وصف الشاعر السعودي عبدالمجيد بن محمد العمري حادثة اغتيال الداعية عبدالعزيز التويجري بحُسن الخاتمة له مستدلاً بالآيات القرآنية؛ إذ أورد قول الله تعالى؛ {ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله. وكان الله غفورًا رحيمًا}. مشيرًا إلى أن هذه الميتة قد كتبها الله لأبي عمر الشيخ عبدالعزيز بن صالح التويجري - رحمه الله - بحسن خاتمة (جعلها الله شهادة في سبيله)، كما أكرمه من قبل بحمل لواء الدعوة إلى الله - عز وجل - ومعلمًا للعقيدة والتوحيد، وكان باذلاً وقته وماله وجهده في بناء المساجد، ورعاية الدعاة، وحفر الآبار، وكفالة الأيتام والفقراء والمعوزين. وقال: كم قطع الفيافي والبحار والأنهار، وركب الأهوال والأخطار داعيًا ومعلمًا وباذلاً للخير حتى طالته يد الغدر من بعض الوثنيين في أطراف غينيا كوناكري فقتلوه. وسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبله في الشهداء مع النبيين والصديقين والصالحين، وحَسُن أولئك رفيقًا، وأن يربط على قلوب أهله وذويه ومحبيه، ويصلح ذريته، ويخلف عليهم وعلى المسلمين خيرًا. إنا لله وإنا إليه راجعون. وخص الشاعر العمري "سبق" بقصيدة تعزية ورثاء للفقيد، استهلها قائلاً: صبراً جميلاً وإن جلت وإن فدحت مرارة الفقدِ في الغالي أبي عمرِ إنّا إلى اللهِ إنّا راجعـون لهُ فلا مفر من الآجال والقدرِ يا ابن الكرام لقد ودعت مرتحلاً سعياً إلى الأجر لا شوقاً إلى السفرِ وهبت نفسك للعليا وما وهنت لك العزائم في سفرٍ ولا حضرِ إرادة الله شاءت حسن خاتمةٍ لقد ظفرتم بها في آخر العُمرِ أرخصتم النفسَ والدنيا وزينتها وما خشيت من الأهوال والخطرِ عقدتم العزم للتوحيد داعية شِعارُك الخير تسديهِ إلى البشرِ لله قصدك والإيمانُ حافزكم وما سعيت إلى نشرٍ ولا خبرِ وكان كل ما ترجو وتأمله هداية الناس تنقذهم من الشررِ وكنت كالغيث في صحراء مقفرةٍ فأنبت اللهُ هذي الأرض بالمطرِ أحييت فيها نفوساً طالما رسفت في الجهلِ تسجدُ للأوثانِ والحجرِ تدعو إلى اللهِ في صبرٍ وفي جلدٍ وكم غرست فسيلاً طيب الثمرِ دعوت للحقِ والتوحيدِ في دأبٍ سعيت للخيرِ لا للشرِ والضررِ تقدم الدرس بعد الدرس مجتهداً مواعظاً في أصول الدين والسيرِ هذي المساجدُ والآبارُ شاهدةٌ مع المدارس تروي أطيبَ الأثرِ حتى الإجازة تقضيها لدعوتهم والبعض يصرفها للهو والسمرِ يهناك يهناك هذا الموت خاتمة مهما طوانا من الأحزانِ والكدرِ واللهِ واللهِ ما قدمت من عملٍ أغلى من الجوهر المكنونِ والدررِ جزاك ربك في الفردوسِ منزلةً مع النبيين في عالٍ من السررِ ويحفظ الله أماً درة وأباً هم هيؤوك لهذا الخيرِ من صغرِ ويصلح الله أبناءً ويكفلهم ويجبر الله زوجاً في أبي عمر عبدالعزيز وحسبي حين أرثيكم أدعو إلى البرِ والتقوى إلى الظفرِ وفي الختامِ صلاةُ اللهِ دائمةٌ لأكرم الخلقِ من بيض ومن سُمرِ
مشاركة :