفيذ الهجمات.وقال إنه وأثناء عمله بلجنة الاستخبارات المشتركة، راقب أنشطة جماعة حزب الله، ومن ثم فهو يعلم أن الجماعة لا تنقسم إلى جناحين: سلمي وعسكري، وأن دول المنطقة لا تصدق ذلك، وأن الجامعة العربية تصنف الجماعة بشكل كليّ؛ وحتى قادة الجماعة أنفسهم لا يتظاهرون بهذا الانقسام (إلى جناحين سلمي وعسكري)، وفي عام 2009 أكد نائب الأمين العام للجماعة أنها تنظيم موحَّد.ولفت صاحب المقال إلى أن المخابرات البريطانية تعلم هذا وكذلك رئيسة الوزراء ووزيرة الداخلية؛ وتساءل كمب عن سر هذا الموقف البريطاني من جماعة حزب الله؟ ورأى أن الخارجية البريطانية تضلل نفسها إذا هي رأت أن مهادنة حزب الله هي الطريق إلى بسط النفوذ عليها. وأكد كمب أن هذا الموقف من جانب الحكومة البريطانية إنما يضفي شرعية على جماعة حزب الله ومِن ورائها إيران التي هي أكبر داعم للإرهاب - بحسب الكاتب.وفي ختام مقاله، تساءل كمب، عما يمكن أن يفعله الحظر الأوروبي لحزب الله؟ وأجاب الكاتب على هذا التساؤل بكلمات الأمين العام لحزب الله (حسن نصرالله) الذي قال إن من شأن ذلك الحظر الأوروبي أن "يجفف منابعنا التمويلية وأن يقوض ما نحصل عليه من دعم سياسي ومادي".
مشاركة :