اختتم نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، زيارته إلى إسرائيل مساء أمس (الثلاثاء) كما بدأها الأحد، بالإشادة بقرار الرئيس دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال إن هذا الاعتراف «يساعد على تحقيق السلام».وقال بنس عند لقائه رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، صباح أمس، إن «الرئيس ترمب مصمم على تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقد أرسلني في هذه الزيارة لكي أحفظ عملية السلام الإقليمي، وأسعى لتطويرها. ونحن نعمل على وضع خطة لهذا السلام، سوف تنشر عند إنجازها، لكن توقيت نشرها يتوقف على الفلسطينيين، ومتى سينضمون إلى العملية».وعاد بنس ليؤكد أن السفارة الأميركية ستنقل من تل أبيب إلى القدس قبل نهاية السنة المقبلة، وقال إنه يعتبر هذه الخطوة توكيداً على عمق العلاقة بين البلدين، وحلفهما المشترك في محاربة «الإسلام المتعصب» وإيران ومنظمات الإرهاب.كان بنس قد تناول العشاء على مأدبة نتنياهو، وقال خلال الحفل: «نحن على أعتاب مرحلة جديدة من محاولات تحقيق السلام، وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، وأضاف: «إنه لشرف عظيم أن أكون هنا في القدس، عاصمة إسرائيل». وفي اليوم الأخير من الزيارة (أمس)، زار بنس، برفقة نتنياهو وعقيلتيهما، متحف ضحايا الكارثة النازية (يد واسم)، ثم انفصل عنهما وتوجه مع زوجته إلى حائط البراق، فيما سمي «زيارة خاصة»، وأقام هناك الصلاة. وخلال تجول نائب الرئيس الأميركي في القدس، تم إغلاق عشرات الشوارع في المدينة، وانتشرت قوات الجيش والشرطة وحرس الحدود الإسرائيلية، إضافة إلى رجال المخابرات الإسرائيلية والأميركية، في دوائر حراسة مغلقة لمنع الاعتداء عليه. وقام مئات من رجال الشرطة بحراسة المواقع التي زارها قبل ساعات طويلة من وصوله. ووسط الإجراءات الأمنية المشددة، أقيمت خيمة خاصة بساحة البراق لحماية نائب الرئيس الأميركي وإخفائه خلال زيارته. وشرعت قوات الاحتلال بتوقيف الشبان المقدسيين من الفلسطينيين، والتنكيل بهم، من خلال إخضاعهم لتفتيش جسدي مذل ومهين، واستخدمت الكلاب البوليسية أحياناً. كما أوقف الاحتلال كثيراً من حافلات النقل العام التي تعمل بين مركز المدينة وبلداتها وأحيائها لتفتيش المواطنين وفحص بطاقاتهم الشخصية.وكانت زيارة بنس قد شهدت إشكاليات، خلال اليومين الفائتين، أثارت ضجيجاً إعلامياً. فبالإضافة إلى مقاطعة النواب العرب من «القائمة المشتركة»، الذين رفعوا صورة للأقصى وكنيسة القيامة كتب عليها: «القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية»، وأخرجوا بسبب ذلك من القاعة، نشر اتحاد الصحافيين الأجانب في إسرائيل بياناً، أمس، احتج فيه بشدة على محاولة إجراء تفتيش مهين بحق صحافية فلسطينية تعمل مع إذاعة فنلندية، وذلك خلال الفحص الأمني على مدخل مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لتغطية استقبال نائب الرئيس الأميركي.فمع أن الصحافية الفلسطينية تحمل بطاقة صحافية من «مكتب الصحافة الحكومي في إسرائيل»، وهي تعمل في البلاد منذ نحو 10 سنوات، ومعروفة جيداً لحراس المقر، فقد تم اقتيادها إلى خلف الستار، وهناك طلب منها خلع بعض ثيابها، وجرى إخضاعها للفحص بجهاز كشف المعادن، وذلك لكونها من أصول فلسطينية، ثم طلبوا منها خلع حمالة الصدر، إلا أنها رفضت، وبالنتيجة منعت من الدخول.وقال بيان للاتحاد إن التفتيش المهين تم بسبب انتمائها العرقي، وأضاف: «هذا الإجراء المثير للاشمئزاز يضع إسرائيل في خانة خاصة، وهو أمر مخجل في دولة تتباهى بمؤسساتها الديمقراطية». وادعى مسؤولو الأمن في مكتب رئيس الحكومة أن الدخول إلى المكتب يقتضي إجراء فحص أمني متشدد، وأن الصحافية رفضت ذلك. وتعرض النواب العرب من «القائمة المشتركة» في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) إلى حملة تحريض شرسة بسبب مقاطعتهم بنس. فاعتبرهم وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، طابوراً خامساً يطعن إسرائيل في ظهرها، ويخدم الإرهاب. وقال وزير شؤون القدس، زئيف إلكين: «إنهم خونة»، وغرد على حسابه في «تويتر»: «عندما يقول الطيبي والزعبي وزحالقة وعودة إنه في اللحظة التي تقف فيها الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، وليس إلى جانب السلطة الفلسطينية، فإنها عدو، هذا يعني أنهم يفضلون مصلحة السلطة الفلسطينية على مصلحة إسرائيل، وهذه خيانة».
مشاركة :