أظهر استبيان لـ «الرياض» حول مدى نجاح فكرة إلغاء الريال الورقي واستبداله بالمعدني، توقع الغالبية العظمى والتي شكلت 65 % من بين 130765 مشاركا ومشاركة عدم نجاحها، وخالفهم 25 % من المشاركين في الاستبيان مؤكدين نجاح استبدال العملة المعدنية بالريال الورقي والتعامل بها، فيما التزم بقية المشاركين الذين شكلوا نسبة 10 % الحياد. واعتبر المعارضون لنجاح فكرة استبدال المعدني بالريال الورقي، بأن تحويل الريال إلى عملة معدنية سيتطلب الكثير من التغييرات في عدة جهات منها مكائن الخدمات الذاتية للمشروبات والتسالي، وكذلك فإنه لابد للعملات المعدنية من حافظات خاصة لجمعها لسهولة حفظها والتنقل بها. وعلى الجانب الآخر، يرى المؤيدون بأن الريال المعدني سيخفف من أعباء الطباعة التي تتم للريال الورقي، والذي يتم استبداله بين فترة وأخرى بأعداد كبيرة ومكلفة، مما يؤثر على الاقتصاد السعودي بشكل أو بآخر. وحول هذا قال الاقتصادي والمشرف العام على مركز الإبداع وريادة الأعمال جامعة جدة د. هاشم بن عبدالله النمر: هناك جدل كبير يدور حالياً حول نجاح فكرة إلغاء العملة الورقية واستبدالها بالعملة المعدنية، والاستبيان الذي عملته صحيفة «الرياض» بهذا الخصوص وكانت النتيجة غير المستغربة بأن 25 % فقط وافقوا على هذا التوجه وعارضها 65 % من المشاركين، ليست مستغربة لأن سمة المقاومة للأفكار الجديدة التقنية المنفية لطباع أو عادات استمرت لعقود من الزمن هي من السمات البشرية الإنسانية، وقد تم رفض أو تجاهل العديد من الاختراعات والأفكار المهمة الحديثة في مختلف مجال العلوم لعقود من الزمن بسبب هذا السمة المقاومة في النفس البشرية. وتابع النمر: ولكن يتم أخيراً تقبل هذه الأفكار في حال أثبتت الكفاءة اللازمة للاستمرار والقبول. وقال: برأيي فإن التوجه للعملة المعدنية قد يحل مشاكل عديدة نواجهها حاليًا، وبالخصوص بعد تطبيق الضريبة المضافة بمقدار 5 % على السلع، فأصبح من الصعب إيجاد ورق نقدي من الفئات الصغيرة كالهلل لصرف باقي المبلغ من المشتريات. بالإضافة لأجرة مواقف السيارات المدفوعة التي أصبحت منتشرة في أغلب شوارع المدن الكبيرة التي تعمل بالعملة المعدنية، ولا تقبل الفئة الورقية القديمة او المهترئة، ناهيك عن صعوبة التعامل مع الأوراق النقدية التي يزيد عمرها على العام والتي تكثر فيها الاتساخات والتمزقات، وقد تجد الورق اللاصق قد أحاط بالعملة الورقية بصورة غير حضارية وذلك لترميمها، ومحاولة إنعاشها من التشوهات وفي هذه الحالة يكون من الصعب التميز بين الورق الأصلي والمزيف، مما أوقع الكثير من الأفراد والمحلات التجارية بحرج وبعضهم قد تعرض للتساؤلات الأمنية بسبب امتلاكهم غير المتعمد لها، وناهيك عن الأمراض التي من الممكن أن تنتقل بالعملة الورقية وذلك لسهولة احتضانها للعديد من أنواع البكتريا والفيروسات. وأما من الناحية الاقتصادية، أوضح النمر بأن الريال المعدني أكثر استدامة من الورقي مما يعني وقف تكاليف إعادة إصدار الأوراق النقدية في أوقات قصيرة. وأما من الناحية الإنسانية الإجتماعية، أكد النمر بأن الأوراق المعدنية سيستفيد منها فئة المكفوفين وبصورة كبيرة، لاسيما لوجود الحواف البارزة التي تساعدهم على معرفة مقدار العملة والتعامل معها بصورة سلسة وفعالة. وأشار إلى أن تفعيل العملة المعدنية في مجمله، سيكون له الآثار الإيجابية على المجتمع بسبب المتغيرات السريعة في مجتمعنا لاسيما بأن معظم الدول الكبرى قد استخدمت العملات المعدنية لعقود من الزمن وكان لها الأثر الإيجابي على حياتهم وتعاملاتهم اليومية. واختتم قائلًا: نأمل أن يتقبل المستهلكون العملة المعدنية تدريجيا، ومع مرور الوقت وذلك للفوائد المتوقعة من الاستخدام، كما نتمنى أن يتم إحلال العملة الورقية بالمعدنية تدريجياً حتى يتقبلها الجميع ويظهر الفرق جلياً للمجتمع. من جهته قال عضو جمعية الاقتصاد السعودية د. ياسر الحربي: شهدت الجزيرة العربية التعامل بالعملات النقدية المعدنية قبل قيام هذه الدولة المباركة، وكان هنالك ما يعرف بريال فرنسا والريال المجيدي والتركي وغيرها، حتى قيام الدولة على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وبدأ حينها التعاقب على إصدار العملات في مراحل الملوك المختلفة. وكانت العملة النقدية تستخدم لدى الشعب تحت اسم الهلل ولم يكن لها أي استخدامات كثيرة الشيوع رغم أنها في بدايتها كانت تحمل قيمة جيدة، وكانت تعرف ذلك الوقت بمسمى الأربع قروش، والذي كان يمثل مبلغا جيدا لشراء مشروب غازي أو ما شابه، ومن ذلك الوقت لم يعد هنالك تطبيقات مهمة للهلل مما جعل المجتمع يتناسى وجودها وأهميتها. وأردف الحربي: من الواضح أن لدى الدولة خططا لتفعيل تطبيقاتها من خلال بعض الخدمات الحكومية التي تقدم من رسوم، أو دفع مقابل مادي لبعض الخدمات العامة ولكن الرسالة لم تصل واضحة للعموم، فرأينا حجم هذا الممناعة الكبيرة لاقتنائها و الاعتراف بها. مشيرًا إلى أن يجب أن يأخذ الجميع في الاعتبار أهمية وجود هذه العملة المعدنية، لوجود فقد هائل في السابق من عدم الحصول على الهامش من الوحدة الأصغر الريال أو الريالين. ياسر الحربي د. هاشم النمر
مشاركة :